| موسوعة الشعراء والادباء والكتّاب-شعراء عرب-اٌوروبا | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: موسوعة الشعراء والادباء والكتّاب-شعراء عرب-اٌوروبا الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:15 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني و أخواتي مشرفين و أعضاء منتدى شعراء لايعترف بقانون
هذا الموضوع يختص بذكر شعراء العرب لكل العصور قديمها
و حديثها و الذي نفخر جميعا بأن امتنا العربية قد أنجبتهم لنا
فهم و بعد عظمة القرآن الكريم استطاعوا أن يحافظوا على
لغتنا العربية الكريمة و حملوا لواء صيانتها باستمرار
وسا أحاول جاهدا أن ألقي الضوء علي بعض من شعراء العرب البارزين
والتمس من الجميع المشاركه با ايجابيه
مع خالص تحياتي | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: ابو فراس الحمداني الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:16 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
ابو فراس الحمداني
إسمه:هو الحارث بن سعيد الحمداني ولادته:ولد في عام 932ميلادي في مدينة الموصل لقبه :هوأبو فراس الحمداني وكان يسمى بشاعر الدوله الحمدانيه نشـأته: نشاء على الفروسيه والأدب وتنقل في مدن الجزيره العربيه والشام المناصب التي تولاها قلده سيف الدوله الحمداني أميراًعلى حمـــص إمـارة منــبج وحــران وأعمالهما وكان حينئذٍ في سن السادسه عشره وأصطحبه سيف الدوله معه في غزواته ضد البيزنطيين فوقع في الآسر عام 962ميلادي أمضى في الآسر أربع سنوات كتب خلالها أشهر قصـائده التي عــرفت ب"الروميات "وبعد خروجه من الأسر ولاه سيف الدوله الحمداني أمارة حمص ولمامات سيف الدوله وقعت الحرب بين ابنه أبي المعالي وأبي فراس , فقتل أبوفراس في تلك المعركه التي دارت رحاها بالقرب من مدينة حمص على يد ابن عمه قرغويه كان ذلك في عام 968ميلادي له ديوان , من الشعر الجيد , العذب الأنغام, المألوف الألفاظ, الذي يسجل التاريخ حياته ويصورفروسيته ويفخربمآثره تنافس مع المتنبي في مدح سيف الدوله خلال إقامته في بلاطه بحلب فرحم الله أبو فراس الحمداني
من قصائده : قصيدة بعنوان : صاحبٌ لمَّـا أساءَ من أبياتها : صاحبٌ لمَّـا أساءَ أتبعَ الـدَّلوَ الرشاءَ ربَّ داءٍ لا أرى منــ ــهُ سوى الصبرِ شفاءَ أحمدُ اللهَ على ما سرَّ منْ أمري وساءَ
وقصيدة بعنوان : كانَ قضيباً لهُ انثناءُ من أبياتها : كانَ قضيباً لهُ انثناءُ و كانَ بدراً لهُ ضياءُ فَزَادَهُ رَبُّهُ عِذَاراً تَمّ بِهِ الحُسْنُ وَالبَهَاءُ كذلكَ اللهُ كلّ َ وقتٍ يزيدُ في الخلقِ ما يشاءُ
وقصيدة بعنوان : أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ من أبياتها :
أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُ الوَفَاءِ وَقد حجبَ التُّرْبُ من قد حَجَبْ فإنْ كنتَ تصدقُ فيما تقولُ فمتُ قبلَ موتكَ معْ منْ تحبْ وَإلاّ فَقَدْ صَدَقَ القَائِلُونَ: ما بينَ حيٍّ وميتٍ نسبْ عقيلتيَ استُلبتْ منْ يدي و لمـَّا أبعها ولمَّـا أهبْ وَكُنْتُ أقِيكِ، إلى أنْ رَمَتْكِ يَدُ الدّهرِ مِن حَيثُ لم أحتَسِبْ فَمَا نَفَعَتْني تُقَاتي عَلَيْكِ وَلا صرَفتْ عَنكِ صرْفَ النُّوَبْ فلا سلمتْ مقلة ٌ لمْ تسحَّ وَلا بَقِيَتْ لِمّة ٌ لَمْ تَشِبْ يعزُّونَ عنكِ وأينَ العزاءُ !؟ و لكنها سنة ٌ تُستحبْ وَلَوْ رُدّ بِالرّزْءِ مَا تَستَحِقّ لَمَا كَانَ لي في حَيَاة ٍ أرَبْ | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: ابو العلاء المعري الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:18 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(2 )
ابو العلاء المعري
وُلد أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان في بلدة "معرَّة النعمان" من أعمال "حلب" بشمال "سوريا" في (27 من ربيع الأول 363هـ = 26 من ديسمبر 1973م). ونشأ في بيت علم وفضل ورياسة متصل المجد، فجدُّه "سليمان بن أحمد" كان قاضي "المعرَّة"، وولي قضاء "حمص"، ووالده "عبد الله" كان شاعرًا، وقد تولى قضاء المعرَّة وحمص خلفًا لأبيه بعد موته. وعندما بلغ أبو العلاء الثالثة من عمره أُصيب بالجدري، وقد أدَّى ذلك إلى فقد بصره في إحدى عينيه، وما لبث أن فقد عينه الأخرى بعد ذلك. ولكن هذا البلاء على قسوته، وتلك المحنة على شدتها لم تُوهِن عزيمته، ولم تفُتّ في عضده، ولم تمنعه إعاقته عن طلب العلم، وتحدي تلك الظروف الصعبة التي مرَّ بها، فصرف نفسه وهمته إلى طب العلم ودراسة فنون اللغة والأدب والقراءة والحديث. عاد "أبو العلاء" إلى "معرة النعمان" بعد أن قضى شطرًا من حياته في "الشام" يطلب العلم على أعلامها، ويرتاد مكتباتها. وما لبث أبوه أن تُوفي، فامتحن أبو العلاء باليُتم، وهو ما يزال غلامًا في الرابعة عشرة من عمره، فقال يرثي أباه: أبي حكمت فيه الليالي ولم تزل رماحُ المنايا قادراتٍ على الطعْنِ مضى طاهرَ الجثمانِ والنفسِ والكرى وسُهد المنى والجيب والذيل والرُّدْنِ وقد ترك أبو العلاء تراثًا عظيمًا من الشعر والأدب والفلسفة، ظل موردًا لا ينضب للدارسين والباحثين على مر العصور، وكان له أكبر الأثر في فكر وعقل كثير من المفكرين والعلماء والأدباء في شتى الأنحاء، ومن أهم تلك الآثار: - رسالة الغفران: التي ألهبت خيال كثير من الأدباء والشعراء على مَرِّ الزمان، والتي تأثر بها "دانتي" في ثُلاثيته الشهيرة "الكوميديا الإلهية". - سقط الزند: وهو يجمع شعر أبي العلاء في شبابه، والذي استحق به أن يوصف بحق أنه خليفة المتنبي. - لزوم ما لا يلزم (اللزوميات)، وهو شعره الذي قاله في كهولته، وقد أجاد فيه وأكثر بشكل لم يبلغه أحد بعده، حتى بلغ نحو (13) ألف بيت. - الفصول والغايات (في تمجيد الله والمواعظ). - عبث الوليد: وهو شرح نقدي لديوان "البحتري". - معجز أحمد: وهو شرح ديوان "أبي الطيب المتنبي". - رسالة الملائكة. - رسالة الحروف. - الرسالة الإغريضية. - الرسالة المنيحية. ومن الجدير بالذكر انه بدا حياته متشككا زنديقا كما ورد في شعره حين زار اللاذقية فسمع فيها صوت الاذان واجراس الكنيسة في اللاذقية ضجة ما بين احمد والمسيح هذا بناقوس يدق وذا بمأذنة يصيح كلٌ يعظم دنيه يا ليت شعري ما الصحيح ولي عودى باحد روائعة من اللزوميات المشهورة إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ، من ابياتها : إيّاكَ والخمرَ، فهي خالبةٌ، غالبةٌ، خابَ ذلك الغَلَبُ خابيةُ الرّاح ناقةٌ حفَلَت، ليس لها، غيرَ باطلٍ، حلَبُ أشأمُ من ناقةِ البَسوس على النا سِ، وإن يُنَلْ عندها الطلب يا صالِ، خَفْ إن حلَبت دِرّتها، أن يترامى بدائِها حَلَبُ أفضلُ مما تضمُّ أكؤسُها، ما ضُمّنتَه العِساسُ والعُلَبُ وقصيدة: من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ، من ابياتها : من ليَ أن أقيمَ في بلدٍ، أُذكَرُ فيه بغير ما يجبُ يُظَنُّ بيَ اليُسرُ والديانةُ والعلـ ـلمُ، وبيني وبينها حُجُبُ كلُّ شهوري عليّ واحدةٌ، لا صَفَرٌ يُتّقى ولا رجبُ أقررْتُ بالجهل، وادّعى فَهَمي قومٌ، فأمري وأمرُهم عجَبُ والحقُّ أني وأنهم هدرٌ، لستُ نجيباً، ولا همُ نُجُبُ والحالُ ضاقتْ عن ضمِّها جسدي؛ فكيف لي أن يضمّه الشَّجَبُ؟ ما أوسعَ الموت، يستريح به الجسـ ـم المعنّى، ويخفتُ اللَّجَبُ قصيدة بعنوان: الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛ من ابياتها : الأمرُ أيسرُ مما أنتَ مُضمرُهُ؛ فاطرَحْ أذاكَ، ويسّرْ كلّ ما صَعُبا ولا يسُرّكَ، إن بُلّغْتَهُ، أمَلٌ؛ ولا يهمّك غربيبٌ، إذا نعبا إنْ جدّ عالمُكَ الأرضيُّ، في نبأٍ يغشاهُمُ، فتصوّرْ جِدّهُمْ لَعبِا ما الرّأيُ عندكَ في مَلْكٍ تدينُ لهُ مصرٌ، أيختارُ دون الرّاحةِ التّعبا لن تستقيمَ أُمورُ النّاس في عُصُر؛ ولا استقامتْ، فذا أمناً، وذا رعبا ولا يقومُ على حقٍّ بنو زمنٍ، من عهد آدمَ كانوا في الهوى شُعَبا | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: امرؤ القيس بن حجر الكندي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:19 pm | |
| لسم الله الرحمن الرحيم
(3)
امرؤ القيس بن حجر الكندي
هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر من كندة ، أمة فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير أخت كليب ومهلهل ابني ربيعة وخاله كليب الذي تقول فيه العرب أعز من كليب ، وهو رأس فحول شعراء الجاهلية أجاد في الوصف وأمتاز بدقة التصوير أما عباراته فهي خشنة من خشونة البيئة التي عاش فيها ، وهذه الديار التي وصفها كلها ديار بني أسد . و يقال لهو الملك الضليل وذو القروح ، وهو من أهل نجد ، من الطبقة الأولى ،طرده أبوه لمل صنع الشاعر بفاطمة ابنة عمه ما صنع ـ وكان لها عاشقاً ـ وأمر بقتله ، ثم عفا منه ، ونهاه عن قول الشعر ، ولكنه نظم بعدئذٍ فبلغ ذلك أباه فطرده ، وبقي طريداً الى أن وصله خبر مقتل أبيه ـ الذي كان ملكاً على أسد وغطفان ـ على أيدي بني أسد ، وكان حينذاك بدُمون ـ بحضر موت ـ فقال : (( ضيعني صغيراً ، وحملني دمه كبيراً ، لا صحو اليوم ، ولا سكر غداً اليوم خمر ، وغداً ، أمر )) .وأخذ يطلب ثأر أبيه ، يستنجد القبائل ، الى أن وصل الى السموأل ، والحارث الغسان ـ في بلاد الشام ـ وقيصر الروم ـ في القسطنطينية ـ الذي ضم إليه جيشاً كثيفاً ، فوشى رجل من بني أسد بامرىء القيس الى قيصر ، فبعث إليه بحلة وشي مسمومة منسوجة بالذهب . فلما وصلت إليه لبسها ، فأسرع فيه السم ، وسقط جلده ، وكان حينذاك بأنقرة ، التي مات فيها . وله أشعار كثيرة ، يصف فيها رحلته هذه .
