هاقد عادَ الربيع إلى الكون من جديد
وأكمامُ الزهر تتراقصُ بتيهٍ على الأغصان
تشرقُ الشمس في الصباح فتغمر الآفاق
وطيورٌ محلقة في السماء تشدو لحن اللقاء
إلا قلبيَّ المنهك فقد داهمهُ الشتاء
وسكنهُ صقيعُ الفراق
حتى بات يتلوى من جليدٍ تراكمَ حوله
وهجرٍ أنهكَ كاهله
حبيبي ياحبيبي رحماكَ بقلبٍ أوهنهُ البعد
وغادرهُ الدفء
إلى متى فقد أثقلتَ الروح ؟
وأضنيتَ الفؤاد
وصدعٌ في الأعماق
يئنُ من القهر
جلستُ أستجدي القدر
لعلهُ يرأف لحالي
ويغدِقْ عليَّ بقليلٍ من الأمل
وأعودُ وحديأجرُ أذيالَ خيبتي
أتكئُ على شرفة أحزاني
والألمُ يداعبُ ساريةَ قلبي
أسهرُ الليل وحدي
أتهامى من الحنين والشوق
وسرابٌ يحلقُ في أفق حياتي
يكسرُ الصمت الساكنَ عمقي
أعيشُ على أطلالٍ تقبعُ في رحم ذاكرتي
باتت هي القوت ليومي
وكل لحظةٍ فيها تاريخٌ من عمري
جنَّ الليل وهاجَ بي وجدي
والشوقُ حرك ماعندي من الوله
والهيامُ صيَّرني في حالة العدم
أيا مالكَ قلبي وسيده
اتقدتْ نار الأشواق في قلبي
ومن لظاها أمسى الصبر في نقم
فكيف أمضي ماتبقى من حياتي
وليس لي حيلةٌ في الوصول إليك
حتى تفاقمَ ضعفي وسقمي
أمسى الكون من بعدك كئيب
اتشحَ بالألم ولبس رداء الشجن
صقيعٌ وجليدٌ يلفُ قلبي
وغيومٌ تكتظُ في سماء يومي
أخبرني كيف الخلاص ياسيدي
أتخبط وحدي في الدجى
فهل لي ببريقٍ من الأمل
يسطعُ فيبددُ وحشة ليلي
ياأنيس وحدتي وسارق غفوتي
معك تحلو حياتي
وتقرعُ طبول الفرح في عمري
موجة شوق تهادت على شطآن الحنين