أكثر ما يُستغرب في عنوان هذا الموضوع , هو غرابتهُ بحد ذاتها , فـ في الحقيقة أنا بذاتي كاتب هذا الموضوع لا اعلم لِما إخترت هذا العنوان , ولكنني وجدتُ ترابط بين الشطر الأول والآخر من بين هنا وهناك , ولعل ما زاد إهتمامي لكتابة هذا الموضوع هو الوضع النسبي لمتغيرات هذا الزمان من نواحي عدة , سواء كانت سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية , ومع أنني لا أتقن حرافة الحديث في مثل هذه الأمور , ولكنني سأجسد ذلك في بعض كليمات كي تظهر لي ولو بالقليل بالمجسمات الفكرية التي تطاردني في كل لحظة ألتفت إليها إلى شيئاً مآ , لا يهم , ولكنني حريصاً على أن لا أبحر خارج سياق الموضوع الذي لا أعلم لِما هو هناك فوق هذه المقالة , وكأنهُ يرمقني بعين الغضب , ويحدثني قائلاً : لما تكتب عني يا هذا .. ؟
أكثر ما يضحكني تلك اللغة المستنسخة من الفاه الأجنبي , وكأننا لا نفضّل أن نتحدث بلغة القران ولغة الأمة العربية , أو أنها أصبحت عار على عنوان هذا الموضوع الشقي , ولكي تكون على يقين فـ إتقان ما تتقنه ليس بالشيء الصعب , ولكنها أمورٌ بديهية وأرى بأنها سخيفة لا تغني ولا تشبع , بل أنها مجرد تقاليد نحاول أن نصل بها شيئاً ينقصنا من جوانب عدة , فنحن < أقصد الجانب الآخر من الشطر الأول لعنوان الموضوع , لا نفضّل أن نتّبع ولكننا نفضل أن نُتبع , لأننا بكل بساطة خُلقنا لنكون قادة , ولسنا بأمة منقادة , تألمها عنوة السيادة , وتقتلها كلمة العادة ..
الرؤية هنا من ناحية التبرير والتدبير هي أمر طبيعي إلى حد كبير , وهي الزاوية التي ينظر لها علم الإجتماع بأنها نوعين مختلفين متضادين بين أن تدبر وأن تبرر ذلك التدبير بتبرير قد يحل محلهُ الصحيح وقد يتخذ طريقه جهلً , وبين أن تبرر وأن تدبر ذلك التبرير بتدبير قد يحل محلهُ الخاطئ وقد يتخذ طريقه علمً , إذاً الحقيقة لا تلبث أن تفرض نفسها , وتتحول إلى حقيقة إجتماعية , وهي في الحقيقة وأقصد هنا الحقيقة التي تمتلك الحقائق الحقيقية السابقة ماهي إلآ مسائل نسبية في خاتمة هذا الأمر ..
والرؤية هناك من ناحية التغيير والتخدير هي أمر غير طبيعي إلى حد كبير جداً , وهي الزواية التي لا ينظر لها علم الإجتماع لأنها إن إجتمعت أصبحت عنصراً قوياُ قد يؤثر كثيراً على هذا الواقع والذي يدور حول محالة حدوث التغيير إن كان هناك تخدير لأن التخدير يرقد بعيداً عن مسميات التغيير والتي إن تأثرت بقدوم ما يسمى المخدر التخديري الذاتي لمتغيرات الحوادث لكان الأمر أسهل كثيراً من وجود تغيير يطرأ على التخدير ويصيب علم الطب بمسألة طارئة طبية وعملية قصرية للإنتهاء من هذا الداء والفاجع للمجتمعات العلمية أجمعين ..
المزيج الرائع في هذا العنوان يسبب لي صداع ثقافي مزمن , بين تبرير وتغيير وبين تدبير وتخدير , وهنا احاول الخروج من هذه الدوامة , وإن كان خروجي بلا فائدة تُذكر , ولكنها تعني بأنني طليق حر , ولا يستملكني هذا التفكير القهري الجبري المتعجرف , وإن المجتمعات عموماً , والمجتمعات الغربية خصوصاً , إعتادت على منهجية الطريق الثابت , والذي تصل بهِ بعيداً عن تلك الأمزجة الكلامية التي لا تؤدي إلى خلاصة كيفية إعتداد قائمة الطعام لهذا اليوم , وهذا اليوم بالتحديد يدخلنا في متاهات عدة , حيث أن الطعام الشرقي إختلط بالطعام الغربي بين آكلات تأتي من شرق آسيا , ونكهات من الهند البعيد , ومعكرونة الطبق الإيطالي اللذيذ , إنني أتوق لتناول وجبة شهية الآن , ولكنني في حيرة من أمري بين كل هذه الأصناف .. ؟
وبما أننا وصلنا إلى الأطباق ما لذ منها وما طاب , لنجعل عقولنا كالبساتين , نزرع بها كل يوم فكرة , ولنتخذ الحذر في زرع تلك الأفكار لأنها ستكون إحدى القوائم التي نحتاجها في طهي الطعام , ولابد لنا من أن نعلم بأن سيقايتها وريها يحتاج إلى الماء النظيف والإعتناء بها , كي لا تتلوث من بعض الأفكار السلبية والتي بالتأكيد ستؤثر على نكهة طعامنا وأفكارنا بين تغيير في النكهات وتبرير لهذا التغيير , وبين تدبير لإسكات تلك البطون الخالية من الأكل بالتخدير ..
يقول برنارد شو " إن الخيال هو بداية الإبداع , فإنك تتخيل ما ترغب فيه , وترغب فيما تتخيله , وفي النهاية تحقق ما ترغب فيه " لذلك أرى من وجهة نظر فلسفية " أن التغيير بالتدبير والتريث هو بداية الإبداع الحقيقي , فإننا إن تغيرنا بتدبير وتفكير حققنا ما نرمي لتغييره , وهو النهاية الواقعية فيما نود أن نغيره " ..
وكذلك الفكرة هنا تُطرح من جانب آخر , أي أننا لا نبرر أخطائنا بالتخدير لها أو إسكاتها ونجعلها تسير في حالة سكون , ولكن لنجعلها واقع محسوس , ولننطلق نحوها قائلين ( لسنا من الكمال بشيء , ولكننا نبحث عن ما يبرر أخطائنا إلى الطريق الصحيح وليس إلى التخدير والتسكين ) ..