من قصائده :
معلقته الشهيرة التي بعنوان : قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ( معلقة ) قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ لما نسجتْها من جَنُوب وشمالِ | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: أبو تمام الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:20 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(4 )
أبو تمام
هو حبيب بن أوس الطائي المعروف بأبي تمام، ولد عام (172 هـ – 788 م)، في بلدة جاسم في جنوب سوريا.
كان أبوه مسيحيا اسمه تدوس العطار، فلما أسلم أبو تمام حرف اسم أبيه إلى أوس. لا نعرف عن حداثته شيئا ذا أهمية، إلا أنه سافر إلى مصر وهو يافع فأفاد من ملازمته مساجدها وخدمة أهل العلم فيها. ثم راح يتجول في الأقطار، فزار بغداد وخراسان والحجاز والموصل وبلاد الشام والعراق وغيرها، حتى استقر في سامراء عند الخليفة المعتصم، الذي قربه وأنعم عليه.
وبرز أبو تمام في ذلك العصر شاعرا مبدعا يتربع على عرش الشعر ويقتدي به معظم شعراء زمانه. وكان المديح أبرز الفنون التي نظم فيها لكن له مراثي وحكما رائعة.
شعره كثير يمتاز بقوة السبك وحسن الإخراج، والتأنق في البيان لفظا ومعنا، والغوص في عميق المعاني وغزيرها ، وكثرة الاختراع والتوليد فيها.
من قصائده :
ومن جيد غيداء التثني كأنما
ومن جيد غيداء التثني كأنما .... أتتك بليتيها من الرشإ الفرد كأن عليها كل عقد ملاحة .... وحسنا، وإن أمست وأضحت بلا عقد ومن نظرة بين السجوف عليلة ... ومحتضن شخت، ومبتسم برد ومن فاحم جعد، ومن كفل نهد، ... ومن قمر سعد، ومن نائل ثمد
يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ
يا موضعَ الشَّذنيَّة ِ الوجناءِ ..... ومُصارعَ الإدلاجِ والإسراءِ أقري السلام مُعرَّفاً ومُحصَّباً .... من خالد المعروفِ والهيجاءِ سَيْلٌ طَمَا لَوْ لَمْ يَذُدْهُ ذَائِدٌ .... لتبطَّحتْ أولاهُ بالبطحاءِ
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ
فَحْواكَ عَيْنٌ على نَجْوَاكَ يامَذِلُ ... حَتَّامَ لاَيَتَقضَّى قَوْلُكَ الخَطِلُ!؟ وإنَّ أسمجَ من تشكو إليهِ هوى .... من كانَ أحسنَ شيءٍ عندهُ العذلُ ما أقبلتْ أوْجُهُ اللذّاتِ سافرة .... . مذْ أدبرَتْ باللوى أيامُنا الأولُ
أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ
أحسِنْ بأيَّامِ العقيقِ وأطيبِ ..... والعَيْشِ في أَظْلاَلِهِنَّ المُعْجِبِ وَمصيفِهِنَّ المُسْتَظِل بظِلهِ ..... سِرْبُ المَهَا ورَبيعِهنَّ الصَّيبِ أُصُلٌ كبُرْدِ العصْبِ نيطَ إلى ضُحى ... عَبِقٍ بريحانِ الرِّياضِ مُطيَّبِ | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: مي زيادة (1895م ــ 1941م) الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:21 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(5 )
مي زيادة (1895م ــ 1941م)
مولدها ونشأتها:
ولدت (مي) بالناصرة (فلسطين) سنة 1895م واسمها الحقيقي ماري بنت الياس زيادة صاحب جريدة المحروسة، واختارت لنفسها اسم (مي) الذي اشتهرت به في عالم الأدب، وهي من أشهر أديبات الشرق وكاتبة موهوبة وخطيبة فسيحة الباع.
تلقت دروسها الابتدائية في مدرسة عين طوره وجاء بها والدها وهي دون البلوغ إلى مصر حيث عكفت على المطالعة والتحصيل والتضلع من مختلف العلوم والفنون وعرفت من اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية والأسبانية، أتقنتها، فاستكملت ثقافتها وتميزت بالذهن البارع والذوق السليم.
كانت تنشر فيض قريحتها في مجلات الزهور والمقتطف والهلال وجرائد المحروسة والسياسة والرسالة، ولما سطع نجمها في سماء الأدب العربي كان يجتمع بعد ظهر الثلاثاء من كل أسبوع في دارها نخبة من العلماء والشعراء وقادة الفكر من أهل مصر، وهم يخوضون في الحديث ويتبارون في مختلف البحوث العلمية والفنية، وكانت (مي) مالكة عنانه توجه المناقشات والأحاديث بلفظها الرشيق وبيانها الناصع، وأصبحت دارها منتدى أدبياً حافلاً وكان أكثرهم تردداً عليها الشعراء إسماعيل صبري ومصطفى صادق الرافعي وولي الدين يكن، واحمد شوقي، وخليل مطران، وشبلي شميل رحمهم الله وغيرهم، وظلت دارها كدار بنت المستكفي منتدىً للنوابغ، وكانت بمواهبها وفتنتها مبعث الوحي والإلهام لقرائحهم، لأنها جعلت قلوب هؤلاء النوابغ تنفعل بموحياتها الانوثية الناعمة وسحر الجمال، وقد نظم المرحوم إسماعيل صبري باشا أبياتا نفيسة.
كان أول كتاب وضعته باسم مستعار (ايزيس كوبيا) وهو مجموعة من الأشعار باللغة الفرنسية، ثم وضعت مؤلفاتها (باحثة البادية) وكلمات وإرشادات، ظلمات وأشعة، سوانح فتاة، بين المد والجزر، الصحائف والرسائل، وردة اليازجي، عائشة تيمور، الحب في العذاب، رجوع الموجة، ابتسامات ودموع، وقامت بعدة رحلات إلى أوروبا وغذت المكتبة العربية بطائفة من الكتب الممتعة موضوعة ومنقولة وبلغت من غايتها في الأدب والعلم والفن فاستفاض ذكرها على الألسنة.
وكانت تميل إلى فني التصوير والموسيقى، وكانت إذا وضعت قصة تجعل ذكرى قديمة تثيرها رؤية لون أو منظر من المناظر، أو حادثة من الحوادث، وقد يكون إيحاءَ بما تشعر به وتراه في حياتها، فتدفعها هذه الذكرى ويستنفرها هذا الإيحاء إلى كتابة القصة، وقد تستيقظ في الفجر لتؤلف القصة، ومن عادتها أن تضع تصميماً أولياً للموضوع، ثم تعود فتصوغ القصة وتتم بناءها، وان الوقت الذي تستغرقه في كتابة القصة قد يكون ساعة أو أسابيع أو شهور حسب الظروف، وهي ترى انه ليس هناك قصص خيالية مما يكتبه القصصيون وكل ما ألفته هذه النابغة، هو واقعي كسائر ما تسمع به وتراه من حوادث الحياة، فالمؤلف القصصي لا يبدع من خياله ما ليس موجوداً، بل هو يستمد من الحياة وحوادثها، ويصور بقالبه الفني الحوادث التي وقعت للأفراد، وكل ما تكتب هو تصوير لبعض جوانب الحياة، لا وهمٌ من الأوهام لا نصيب لها من حقيقة الحياة.
لقد ظلت سنوات طويلة تغرس في القلوب أجمل الشعر وأرفع النثر وتتهادى بروائعها ومؤلفاتها في دنيا الأدب إلى أن عصفت المنية في روحها وهي في سن الكهولة المبكرة وذلك في يوم الأحد التاسع عشر من شهر تشرين الأول سنة 1941م في المعادي بمصر، وتركت وراءها مكتبة نادرة لا تزال محفوظة بالقاهرة وتراثاً أدبياً خالداً إلى الأبد.
لقيت في أواخر عهدها أشد العنت والكيد من أنسبائها، (فقد تآمروا عليها وأدخلوها العصفورية في بيروت وبقيت فيها مدة سنتين حتى أنقذها وأخرجها منه أحفاد الأمير عبد القادر الجزائري، وقد زارها في مستشفى العصفورية دولة العلامة فارس الخوري والأمير عادل أرسلان وشاهداها لحالة عقلية تامة ولكن صحتها الجسدية ضعيفة جداً واحتجا على ما لاقته إلى مجلس النواب اللبناني.
و من كتاباتها
كآبة
لقد أبصرتك تتولدين، يا وريقاتي العزيزة، وراقبتك تنبتين، وكنت صغيرة تنمين في حلة خضراء ناضرة هلا حدثتني: كم من قبلة طاهرة شهدت، وأنت على الأفنان أما كفاك العناق فيما بينك كلما هب النسيم عليك مداعباً؟ أيتها الحسودات الصغيرات، من عل رأيت السرور يمر فطلبته، ظناً منك أن السعادة على الأرض تقيم لكن لا، لا سعادة عندنا، لأن الإنسان يرسم أمانيه، ويعجز عن تحقيقها. وأنت أيتها الوريقات الساذجة التي بذلت الجهود للتخلص من العبودية إنك لن تظفري بما شاقك عندنا من مظاهر الحرية، فالتقلب في التراب، والتمرغ في الأوحال هو كل ما ستنالين حتى التحلل والاضمحلال! وأنا حزينة إذ أراك تتناثرين وترفرفين نحو مثواك القاسي الحزين أيها الإله! لماذا وضعت في عيني الإنسان هذه العبرات، قضيت بألا تجف ولا تنضب؟ لماذا؟ أي مسرة أنت ملاق في النكال والإيلام؟ إنك لقادر ونحن ضعاف، إنك العظيم ونحن البائسون نحن أشرار وأنت كل الصلاح، أما كان الغفران أجدر برحمتك؟ أو ما كانت ملاشاتنا أوفق لرحيب قدرتك؟ ولكنك لم تفعل هذا أو ذاك، ونحن نشقى، ونحن نتعذب. نفسي اليوم حزينة، وحزنها قائم، واكر في الأوراق المتناثرة، وفي الأحياء الذين يضحكون،وفي الموتى الذين مضوا كأنهم لم يكونوا | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: أبو القاسم الشابي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(6)
أبو القاسم الشابي
أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1269 هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319 هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328 هـ / 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332 هـ / 1914 م ثم في جبال تالة 1335 هـ 1917 م ثم في مجاز الباب 1337 هـ / 1918 م ثم في رأس الجبل 1343 هـ 1924 م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345 هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348 هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول – سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348 هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته. يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16 جانفي 1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26 أوت 1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانة وكان ذلك في أيلول واريانة ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353 هـ.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.
