عـــيــد بــأيّ حــال عــدت يــا عــيــد بــمــا مـــضــى أم لأمــر فــيــك تــجــديــــد
سيأتي عيدنا يبكي ..فمن يواسيه!
هل لبس الثوب الجديد.... والهدايا... والحلوى.. والبخور...
ستفرح القلب ويبتهج بها العيد ويجد فيها بعض السلوى والأمان.
لا وربي!
كيف يبتهج والعالم العربي يتمزق... والهرج في كل مكان في عالمنا العربي...
تشتعل نار مستعرة في دولة تسمى ثورة وتتبعها نار أخرى في دولة مجاورة...
لم يسلم منها لا رجل كبير ولا امرأة ضعيفة ولا طفل صغير...
وحكام مستبدون بمقاعدهم الذهبية متمسكون.. كل ما يشغلهم الكرسي وإن اشتعلت النار فيما حوله وتحته طالما هم على كرسيهم الملكي ولديهم بطانة فاسدة تعينهم على الظلم....
فلتأكل النار ما تأكل فهم في سعادة تامة..... طالما ثروات الوطن في أيديهم... غرتهم الثروات فران على قلوبهم...
وتناسوا أنهم يحملون أمانة عجزت عن حملها الجبال..
قال تعالى: { إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أنْ يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً }.
ويأتي العيد العربي يبكي.... فمن يواسيه ؟!
من تونس... لمصر... لليبيا... لليمن...لسوريا
ومن قبلها... العراق.. ودارفور.....الخ
بلادنا العربية الإسلامية تتأرجح بين القتل والفتن ..
فعالمنا العربي يئن من الألم...وعيدنا يبكي!
وشباب العالم العربي مازال يحلم بالربيع العربي.. رغم استمرار دوامة القمع والعنف من قبل أنظمتهم الظالمة....
وظن بعضهم أنهم يسيرون في الطريق الخطأ... من شدة ما يرونه من القمع والتعذيب والقتل...
وهم إذا سلموا من المندسين المنافقين الذين يظهرون لهم دعمهم للثورة وأنهم معهم قلبا وقالبا فهم بخير وإلى طريق الحق هم يتجهون...
وسيأتي العيد العربي يبكي متألما هذا العام.... ولكن لن يضره الألم إذا صبر وتوكل على رب العباد...
سيتغير الحال وسوف ينعم بنسيم الربيع العربي بإذن الله.
ومضة
إهداء إلى أمتي... من شعر الشاعر الفلسطيني المبدع/ تميم البرغوتي ..بعنوان أمر طبيعي
إليكم بعضا منها :
يا أُمَّتي أَنَاْ لَستُ أَعْمَىً عَنْ كُسُورٍ في الغَزَالَةِ،إنَّهَاعَرْجَاءُ، أَدْرِي إِنَّهَا، عَشْوَاءُ، أَدْرِي إنَّ فيها كلَّ أوجاعِ الزَّمَانِ وإنَّهامَطْرُودَةٌ مَجْلُودَةٌ مِنْ كُلِّ مَمْلُوكٍ وَمَالِكْأَدْرِي وَلَكِنْ لا أَرَى في كُلِّ هَذَا أَيَّ عُذْرٍلاعْتِزَالِكْ ياأُمَّنا لا تَفْزَعِي مِنْ سَطْوَةِ السُّلْطَانِ. أَيَّةُسَطْوَةٍ؟مَا شِئْتِ وَلِّي وَاْعْزِلِي، لا يُوْجَدُ السُّلْطَانُ إلا في خَيَالِكْ يَا أٌمَّتي يا ظَبْيَةً في الغَارِ تَسْأَلُني وَتُلحِفُ: "هَلْ سَأَنْجُو؟"
قُلْتُ: " أَنْتِ سَأَلْتِني مِنْ أَلْفِ عَامٍ. إنَّ في هَذَاجَوَاباً عَنْ سُؤَالِكْ"
يَا أُمَّتِي أَدرِي بأَنَّ المرْءِ قد يَخْشَى المهَالِكْ لَكِنْ أُذَكِّرُكُمْ فَقَطْ فَتَذَكَّرُواقَدْ كَانَ هَذَاكُلُّهُ مِنْ قَبْلُ وَاْجْتَزْنَا بِهِ لا شَيْءَ مِنْ هَذَا يُخِيْفُ، وَلامُفَاجَأَةٌ هُنَالِكْ يَا أُمَّتِي اْرْتَبِكِي قَلِيلاً، إِنَّهُ أَمْرٌطَبِيْعِيٌّ،وَقُومِي،إنه أَمْرٌ طَبِيْعِيٌّ كَذَلِكْ
دمتم بكل حب... وكل عيد وأمتنا بخير..
سيبكي العيد لحالنا هذا العام إنه أمر طبيعي.. ثم يسمعنا صوت ضحكته الرنانة بإذن الله إنه أمر طبيعي كذلك.