من قصائده :
صلوات في هيكل الحب
عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحلام كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ كالسماء الضحوكِ كالليلةِ القمراءِ كالوردِ كابتسامِ الوليدِ يا لها من وداعـةٍ وجَمالٍ وشبابٍ منعّمٍ أملودِ يا لَهَا من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ في مهجة الشقيّ العنيد أنتِ .. ما أنتِ ؟ رسمٌ جَميلٌ عبقريٌّ من فنّ هذا الوجود فيك ما فيه من غموضٍ وعمقٍ وجمالٍ مقدّسٍ معبود أنتِ ما أنتِ؟ أنت فجرٌ من السحر تَجلّى لقلبِي المعمود فأراه الحياةَ في مونق الحُسن وجلّى له خفايا الخلود
إرادة الحياة
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ ..... فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ..... وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ ...... تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ ..... مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ ..... وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ ..... وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ ..... رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ ..... وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: ابو الطيب المتنبي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:26 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(7)
ابو الطيب المتنبي
المتنبي، أبو الطيب أحمد (915-965): شاعر عربي، ولد في الكوفة ودرس فيها. هرب صغيراً من فظائع القرامطة إلى بادية الشام فأتقن العربية. بعد عودته احترف الشعر، ومدح رجال الكوفة وبغداد. تنقل بين مدن الشام يمدح شيوخ البدو والأمراء والأدباء. ولما لم يستفد من الشعر، أشعل ثورة صغيرة اختلطت فيها المبادئ السياسية بالدينية، لكن عامل الإخشيد قضى عليه وسجنه، ثم أطلق سراحه، فعاد إلى حياة التنقل والمديح. اتصل بيسيف الدولة وصار شاعره وصديقه المقرب، وعاشا معاً في بلاط سيف الدولة في حلب تسع سنوات يغدق سيف الدولة عليه المال، ويفيض المتنبي بأروع القصائد في مديحه. لكن الوشاة أفسدوا علاقتهما، فهرب إلى مصر ومدح كافور الإخشيدي، الذي لم يحقق وعده بإكرامه، فانتقل إلى العراق متنقلاً بين مدنها. قتله أحد من هجاهم قرب موقع دير العاقول. في شعره مبادئ فلسفة تشاؤمية وتعصب واضح للعروبة. تظهر فيه شخصيته قوية الأسلوب، متدفقة ومتحررة، لكنه حافظ على الصورة الشعرية المأثورة. ومن قصائدة عذل العواذل حول قلبي التائه عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ .... وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ .... وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي .... أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ أتنكر يا ابن إسحق إخائي أتُنْكِرُ يا ابنَ إسْحَقٍ إخائي .... وتَحْسَبُ ماءَ غَيرِي من إنائي؟ أأنْطِقُ فيكَ هُجْراً بعدَ عِلْمي ... بأنّكَ خَيرُ مَن تَحْتَ السّماءِ وأكْرَهُ مِن ذُبابِ السّيفِ طَعْماً ... وأمْضَى في الأمورِ منَ القَضاءِ أسامري ضحكة كل راء أسَامَرِّيُّ ضُحْكَةَ كُلّ رَاءِ .... فَطِنْتَ وَكنْتَ أغْبَى الأغْبِيَاءِ صَغُرْتَ عنِ المَديحِ فقلتَ أُهجَى .... أنّكَ ما صَغُرْتَ عنِ الهِجاءِ وَما فَكّرْتُ قَبلَكَ في مُحالٍ .... وَلا جَرّبْتُ سَيْفي في هَبَاءِ ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا ألا ما لسَيفِ الدّوْلَةِ اليَوْمَ عَاتِبَا .... فَداهُ الوَرَى أمضَى السّيُوفِ مَضَارِبَا وما لي إذا ما اشتَقْتُ أبصَرْتُ دونَهُ .... تَنَائِفَ لا أشْتَاقُها وَسَبَاسِبَا وَقد كانَ يُدْني مَجلِسِي من سَمائِهِ .... أُحادِثُ فيها بَدْرَهَا وَالكَوَاكِبَا | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: الفرزدق : الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:27 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(
الفرزدق :
السيرة الذاتية: الفرزدق (641- 733) هو همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد، ويصل نسبه إلى مناة بن تميم، والفرزدق لقب غلب عليه ومعناه الرغيف الضخم الذي يجففه النساء للفتوت، وقيل هو القطعة من العجيبن التي تبسط فيخبز منها الرغيف، وشبه وجهه بذلك لأنه كان غليظا جهما، وكني بـ"أبي فراس". ولد الفرزدق في البصرة، ونشأ وعاش حياة لهو وسكر وخلاعة، ولكن الفرزدق تأثر أيضا بأهل الشعر وجو البصرة حاضرة اللغة والأدب والشعر في عصرها، ومال إلى شعر الفخر والهجاء، فلم يسلم من لسانه حتى شعراء بني قومه، وعاش متنقلا بين الخلفاء والأمراء والولاة يمدحهم، ثم لا يلبث أن يهجوهم ثم يمدحهم من جديد! رغم اتصاله ببني أمية إلا أن ذلك لم يخف تشيعه وحبه لآل البيت. عاش الفرزدق في كنف أبيه غالب الذي كان أحد سادات قومه ممن أسلم أيام النبي، وللفرزدق ثلاثة أولاد ذكور وهم: خبطة ولبطة وسبطة، أما بناته فهن خمس أو ست، وكانت علاقته بهم سيئة للغاية خاصة مع شيخوخته وعجزه. تميز شعر الفرزدق بالنمط البدوي ولم يتأثر بالحضر، وكان قوي الأسلوب والنظم، فصيح الألفاظ، تبدو قصيدته متراصة كالبنيان، وقد قال فيه الأخطل: "رأيت الفرزدق ينحت من صخر، وجريرا يغرف من بحر". وكان شعره طبيعيا، في منأى عن الصناعة والزخرف، ولذلك فقد يجيء أحيانا غريب الكلام صلب الألفاظ خشنها، لكنه يظل وثيقة تاريخية هامة في حياة العرب، والأدب العربي. وتحتل النقائض حيزا كبيرا من شعره، فكثير من شعره إنما هو يرد فيه على جرير أو يبادره فيفتح له بابا جديدا للرد، وقد لزم هذا المنوال حتى وفاته، وتوفي بعده جرير بستة أشهر ومن قصائده لما أجيلت سهام القوم فاقتسموا لمّا أُجِيلَتْ سِهامُ القَوْمِ فاقتَسَمُوا .... صَارَ المُغِيرَةُ في بيْتِ الخَفَافِيشِ في مَنْزلٍ ما لَهُ في سُفْلِهِ سَعَةٌ، .... وَإنْ تعرَقّى بصُعْدٍ غَيرِ مَفْرُوشِ إلاّ على رَأسِ جِذْعٍ باتَ يَنْقُرُهُ .... جِرْذانُ سَوْءٍ وَفَرْخٌ غَيرُ ذي رِيشٍ قد نال بشر منية النفس إذ غدا قَدْ نالَ بِشْرٌ مُنْيَةَ النّفْسِ إذْ غدا .... بِعبدَةَ مَنهاةِ المُنى ابنُ شَغافِ فيَا لَيْتَهُ لاقَى شَيَاطِينَ مُحْرِزٍ، .... وَمِثْلَهُمُ مِنْ نَهْشَلٍ وَمَنَافِ بحيثُ انحنى أنْفُ الصّليبِ وَأعرَضَتْ .... مَخارِمُ تَحتَ اللّيْلِ ذاتُ نِجافِ لقد كنت أحيانا صبورا فهاجني لَقَدْ كُنتُ أحْياناً صَبُوراً فَهاجَني .... مَشاعِفُ بالدّيرَينِ رُجْحُ الرّوادِفِ نَواعِمُ لمْ يَدْرِينَ ما أهْلُ صِرْمَةٍ .... عِجافغ وَلمْ يَتبَعنَ أحمالَ قائِفِ وَلَمْ يَدّلِجْ لَيْلاً بِهنّ مُعَزِّبٌ .... شَقيٌّ وَلمْ يَسمَعن صَوتَ العَوَازِفِ إذا كنت ملهوفا أصابتك نكبة إذا كُنْتَ مَلْهُوفاً أصَابَتكَ نَكبَةٌ .... فَنادِ، وَلا تَعْدِلْ، بِآلِ ذِرَاعِ سِرَاعٌ إلى المعرُوفِ وَالخَيرِ وَالنّدى .... وَلَيْسُوا إلى داعي الخَنَا بِسِرَاعِ كَسَوْتُ قَتودَ الرّحلِ من بعد ناقَتي ... بِأحْمَرَ مَحْبُوكِ الضّلُوعِ رَبَاعِ | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: الخنسـاء بنت عمـــرو الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(9)
الخنسـاء بنت عمـــرو شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي حياتها ونشأتها: هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. ويقال : إنها توفيت سنة 664 ميلادية. (1) مقتل أخويها معاوية وصخر واستشهاد أولادها الأربعة : قتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م ،فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، ثم قام صخر بقتل دريد قاتل أخيه. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولا كاملا، وكان ذلك في يوم كلاب سنة 615 م. فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت . (2) وفي الإسلام حرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : (( يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).(3) فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة…)).(4) ، وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا، في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: ((الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)). (5) ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح ما لا عين رأت ولا أ\ن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم ربهم " ( 6) . شعرهـــا وخصائصه: تعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء. ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة ، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها. وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء ومنها : يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال.(7) قال نابغة الذبياني: (( الخنساء أشعر الجن والإنس)). ( فإنكان كذلك فلم لم تكن من أصحاب المعلقات ، وأظن أن في هذا القول مبالغة . أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها: قذى بعينيك أم بالعين عوار ذرفت إذ خلت من أهلها الدار لنابغة الذبياني في سوق عكاظ فرد عليها قائلا : لولا أن الأعشى(أبا البصير) أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر من بالسوق . وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها: (9( إن الزمان ومـا يفنى له عجـب أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس إن الجديدين في طول اختلافهما لا يفسدان ولكن يفســد النــاس(10) وكان الرسول r يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده)). (11( أتى عدي عند رسول الله r فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس. فقال له النبي r : سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ، وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب.(12) فقال له الرسول r:- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه r وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه.(13) بعض أشعارها في الرثاء: تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد : ألا يا عين فانهمري بغدر وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر ولا تعدي عزاء بعد صخـر فقد غلب العزاء وعيل صبري لمرزئة كأن الجوف منهـا بعيد النـوم يشعــر حـــر جمـــر(14) في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر. من حس لي الأخوين كالغصنين أو من راهما أخوين كالصقرين لم ير ناظر شرواهمـا قرميــن لا يتظالمان ولا يرام حماهـا أبكي على أخـوي والقبــر الذي واراهما لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما(15) وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما . : ومن شعرها أيضا يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس ولولا كثرة الباكيـن حولي على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون على أخي، ولكن أعـزي النفس عنه بالتأسي فلا، والله، لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشص رمسي فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي (16) وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم ( فلا والله ) على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد.(17) ثم قالت: أسدان محمرا المخالب نجدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد مخير (18) وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟(19) ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول: أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها (20) فقالت الخنساء: أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها (21) ______________________________________ المصادر (1 ) راجع: الخنساء، ديوان ، ص5-6. ، والسيد أحمد الهاشمي، جواهر الأدب، الجزء الأول، ص127-128. ونقولا ناهض ،الموسوعة العالمية ، المجلد السادس، ص974 (بتصرف). ( 2 ) جورج غريب، الموسوع في الأدب العربي(39) شاعرات العرب في الجاهلية، ص 28-29 (بتصرف). (3) سورة آل عمران. آية (200) (4) محمد مهدي الإستانبولي، نساء حول الرسول، ص258 ، 259. (5 ) المرجع السابق نفسه . (6) سورة آل عمران ( 173 ) . (7) أحمد الهاشمي،جواهر الأدب، مؤسسة المعارف، بيروت لبنان، الجزء الأول، ص128 (بتصرف) (9 ) ديوان، الخنساء، ص5 (10 ) المرجع نفسه، ص128 (11 ) محمد مهدي الإستانبولي، نساء حول الرسول، ص256. (12 ) المرجع السابق ، ص257.(بتصرف) ( 13) المرجع نفسه. ( 14 ) الخنساء، ديوان، ص47 (15) الخنساء، ديوان، ص144 (16) نقولا ناهض ،الموسوعة العالمية ،الناشر ترادكسيم-شركة مساهمة سويسرية جنيف،1988،المجلد السادس،ص974 . ( 17 ) ديوان الخنساء ص83 (بتصرف) · ذعاف: هو السم القاتل من ساعته، جمع ذعف، ويقال موت ذعاف:سريع. · الأبطحين: هما مكة والمدينة. (18 ) الخنساء، ديوانها ص83 ( 19 ) الخنساء، ديوان ص43(بتصرف) (20 ) المرجع نفسه. ص 43 (21 )المرجع نفسه. ص 43-44 | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: علي محمود طه الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:29 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(10)
علي محمود طه نبذة عن حياة ولد علي محمود طه في الثالث من أغسطس سنة 1901 بمدينة المنصورة عاصمة الدقهلية لأسرة من الطبقة الوسطى وقضى فيها صباه . حصل على الشهادة الابتدائية وتخرج في مدرسة الفنون التطبيقية سنة 1924م حاملاً شهادة تؤهله لمزاولة مهنة هندسة المباني . واشتغل مهندساً في الحكومة لسنوات طويلة ، إلى أن يسّر له اتصاله ببعض الساسة العمل في مجلس النواب . وقد عاش حياة سهلة لينة ينعم فيها بلذات الحياة كما تشتهي نفسه الحساسة الشاعرة . وأتيح له بعد صدور ديوانه الأول " الملاح التائه " عام 1934 فرصة قضاء الصيف في السياحة في أوربا يستمتع بمباهج الرحلة في البحر ويصقل ذوقه الفني بما تقع عليه عيناه من مناظر جميلة . وقد احتل علي محمود طه مكانة مرموقة بين شعراء الأربعينيات في مصر منذ صدر ديوانه الأول " الملاح التائه "، وفي هذا الديوان نلمح أثر الشعراء الرومانسيين الفرنسيين واضحاً لا سيما شاعرهم لامارتين . وإلى جانب تلك القصائد التي تعبر عن فلسفة رومانسية غالبة كانت قصائده التي استوحاها من مشاهد صباه حول المنصورة وبحيرة المنزلة من أمتع قصائد الديوان وأبرزها. وتتابعت دواوين علي محمود طه بعد ذلك فصدر له : ليالي الملاح التائه (1940)- أرواح وأشباح (1942)- شرق وغرب (1942)- زهر وخمر (1943)- أغنية الرياح الأربع (1943)- الشوق العائد (1945)- وغيرها. وقد كان التغني بالجمال أوضح في شعره من تصوير العواطف، وكان الذوق فيه أغلب من الثقافة . وكان انسجام الأنغام الموسيقية أظهر من اهتمامه بالتعبير. قال صلاح عبد الصبور في كتابه " على مشارف الخمسين ": قلت لأنور المعداوي: أريد أن أجلس إلى علي محمود طه. فقال لي أنور : إنه لا يأتي إلى هذا المقهى ولكنه يجلس في محل " جروبي " بميدان سليمان باشا. وذهبت إلى جروبي عدة مرات، واختلست النظر حتى رأيته .. هيئته ليست هيئة شاعر ولكنها هيئة عين من الأعيان . وخفت رهبة المكان فخرجت دون أن ألقاه، ولم يسعف الزمان فقد مات علي محمود طه في 17 نوفمبر سنة 1949 إثر مرض قصير لم يمهله كثيراً وهو في قمة عطائه وقمة شبابه ، ودفن بمسقط رأسه بمدينة المنصورة . ورغم افتتانه الشديد بالمرأَة وسعيه وراءها إلا أنه لم يتزوج . وعلي محمود طه من أعلام مدرسة "أبولو" التي أرست أسس الرومانسية في الشعر العربي.. يقول عنه أحمد حسن الزيات: كان شابّاً منضور الطلعة، مسجور العاطفة، مسحور المخيلة، لا يبصر غير الجمال، ولا ينشد غير الحب، ولا يحسب الوجود إلا قصيدة من الغزل السماوي ينشدها الدهر ويرقص عليها الفلك!! ويرى د. سمير سرحان ود. محمد عناني أن "المفتاح لشعر هذا الشاعر هو فكرة الفردية الرومانسية والحرية التي لا تتأتى بطبيعة الحال إلا بتوافر الموارد المادية التي تحرر الفرد من الحاجة ولا تشعره بضغوطها.. بحيث لم يستطع أن يرى سوى الجمال وأن يخصص قراءاته في الآداب الأوروبية للمشكلات الشعرية التي شغلت الرومانسية عن الإنسان والوجود والفن، وما يرتبط بذلك كله من إعمال للخيال الذي هو سلاح الرومانسية الماضي.. كان علي محمود طه أول من ثاروا على وحدة القافية ووحدة البحر، مؤكداً على الوحدة النفسية للقصيدة، فقد كان يسعى - كما يقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ثورة الأدب - أن تكون القصيدة بمثابة "فكرة أو صورة أو عاطفة يفيض بها القلب في صيغة متسقة من اللفظ تخاطب النفس وتصل إلى أعماقها من غير حاجة إلى كلفة ومشقة.. كان علي محمود طه في شعره ينشد للإنسان ويسعى للسلم والحرية؛ رافعاً من قيمة الجمال كقيمة إنسانية عليا.. ويعد الشاعر علي محمود طه أبرز أعلام الاتجاه الرومانسي العاطفي في الشعر العربي المعاصر ، وقد صدرت عنه عدة دراسات منها كتاب أنور المعداوي " علي محمود طه: الشاعر والإنسان " وكتاب للسيد تقي الدين " علي محمود طه، حياته وشعره " وكتاب محمد رضوان " الملاح التائه علي محمود طه "، وقد طبع ديوانه كاملاًََ في بيروت
ومن قصائده فلسطين أَخِي ، جَاوَزَ الظَّالِمُونَ المَـدَى ..... فَحَقَّ الجِهَادُ ، وَحَقَّ الفِـدَا أَنَتْرُكُهُمْ يَغْصِبُونَ العُرُوبَــةَ ..... مَجْدَ الأُبُوَّةِ وَالسُّــؤْدَدَا ؟ وَلَيْسُوا بِغَيْرِ صَلِيلِ السُّيُـوفِ ..... يُجِيبُونَ صَوْتَاً لَنَا أَوْ صَدَى فَجَرِّدْ حُسَامَكَ مِنْ غِمْــدِهِ ...... فَلَيْسَ لَـهُ، بَعْدُ ، أَنْ يُغْمَـدَا ميلاد شاعر هبط الأرض كالشعاع السنيّ ..... بعصا ساحر و قلب نبيّ لمحة من أشعّة الرّوح حلت ..... في تجاليد هيكل بشريّ ألهمت أصغريه من عالم الحكـ .... ـمه و النّور كلّ معنى سريّ و حبته البيان ريّا من السحـ ..... ـر به للعقول أعذب ريّ قلبي كالنّجم في خفق و في ومض .... متفرّدا بعوالم السّدم حيران يتبع حيرة الأرض .... و مصارع الأيّام و الأمم أميرة الشرق يا بشير المنى ، أحلم شباب ..... مرّ بالنهر ، أم غرام جديد ؟ أم شدا الأنبياء بالضّفة الخضر .... اء أم قام للملائك عيد ؟ مهرجان ، ممالك الشّرق فيه .... دعوات ، و فرحة و نشيد | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: إيليا أبو ماضي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:29 pm | |
| لسم الله الرحمن الرحيم
(11)
إيليا أبو ماضي الاسم الحقيقي إيليا ضاهر أبو ماضي 1889-1957 محل الميلاد المحيدثة ـ المتن الشمالي - لبنان سبب الشهرة يأتي ثالثا في شهرته بين شعراء المهجر، بعد جبران ونعيمة.. يزخر شعر أبي ماضي بالتفاؤل والإقبال على الحياة بإسباغ الجمال على البشر والطبيعة، ويستثنى من ذلك درته الشهيرة "الطلاسم" .. وكمعظم المهجريين يتصف بالجرأة في التعامل مع اللغة ومع القالب العمودي الموروث . نشأ أبو ماضي في عائلة بسيطة الحال لذلك لم يستطع أن يدرس في قريته سوى الدروس الابتدائية البسيطة؛ فدخل مدرسة المحيدثة القائمة في جوار الكنيسة. عندما اشتد به الفقر في لبنان، رحل إيليا إلى مصر عام 1902 بهدف التجارة مع عمه الذي كان يمتهن تجارة التبغ، وهناك التقى بأنطون الجميل، الذي كان قد أنشأ مع أمين تقي الدين مجلة "الزهور" فأعجب بذكائه وعصاميته إعجابا شديدا ودعاه إلى الكتابة بالمجلة، فنشر أولى قصائده بالمجلة، وتوالى نشر أعماله، إلى أن جمع بواكير شعره في ديوان أطلق عليه اسم " تذكار الماضي " وقد صدر في عام 1911م عن المطبعة المصرية، وكان أبو ماضي إذ ذاك يبلغ من العمر 22 عاما. اتجه أبو ماضي إلى نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسية، فلم يسلم من مطاردة السلطات، فاضطر للهجرة إلى أمريكا عام 1912 حيث استقر أولا في مدينة " سنسناتي " بولاية أوهايو حيث أقام فيها مدة أربع سنوات عمل فيها بالتجارة مع أخيه البكر مراد، ثم رحل إلى نيويورك وفي "بروكلين"، شارك في تأسيس الرابطة القلمية في الولايات المتحدة الأمريكية مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة. أصدر مجلة " السمير" عام 1929م، التي تعد مصدراً أولياً لأدب إيليا أبي ماضي، كما تعد مصدراً أساسياً من مصادر الأدب المهجري، حيث نشر فيها معظم أدباء المهجر، وبخاصة أدباء المهجر الشمالي كثيراً من إنتاجهم الأدبي شعراً ونثراً. واستمرت في الصدور حتى وفاة الشاعر عام 1957م . يعتبر إيليا من الشعراء المهجريين الذين تفرغوا للأدب والصحافة، ويلاحظ غلبة الاتجاه الإنساني على سائر أشعاره، ولاسيما الشعر الذي قاله في ظل الرابطة القلمية وتأثر فيه بمدرسة جبران. أهم الأعمال دواوين: (تذكار الماضي)، (إيليا أبو ماضي)، (الجداول)، (الخمائل)، (تبر وتر اب)
ومن قصائد : قال السماء كئيبة وتجهما قال السماء كئيبة ! وتجهما ...... قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم ..... لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! قال: التي كانت سمائي في الهوى ..... صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عــــهودي بعدما ملكـتها ..... قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما ! كن بلسما كـن بـلـسماً إن صار دهرك أرقما ..... وحـلاوة إن صـار غـيـرك عـلـقما إن الـحـيـاة حـبـتـك كـلَّ كـنـوزهـا .... لا تـبخلنَّ على الحياة ببعض ما .. أحـسـنْ وإن لـم تـجـزَ حـتى بالثنا ...... أيَّ الجزاء الغيثُ يبغي إن همى ؟ العيون السود ليت الذي خلق العـــيون الســـودا .... خــلق القلـوب الخــافقات حديدا لولا نواعــسـهـا ولولا سـحــرها ..... ما ود مـالك قـلبه لو صــــيدا عَـــوذْ فــؤادك من نبال لحـاضها ..... أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا إن أنت أبصرت الجمال ولم تهـــــم .... كنت امرءاً خشن الطباع ، بـليــدا الدمعة الخرساء سمعت عول النائحات عشية .... في الحيّ يبتعث الأسى و يثير يبكين في جنح الظلام صبيّة .... إنّ البكاء على الشباب مرير فتجهّمت و تلفّتت مرتاعة ..... كالظبي أيقن أنّه مأسور و تحيّرت في مقلتيها دمعة .... خرساء لا تهمي و ليس تغور | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: ديوان أبي نواس (1 ) الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:30 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(12)
ديوان أبي نواس (1 ) المقدمة : نبذة للتعريف هو الحسن بن هانينويكنى أبا علي، ولد في الأهواز سنة 139 هـ و توفي سنة 190 هـن و قيل إن أباه ، واسمه هاني ، كان في دمشق، من جند مروان الجعدي، آخر خلفاء بني أمية،وأمه فارسية ،وإسمها جلبان ( بضم الجيم) . و حين آلت الخلافة إللا بني العباس ، بعد هزيمة مروان في معركة الزاب الأعلى، انتقلت أسرة الشاعر إلى البصرة ،والطفل أبو نواس في الثانية من عمره،وقيل في السادسة،و ما لبث أن مات أبوه ، لفأسلمته أمه إلى الكتاب ، ثم إلى عطار يعمل عنده أجيرا ، يبري عيدان الطيب. ولما ترعرع خرج إلى الأهواز ، وفيها اتصل حبله ،بوالبة بن الحباب أحد الشعراء اللامعين في ميدان الخلاعة و التهتك،فعني به والبةأي عناية،إذ عمل على تأديبه و تخريجه. و عندما توفي والبة تلقفه شيخ من شيوخ اللغة و الأدب و الشعر، هو خلف الأحمر، فأخذ شاعرنا عنه كثيرا من من علمه وإدبه، وكان له منه زاد ثقافي كبير ن حتى أنه لم يسمح له بقول الشعر حتى يحفظ جملة صالحة من أشعار العربن و يقال:إن أبا نواس كلما أعلن عن حفظه لما كلفه به، كان خلف يطلب إليه نسيانها، و في هذا لون رفيع من ألوان التعليم، حتى لا يقع هذا الشاعر الناشىء في ربقة من سبقه من الشعراء المتقدمينن و قد روي عن أبي نواس قوله :" ما ظنكم برجل لم يقل الشعر حتى روى دواوين ستين امرأة من العرب منهن الخنساء و ليلى الأخيليةن فما ظنكم بالرجال؟" و ما كاد أبو نواس يبلغ الثلاثين ، حتى ملك ناصية اللغة و الأدب، و أطل على العلوم الإسلامية المختلفة، من فقه و حديث ، و معرفة بأحكام القرآن ، وبصر بناسخه و منسوخه ن و محكمه و متشابهه ، و ما أن تم لابن هاني هذا القدر من المعرفة ن حتى طمح ببصره إلى بغداد ، عاصمة الخلافة، ومحط آمال الشعراء من شعره بحرف الهمزة لتلك أبكي دع عنك لومي فإن اللوم إغراء وداوني بالتي كانت هي الداء صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها لو مسها حجر مسته ســراء من كف ذات حر في زي ذي ذكر لها محبان لوطي وزنـــــــاء قامنت بإبريقها،و الليل معتكـــر فلاح من وجهها في البيت لألاء فأرسلت من فم الإبريق صافية كأنما أخذها بالعين إعفــــــاء رقت عن الماء حتى ما يلائمها لطاقة،وجفا عن شكلها الماء فلو مزجت بها نورا لماجزهــا حتى تولــد أنوار و أضــــــــوء دارت على فتية دان الزمان لهم فـا يصيــــبهم إلا بما شاؤوا لتلك أبكي ، ولا أبكي لمنزلــــــة كانت تحل بها هند و أسمــاء
اعتذرت إليه
بنفسي من أمسيت طوع يديه، أبنت ودي فهنت عليه إذا جاء ذنبا لم يرم منه مخلصا وإن أنا أذنبت اعتذرت إليه عقوبته عندي هي الصفح كلما أساء،وذنبي لا يقال لديه وإني،وإن عرضت نفسي للهوى كمبتحث عن حتفه بـيديه | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: أحمد شوقي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:32 pm | |
| لسم الله الرحمن الرحيم
(13 )
نبذة عن حياة الشاعر أحمد شوقي
أحمد شوقي.. أمير الشعراء كان الشعر العربي على موعد مع القدر ، ينتظر من يأخذ بيده ، ويبعث فيه روحًا جديدة تبث فيه الحركة والحياة ، وتعيد له الدماء في الأوصال ، فتتورد وجنتاه نضرة وجمالاً بعد أن ظل قرونًا عديدة واهن البدن ، خامل الحركة ، كليل البصر .
وشاء الله أن يكون " البارودي " هو الذي يعيد الروح إلى الشعر العربي ، ويلبسه أثوابًا قشيبة ، زاهية اللون ، بديعة الشكل والصورة ، ويوصله بماضيه التليد ، بفضل موهبته الفذة وثقافته الواسعة وتجاربه الغنية .
ولم يشأ الله تعالى أن يكون البارودي هو وحده فارس الحلبة ونجم عصره - وإن كان له فضل السبق والريادة - فلقيت روحه الشعرية الوثابة نفوسًا تعلقت بها ، فملأت الدنيا شعرًا بكوكبة من الشعراء من أمثال : إسماعيل صبري ، وحافظ إبراهيم ، وأحمد محرم ، وأحمد نسيم ، وأحمد الكاشف ، وعبد الحليم المصري . وكان أحمد شوقي هو نجم هذه الكوكبة وأميرها بلا منازع عن رضي واختيار ، فقد ملأ الدنيا بشعره ، وشغل الناس ، وأشجى القلوب .
المولد والنشأة
ولد أحمد شوقي بحي الحنفي بالقاهرة في (20 من رجب 1287 هـ = 16 من أكتوبر 1870م) لأب شركسي وأم من أصول يونانية ، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل ، وعلى جانب من الغنى والثراء ، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر ، ولما بلغ الرابعة من عمره التحق بكُتّاب الشيخ صالح ، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة ، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا كوفئ عليه بإعفائه من مصروفات المدرسة ، وانكب على دواوين فحول الشعراء حفظًا واستظهارًا ، فبدأ الشعر يجري على لسانه .
وبعد أن أنهى تعليمه بالمدرسة وهو في الخامسة عشرة من عمره التحق بمدرسة الحقوق سنة (1303هـ = 1885م) ، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي قد أنشئ بها حديثًا ، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ " محمد البسيوني " ، ورأى فيه مشروع شاعر كبير، فشجّعه ، وكان الشيخ بسيوني يُدّرس البلاغة في مدرسة الحقوق ويُنظِّم الشعر في مدح الخديوي توفيق في المناسبات ، وبلغ من إعجابه بموهبة تلميذه أنه كان يعرض عليه قصائده قبل أن ينشرها في جريدة الوقائع المصرية ، وأنه أثنى عليه في حضرة الخديوي ، وأفهمه أنه جدير بالرعاية ، وهو ما جعل الخديوي يدعوه لمقابلته .
السفر إلى فرنسا وبعد عامين من الدراسة تخرّج من المدرسة ، والتحق بقصر الخديوي توفيق ، الذي ما لبث أن أرسله على نفقته الخاصة إلى فرنسا ، فالتحق بجامعة " مونبلييه " لمدة عامين لدراسة القانون، ثم انتقل إلى جامعة باريس لاستكمال دراسته حتى حصل على إجازة الحقوق سنة (1311هـ = 1893م) ، ثم مكث أربعة أشهر قبل أن يغادر فرنسا في دراسة الأدب الفرنسي دراسة جيدة ومطالعة إنتاج كبار الكتاب والشعر .
العودة إلى مصر عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر ، فعيّنه بقسم الترجمة في القصر ، ثم ما لم لبث أن توثَّقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونًا له في صراعه مع الإنجليز ، فقرَّبه إليه بعد أن ارتفعت منزلته عنده ، وخصَّه الشاعر العظيم بمدائحه في غدوه ورواحه ، وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر ، وأعلنوا الحماية عليها سنة (1941م) ، وولّوا حسين كامل سلطنة مصر ، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد ، فاختار النفي إلى برشلونة في أسبانيا ، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر المتوسط .
شعره في هذه الفترة ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح ؛ حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه ، وهجاء أعدائه ، ولم يترك مناسبة إلا قدَّم فيها مدحه وتهنئته له ، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خُلع من الحكم ، ويمتلئ الديوان بقصائد كثيرة من هذا الغرض .
ووقف شوقي مع الخديوي عباس حلمي في صراعه مع الإنجليز ومع من يوالونهم ، لا نقمة على المحتلين فحسب ، بل رعاية ودفاعًا عن ولي نعمته كذلك ، فهاجم رياض باشا رئيس النُظّار حين ألقى خطابًا أثنى فيه على الإنجليز وأشاد بفضلهم على مصر ، وقد هجاه شوقي بقصيدة عنيفة جاء فيها : غمرت القوم إطراءً وحمدًا @@@ وهم غمروك بالنعم الجسام خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا @@@ أضيف إلى مصائبنا العظام لهجت بالاحتلال وما أتاه @@@ وجرحك منه لو أحسست دام وبلغ من تشيعه للقصر وارتباطه بالخديوي أنه ذمَّ أحمد عرابي وهجاه بقصيدة موجعة ، ولم يرث صديقه مصطفى كامل إلا بعد فترة ، وكانت قد انقطعت علاقته بالخديوي بعد أن رفع الأخير يده عن مساندة الحركة الوطنية بعد سياسة الوفاق بين الإنجليز والقصر الملكي ؛ ولذلك تأخر رثاء شوقي بعد أن استوثق من عدم إغضاب الخديوي ، وجاء رثاؤه لمصطفى كامل شديد اللوعة صادق الأحزان ، قوي الرنين ، بديع السبك والنظم، وإن خلت قصيدته من الحديث عن زعامة مصطفى كامل وجهاده ضد المستعمر ، ومطلع القصيدة : المشرقان عليك ينتحبان @@@ قاصيهما في مأتم والدان يا خادم الإسلام أجر مجاهد @@@ في الله من خلد ومن رضوان لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى @@@ في الزائرين وروّع الحرمان وارتبط شوقي بدولة الخلافة العثمانية ارتباطًا وثيقًا ، وكانت مصر تابعة لها، فأكثر من مدح سلطانها عبد الحميد الثاني ؛ داعيًا المسلمين إلى الالتفات حولها ؛ لأنها الرابطة التي تربطهم وتشد من أزرهم ، فيقول : أما الخلافة فهي حائط بيتكم @@@ حتى يبين الحشر عن أهواله لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم @@@ فمصيبة الإسلام من جهالة ولما انتصرت الدولة العثمانية في حربها مع اليونان سنة (1315هـ = 1987م) كتب مطولة عظيمة بعنوان " صدى الحرب " ، أشاد فيها بانتصارات السلطان العثماني ، واستهلها بقوله : بسيفك يعلو والحق أغلب @@@ وينصر دين الله أيان تضرب
وهي مطولة تشبه الملاحم ، وقد قسمها إلى أجزاء كأنها الأناشيد في ملحمة ، فجزء تحت عنوان " أبوة أمير المؤمنين " ، وآخر عن " الجلوس الأسعد " ، وثالث بعنوان " حلم عظيم وبطش أعظم " . ويبكي سقوط عبد الحميد الثاني في انقلاب قام به جماعة الاتحاد والترقي ، فينظم رائعة من روائعه العثمانية التي بعنوان " الانقلاب العثماني وسقوط السلطان عبد الحميد " ، وقد استهلها بقوله : سل يلدزا ذات القصور @@@ هل جاءها نبأ البدور لو تستطيع إجابة @@@ لبكتك بالدمع الغزير
ولم تكن صلة شوقي بالترك صلة رحم ولا ممالأة لأميره فحسب ، وإنما كانت صلة في الله ، فقد كان السلطان العثماني خليفة المسلمين ، ووجوده يكفل وحدة البلاد الإسلامية ويلم شتاتها ، ولم يكن هذا إيمان شوقي وحده ، بل كان إيمان كثير من الزعماء المصريين .
وفي هذه الفترة نظم إسلامياته الرائعة ، وتعد قصائده في مدح الرسول - r - من أبدع شعره قوة في النظم ، وصدقًا في العاطفة، وجمالاً في التصوير ، وتجديدًا في الموضوع ، ومن أشهر قصائده " نهج البردة " التي عارض فيها البوصيري في بردته ، وحسبك أن يعجب بها شيخ الجامع الأزهر آنذاك محدث العصر الشيخ " سليم البشري " فينهض لشرحها وبيانها . يقول في مطلع القصيدة : ريم على القاع بين البان والعلم @@@ أحل سفك دمي في الأشهر الحرم ومن أبياتها في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام انتشر بحد السيف : قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا @@@ لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دم جهل وتضليل أحلام وسفسطة @@@ فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم ويلحق بنهج البردة قصائد أخرى ، مثل : الهمزية النبوية ، وهي معارضة أيضًا للبوصيري ، وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها : سلوا قلبي غداة سلا وتابا @@@ لعل على الجمال له عتابًا
كما اتجه شوقي إلى الحكاية على لسان الحيوان ، وبدأ في نظم هذا الجنس الأدبي منذ أن كان طالبًا في فرنسا ؛ ليتخذ منه وسيلة فنية يبث من خلالها نوازعه الأخلاقية والوطنية والاجتماعية ، ويوقظ الإحساس بين مواطنيه بمآسي الاستعمار ومكائده .
وقد صاغ شوقي هذه الحكايات بأسلوب سهل جذاب ، وبلغ عدد تلك الحكايات 56 حكاية ، نُشرت أول واحدة منها في جريدة " الأهرام " سنة (1310هـ = 1892م ) ، وكانت بعنوان " الهندي والدجاج " ، وفيها يرمز بالهندي لقوات الاحتلال وبالدجاج لمصر .
النفي إلى أسبانيا وفي الفترة التي قضاها شوقي في أسبانيا تعلم لغتها ، وأنفق وقته في قراءة كتب التاريخ ، خاصة تاريخ الأندلس ، وعكف على قراءة عيون الأدب العربي قراءة متأنية ، وزار آثار المسلمين وحضارتهم في اشبيلية وقرطبة وغرناطة .
وأثمرت هذه القراءات أن نظم شوقي أرجوزته " دول العرب وعظماء الإسلام " ، وهي تضم 1400 بيت موزعة على (24) قصيدة ، تحكي تاريخ المسلمين منذ عهد النبوة والخلافة الراشدة ، على أنها رغم ضخامتها أقرب إلى الشعر التعليمي ، وقد نُشرت بعد وفاته . وفي المنفى اشتد به الحنين إلى الوطن وطال به الاشتياق وملك عليه جوارحه وأنفاسه . ولم يجد من سلوى سوى شعره يبثه لواعج نفسه وخطرات قلبه ، وظفر الشعر العربي بقصائد تعد من روائع الشعر صدقًا في العاطفة وجمالاً في التصوير ، لعل أشهرها قصيدته التي بعنوان " الرحلة إلى الأندلس " ، وهي معارضة لقصيدة البحتري التي يصف فيها إيوان كسرى ، ومطلعها : صنت نفسي عما يدنس نفسي @@@ وترفعت عن جدا كل جبس
وقد بلغت قصيدة شوقي (110) أبيات تحدّث فيها عن مصر ومعالمها ، وبثَّ حنينه وشوقه إلى رؤيتها ، كما تناول الأندلس وآثارها الخالدة وزوال دول المسلمين بها ، ومن أبيات القصيدة التي تعبر عن ذروة حنينه إلى مصر قوله : أحرام على بلابله الدوح @@@ حلال للطير من كل جنس وطني لو شُغلت بالخلد عنه @@@ نازعتني إليه في الخلد نفسي شهد الله لم يغب عن جفوني @@@ شخصه ساعة ولم يخل حسي
العودة إلى الوطن عاد شوقي إلى الوطن في سنة (1339 هـ = 1920م ) ، و استقبله الشعب استقبالاً رائعًا واحتشد الآلاف لتحيته ، وكان على رأس مستقبليه الشاعر الكبير " حافظ إبراهيم " ، وجاءت عودته بعد أن قويت الحركة الوطنية واشتد عودها بعد ثورة 1919 م ، وتخضبت أرض الوطن بدماء الشهداء ، فمال شوقي إلى جانب الشعب ، وتغنَّى في شعره بعواطف قومه وعبّر عن آمالهم في التحرر والاستقلال والنظام النيابي والتعليم ، ولم يترك مناسبة وطنية إلا سجّل فيها مشاعر الوطن وما يجيش في صدور أبنائه من آمال .
لقد انقطعت علاقته بالقصر واسترد الطائر المغرد حريته ، وخرج من القفص الذهبي ، وأصبح شاعر الشعب المصري وترجمانه الأمين ، فحين يرى زعماء الأحزاب وصحفها يتناحرون فيما بينهم ، والمحتل الإنجليزي لا يزال جاثم على صدر الوطن ، يصيح فيهم قائلاً : إلام الخلف بينكم إلاما ؟ @@@ وهذي الضجة الكبرى علاما ؟ وفيم يكيد بعضكم لبعض @@@ وتبدون العداوة والخصاما ؟ وأين الفوز ؟ لا مصر استقرت @@@ على حال ولا السودان داما
ورأى في التاريخ الفرعوني وأمجاده ما يثير أبناء الشعب ويدفعهم إلى الأمام والتحرر ، فنظم قصائد عن النيل والأهرام وأبي الهول . ولما اكتشفت مقبرة توت عنخ آمون وقف العالم مندهشًا أمام آثارها المبهرة ، ورأى شوقي في ذلك فرصة للتغني بأمجاد مصر ؛ حتى يُحرِّك في النفوس الأمل ويدفعها إلى الرقي والطموح ، فنظم قصيدة رائعة مطلعها : قفي يا أخت يوشع خبرينا @@@ أحاديث القرون الغابرينا وقصي من مصارعهم علينا @@@ ومن دولاتهم ما تعلمينا
وامتد شعر شوقي بأجنحته ليعبر عن آمال العرب وقضاياهم ومعاركهم ضد المستعمر، فنظم في " نكبة دمشق " وفي " نكبة بيروت " وفي ذكرى استقلال سوريا وذكرى شهدائها ، ومن أبدع شعره قصيدته في " نكبة دمشق " التي سجّل فيها أحداث الثورة التي اشتعلت في دمشق ضد الاحتلال الفرنسي، ومنها : بني سوريّة اطرحوا الأماني @@@ وألقوا عنكم الأحلام ألقوا وقفتم بين موت أو حياة @@@ فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا وللأوطان في دم كل حرٍّ @@@ يد سلفت ودين مستحقُّ وللحرية الحمراء باب @@@ بكل يد مضرجة يُدَقُّ
ولم تشغله قضايا وطنه عن متابعة أخبار دولة الخلافة العثمانية ، فقد كان لها محبًا عن شعور صادق وإيمان جازم بأهميتها في حفظ رابطة العالم الإسلامي ، وتقوية الأواصر بين شعوبه ، حتى إذا أعلن " مصطفى كمال أتاتورك " إلغاء الخلافة سنة 1924 وقع الخبر عليه كالصاعقة ، ورثاها رثاءً صادقًا في قصيدة مبكية مطلعها : عادت أغاني العرس رجع نواح @@@ ونعيت بين معالم الأفراح كُفنت في ليل الزفاف بثوبه @@@ ودفنت عند تبلج الإصباح ضجت عليك مآذن ومنابر @@@ وبكت عليك ممالك ونواح الهند والهة ومصر حزينة @@@ تبكي عليك بمدمع سحَّاح
إمارة الشعر أصبح شوقي بعد عودته شاعر الأمة المُعبر عن قضاياها ، لا تفوته مناسبة وطنية إلا شارك فيها بشعره ، وقابلته الأمة بكل تقدير وأنزلته منزلة عالية ، وبايعه شعراؤها بإمارة الشعر سنة ( 1346هـ = 1927م ) في حفل أقيم بدار الأوبرا بمناسبة اختياره عضوًا في مجلس الشيوخ ، وقيامه بإعادة طبع ديوانه "الشوقيات " . وقد حضر الحفل وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه ، وأعلن حافظ إبراهيم باسمهم مبايعته بإمارة الشعر قائلاً : بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي @@@ بشعر أمير الدولتين ورجِّعي أعيدي على الأسماع ما غردت به @@@ براعة شوقي في ابتداء ومقطع أمير القوافي قد أتيت مبايعًا @@@ وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
مسرحيات شوقي
أحمد شوقي و سعد زغلول بلغ أحمد شوقي قمة مجده ، وأحس أنه قد حقق كل أمانيه بعد أن بايعه شعراء العرب بإمارة الشعر ، فبدأ يتجه إلى فن المسرحية الشعرية ، وكان قد بدأ في ذلك أثناء إقامته في فرنسا لكنه عدل عنه إلى فن القصيد . وأخذ ينشر على الناس مسرحياته الشعرية الرائعة ، استمد اثنتين منها من التاريخ المصري القديم ، وهما : " مصرع كليوباترا " و " قمبيز " ، والأولى منهما هي أولى مسرحياته ظهورً ، وواحدة من التاريخ الإسلامي هي " مجنون ليلى " ، ومثلها من التاريخ العربي القديم هي " عنترة " ، وأخرى من التاريخ المصري العثماني وهي " علي بك الكبير " ، وله مسرحيتان هزليتان، هما : " الست هدي " ، و " البخيلة " .
ولأمر غير معلوم كتب مسرحية " أميرة الأندلس " نثرًا ، مع أن بطلها أو أحد أبطالها البارزين هو الشاعر المعتمد بن عباد .
وقد غلب الطابع الغنائي والأخلاقي على مسرحياته ، وضعف الطابع الدرامي ، وكانت الحركة المسرحية بطيئة لشدة طول أجزاء كثيرة من الحوار ، غير أن هذه المآخذ لا تُفقِد مسرحيات شوقي قيمتها الشعرية الغنائية ، ولا تنفي عنها كونها ركيزة الشعر الدرامي في الأدب العربي الحديث .
مكانة شوقي منح الله شوقي موهبة شعرية فذة ، وبديهة سيالة ، لا يجد عناء في نظم القصيدة ، فدائمًا كانت المعاني تنثال عليه انثيالاً وكأنها المطر الهطول ، يغمغم بالشعر ماشيًا أو جالسًا بين أصحابه ، حاضرًا بينهم بشخصه غائبًا عنهم بفكره ؛ ولهذا كان من أخصب شعراء العربية ؛ إذ بلغ نتاجه الشعري ما يتجاوز ثلاثة وعشرين ألف بيت وخمسمائة بيت ، ولعل هذا الرقم لم يبلغه شاعر عربي قديم أو حديث .
وكان شوقي مثقفًا ثقافة متنوعة الجوانب ، فقد انكب على قراءة الشعر العربي في عصور ازدهاره ، وصحب كبار شعرائه ، وأدام النظر في مطالعة كتب اللغة والأدب ، وكان ذا حافظة لاقطة لا تجد عناء في استظهار ما تقرأ ؛ حتى قيل بأنه كان يحفظ أبوابًا كاملة من بعض المعاجم ، وكان مغرمًا بالتاريخ يشهد على ذلك قصائده التي لا تخلو من إشارات تاريخية لا يعرفها إلا المتعمقون في دراسة التاريخ ، وتدل رائعته الكبرى " كبار الحوادث في وادي النيل " التي نظمها وهو في شرخ الشباب على بصره بالتاريخ قديمة وحديثه .
وكان ذا حس لغوي مرهف وفطرة موسيقية بارعة في اختيار الألفاظ التي تتألف مع بعضها لتحدث النغم الذي يثير الطرب ويجذب الأسماع ، فجاء شعره لحنًا صافيًا ونغمًا رائعًا لم تعرفه العربية إلا لقلة قليلة من فحول الشعراء .
وإلى جانب ثقافته العربية كان متقنًا للفرنسية التي مكنته من الإطلاع على آدابها والنهل من فنونها والتأثر بشعرائها ، وهذا ما ظهر في بعض نتاجه وما استحدثه في العربية من كتابة المسرحية الشعرية لأول مرة .
وقد نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل ، ووصف وحكمة ، وله في ذلك أوابد رائعة ترفعه إلى قمة الشعر العربي ، وله آثار نثرية كتبها في مطلع حياته الأدبية ، مثل : " عذراء الهند " ، ورواية " لادياس " ، و "ورقة الآس " ، و"أسواق الذهب"، وقد حاكى فيه كتاب " أطواق الذهب " للزمخشري ، وما يشيع فيه من وعظ في عبارات مسجوعة .
وقد جمع شوقي شعره الغنائي في ديوان سماه " الشوقيات " ، ثم قام الدكتور محمد صبري السربوني بجمع الأشعار التي لم يضمها ديوانه ، وصنع منها ديوانًا جديدًا في مجلدين أطلق عليه " الشوقيات المجهولة " .
وفاته ظل شوقي محل تقدير الناس وموضع إعجابهم ولسان حالهم، حتى إن الموت فاجأه بعد فراغه من نظم قصيدة طويلة يحيي بها مشروع القرش الذي نهض به شباب مصر ، وفاضت روحه الكريمة في ( 13 من جمادى الآخرة = 14 من أكتوبر 1932م ) . | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: جبران خليل جبران الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:35 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(14 )
جبران خليل جبران
نبي عصره، المجنون، الثائر، المتمرد والحكيم.. جبران خليل جبران، عبقري من بلادنا. نشأ في ظلال الأرز، وانطلق الى العالم محملاً بروحانية أرضه وأوجاع أهلها، فحمله إبداعه الى عرش مجد لم يرتقه سوى قلائل من العباقرة.
طفولة وغربة
أبصر جبران خليل جبران النور في بشري في 6 كانون الثاني 1883، وهو الولد البكر لخليل جبران ولكاملة رحمة في زيجتها الثالثة وشقيق بطرس (أخوه من أمه) ومريانا وسلطانة. ترعرع في بشري مدللاً في طفولته، وتلقى في مدرسة الخوري جرمانوس التابعة لدير مار ليشاع، أوليّات السريانية والعربية. تفتح هذا الصبي المدلل على مجتمع مرهق بالتناقضات وتفاعلت في أعماقه عوامل عدة: التربية الدينية، روعة الطبيعة الشمالية وجمالات غابة الأرز الخلابة، وبطولات أسرته الجبرانية المعاندة في رفضها النظام المتصرفي والهوية العثمانية. عرف جبران منذ تفتحه، مرارة أجداده ومعاناتهم وهجرتهم الى الأميركيتين وأوستراليا إثر نفي يوسف بك كرم، فقد تعرضوا للمداهمات المتلاحقة، والتي أدّت إحداها الى سجن والده وهو في الثامنة من عمره، ومصادرة جيوش المتصرف منزل الأسرة العريق وأملاكها. في التاسعة من عمره سقط عن صخرة عالية بالقرب من دير مار ليشاع فانكسر عظم كتفه وصلب على خشبة بضعة أشهر ليلتحم العظم (يجبّر) ، فاكتشف في ذاته معنى الصلب الذي عرفه مشهدياً في طقوس الصوم وأسبوع الآلام. والكسر أودع يده اليمنى ضعفاً لازمه طيلة حياته ودفعه لاقتناء عصاً نراها في صوره ولا تزال في محفوظاته. عندما بلغ جبران الحادية عشرة من عمره خرج الوالد من السجن وكان الجوع يهدد أسرته، الأمر الذي دفعها الى عبور حدود لبنان المتصرفية، فأقلعت في 25حزيران 1895 من مرفأ بيروت متجهة صوب الولايات المتحدة الأميركية وتحديداً الى بوسطن حيث الطموح البعيد.
الفتى الموهوب
إلتحق جبران في أوليفربليس بمدرسة الغرباء التي لم تقبله إلا عاماً واحداً، وخلاله اكتشفت المدرّسة جسّي فرمونت بل موهبته في فن الرسم، فبعثت رسالة الى النهضة الأدبية والفنية في بوسطن فردهو لند داي، تعرفه بالفتى الموهوب مختصرة إسمه فيها بخليل جبران، فتولى الأخير التعريف به في أميركا. في الوقت الذي كانت فيه الأسرة تعمل بجد لتحصيل لقمة العيش من خلال الخدمة في البيوت وبيع الأنسجة اليدوية التي تحيكها مريانا ومن الدكان الصغير الذي اقتناه شقيقه بطرس، كان جبران بصحبة قلمه الفحمي الملون يرسم تمثال "الباخوسيات" ويقرأ بشغف ما يقدمه له داي الشغوف بالنماذج الشرقية والذي تعرّف إليه في 9 كانون الأول 1896، فكان هذا اللقاء فاتحة المستقبل المشرق للعبقري اللبناني، فقد تفجّرت طاقاته مع دواوين الشعر الإنكليزي ومعاجم الميثولوجيات التي قدمها له داي، الذي سهّل له التعرّف الى نخبة البيئة البوسطينية وأيقظ في أقلامه حس استنطاق بواطن الكتب، وتجسيدها في رسوم كان لها دور في شهرته. الإنطلاقة الأولى كانت في 8آذار، في معرض صور فوتوغرافية لداي حيث تعرّف على جميلة بوسطن الشاعرة العميقة الثقافة جوزفين برستون بيبادي. وشجعه داي على رسمها فرسمها وكانت نموذجاً لعديد من حالات إلهاماته. التفتح على شيء يشمل كل طاقاته: الحب، الرسم، القراءة الكثيفة، التأمل، التحوّل، تبدل المفاهيم الدينية باتجاه الميثولوجيا المقارنة بين المجتمعات، الغربة، الوطن مسؤولية حياة يعيشها على حساب أسرته... كل ذلك ساهم في نمو الشاعر الضبابي الذي يشد وراءه واقعاً تعبيرياً محدوداً، أما المفتاح فضائع بين الصراعات التي يعيشها وقد اكتشفها داي ووالدة جبران، فنظّما سفره الى لبنان ليتعلم العربية. بين مدرسة الحكمة في ولاية بيروت وبشري لبنان المتصرفية مع والده، يكتشف جبران جرح الوطن وحواجز العبور فينمو في داخله التمرد والعنف. وفي مدرسة الحكمة، اكتشف فيه استاذه في العربية الخوري يوسف الحداد نفساً وثابة وعقلاً متمرداً وعيناً هازئة بكل ما تقع عليه. ولم تطل الأيام حتى بدأ يجد طريقه الفكري، فراح يكتب مقالات ينقحها الخوري الحداد لتنشر في مجلة"النهضة".
جبران والحب
رافق جبران في هذه المحطة نخبة كانوا روّاد التجديد في الشعر والرسم والنحت والسياسة أمثال بشارة الخوري والأخطل الصغير ويوسف الحويك، إذ جمعتهم مدرسة الحكمة. في النصف الثاني من هذه المحطة عرف في كيانه حباً جارفاً نحو سلطانة تابت وهي أرملة، توفيت ووفاتها عمّقت في نفسه معنى التجلّد والصلب الداخلي مجدداً. عواطفه ونزواته ومخيلته، كانت سابقة لعقله ومعرفته، وقد أدرك هذا التفاوت فيه. وسط هذا الصراع الداخلي، بلغه خبر وفاة أخته سلطانة، فحمله ليحط في بوسطن في أوائل نيسان 1902. وبعد وفاة سلطانة بالسل ودّع جبران أخاه بطرس بالداء نفسه ومن ثم والدته بداء السرطان، وكان كل ذلك في فترة لا تتجاوز السنة، فكانت الأقدار الموجعة عاملاً إضافياً في تفجير عبقريته. بعد حبه الأول، حب آخر جعل عاطفته أسراً جديداً، إنه حبه لجوزفين. مع هذه المرأة أدرك جبران أن الجمال والعذوبة والشاعرية والصبا ليست الحب. وأدرك أن عليه أن يجد جبران الرجل في نقيضه جبران العاطفي. وكانت تلك التجربة المدخل الى مقالات "دمعة وابتسامة" التي نشرت في "المهاجر" لصاحبها أمين الغريب بمعدل مقالين في الأسبوع. حاول داي مرة جديدة تحريره من صراعاته، فكان وراء رحلته الى الشرق مواكباً أسرة أميركية في جولة شملت مصر وفلسطين وبيروت. وبعين المنكوب المصارع يقرأ مرة أخرى القدر جاثماً على صدر مهبط الحضارات الأولى. معرضه الأول الذي دفعه داي لاقامته في محترفه، ساعده على تحقيقه كل الأصدقاء وبينهم جوزفين وحبيبها ليونيل ماركس بروفسور الفيزياء في هارفورد الذي طلب من صديقته القديمة ماري هاسكل بإصرار أن تزور المعرض... فكانت قصة جديدة ومرحلة جديدة في حياته. تعرف جبران على ماري هاسكل عام 1904، فكانت بالنسبة له السيدة الكريمة التي تعهدت انماء فنه ومواهبه. فقد اكتشفت فيه فناناً كبيراً، وعرفت أن مستوى الفن في بوسطن ليس بقدر طموحه، فدفعته في إتجاه الأكاديمي جوليان في باريس عاصمة الإبداع، متعهدة نفقاته سنتين وأربعة أشهر 1910-1908)) وحفزته أيضاً على الكتابة باللغة الإنكليزية، فكانت تنقّح أكثر مؤلفاته الأولى بهذه اللغة، خصوصاً "المجنون" و"السابق" و"النبي". جمعت ماري هاسكل بجبران قصة حب كتبت على ستة آلاف صفحة من الرسائل والكتابات اليومية، وامتدت بين العام 1908 والعام 1926 تاريخ زواجها من رجل آخر. كانت عوائق الزواج بين جبران وهاسكل كثيرة، فهي تشكو في مذكراتها من كبر سنها بالنسبة إليه (10سنوات) ومن بشاعتها، كما ان وضعه المادي لم يكن مؤاتياً، وأدرك جبران أن عليه أن يرسم للحب هدفاً أبعد منه ويحرره من قيود الزواج. وكان لجبران علاقة حب عبر المسافات جمعته بالشاعرة مي زيادة التي كانت تعيش في القاهرة، وبدأت تراسله الى نيويورك منذ العام 1912 ولغاية آذار 1931، أي قبل وفاته بنحو نصف الشهر. تضمنت الرسائل المتبادلة بينهما دراسات حول مؤلفات جبران وآفاق الحركة الثقافية في نيويورك ومصر. ولا تخلو هذه الرسائل في العديد من صفحاتها من العتوبة والملامة التي يتداولها العشّاق ومن تلميح الى الحب وتصريح به، غير أن هذا الحب ظل من دون لقاء. أما سلمى كرامة فهي شخص ابتكره جبران ابتكاراً، وعندما حلل طبيعة هذا الشخص لماري هاسكل قال:"سلمى كرامة نصفها "بياتريس" ونصفها "فرانشيسكا". ولكنه لا ينفي اختباره للأحداث الواردة في قصة الأجنحة المتكسرة.
من قصائده :
قبس بدا من جانب الصحراء
قبس بدا من جانب الصحراء ..... هل عاد عهد الوحي في سيناء أرنو إلى الطور الأشم فأجتلي .... إيماض برق واضح الإيماء حيث الغمامة والكليم مروع .... أرست وقوراً أيما إرساء
لبنان في أسمى المعاني لم يزل
لبنان في أسمى المعاني لم يزل ..... لأولي القرائح مصدر الإيحاء جبل أناف على الجبال بمجده ..... وأناف شاعره على الشعراء يا أكرم الإخوان قد أعجزتني .... عن أن أجيب بما يشاء وفائي
وليلة رائقة البهاء
وليلة رائقة البهاء ..... مشوبة الظلام بالضياء أشبه بالجارية الغراء ..... في حلة شفافة سوداء باد جمالها على الخفاء .... سكرى من النسيم والأنداء جرت الفلك على الدأماء .... خافقة الفؤاد بالرجاء خفيفة كالظل في الإسراء .... تبدي افترارا في ثغور الماء
صفت السماء فخالفت من عهدها
صفت السماء فخالفت من عهدها ..... والفصل للأمطار والأنواء شفافة يبدي جميل نقائها .... ما في ضميرك من جميل نقاء جادت عليك بشمسها وكأنها .... لك تستقل جلالة الإهداء | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: محمود درويش الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:36 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(15)
محمود درويش
"لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات. فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا"، هكذا صدر الحكم - قدريا - على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها.
والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت - بصورة نموذجية - أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب.
مع الميلاد: عندما كنت صغيرا.. كانت الوردة داري.. والعصافير إزاري في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة" بالقرب من عكا، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره.
في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب، وعلى هرج في المنزل، وخروج فجائي، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم "عصابات الهاجاناة".
ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان"، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات، مثل: فلسطين، وكالات الغوث، الصليب الأحمر، المخيم، واللاجئين… وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض، حين كان لاجئا فلسطينيا، وسُرقت منه طفولته وأرضه.
وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية، وعن هذه التجربة يقول: "قيل لي في مساء ذات يوم.. الليلة نعود إلى فلسطين، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل: أنا الآن في فلسطين الموعودة؟! ولكن أين هي؟ فلم أعد إلى بيتي، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت".
هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء، فصار يحمل اسما جديدا هو: "لاجئ فلسطيني في فلسطين"، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل".. وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول: "مع الشعوب العربية.. ضد الاستعمار"، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش.
وبعد سلسلة من المحاصرات، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته. إلى المنفى: وطني على كتفي.. بقايا الأرض في جسد العروبة
وهنا بدأ محمود درويش الشاعر الشاب مرحلة جديدة في حياته بعد أن سُجن في معتقلات الصهيونية ثلاث مرات: 1961 – 1965 – 1967.
ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت مسبوقا بشهرته كشاعر، وعبر أعوام طويلة من التنقل كان شعره صوتا قويا يخترق أصوات انفجارات الحرب الأهلية في لبنان.
وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي.
هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من عدم انتمائه لأية جماعة أو حزب سياسي منذ مطلع السبعينيات، وقد تطورت علاقته بمنظمة التحرير حتى اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة حينما كان يشتد الاختلاف، وما أكثر ما كان يشتد!. يذكر "زياد عبد الفتاح" أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واقعة تؤكد هذا المعنى فيقول: "قرأ محمود درويش على المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه ومراقبيه ومرافقيه وضيوفه وحرسه قصيدة(مديح الظل العالي)) فأثملهم وشغلهم عن النطاح السياسي الذي شب بينهم في تلك الجلسة.
وهذا ما جعل ياسر عرفات يحاول إقناع محمود درويش بُعيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في المنفى بتولي وزارة الثقافة الفلسطينية، ولكن الرد كان بالرفض، معللا هذا الرفض بأن أمله الوحيد هو العودة إلى الوطن ثم التفرغ لكتابة الشعر.
وقد عاش محمود درويش كثيرا من مآسي هذه المقاومة، وشاهد بنفسه كثيرين من أصدقائه ورفقاء كفاحه وهم يسقطون بأيدي القتلة الصهاينة، وكانت أكثر حوادث السقوط تأثيرا في نفسه حادث اغتيال "ماجد أبو شرار" في روما عام 1981، حين كانا يشاركان في مؤتمر عالمي لدعم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نظَّمه اتحاد الصحفيين العرب بالتعاون مع إحدى الجهات الثقافية الإيطالية.. وضع الموساد المتفجرات تحت سرير ماجد أبو شرار.. وبعد موته كتب محمود درويش في إحدى قصائده: "أصدقائي.. لا تموتوا".
كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، كما كانت حياته في بيروت زاخرة بالنشاط الأدبي والثقافي، فقد أصدر منها في أواخر السبعينيات مجلة الكرمل التي رأس تحريرها والتي اعتبرت صوت اتحاد الكتاب الفلسطينيين.
من قصائده
قطار الساعة الواحدة
رجل و امرأة يفترقان ينفضان الورد عن قلبيهما ، ينكسران . يخرج الظلّ من الظلّ يصيران ثلاثة : رجلا و امرأة و الوقت ... لا يأتي القطار فيعودان إلى المقهى يقولان كلاما آخرا ، ينسجمان و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار و لا يفترقان ... .. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب . ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد . لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ... أنساك أنساك و أنساك كثيرا لو تأخّرنا قليلا عن قطار الواحدة . لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ، لو مرّت طيور عائدة . لو قرأنا صحف الليل لكنّا رجلا و امرأة يلتقيان ...
************
خطب الديكتاتور الموزونة
خطـاب الجلوس : أمى ومن مذهبى، سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا لكل فتى امرأة فأحبوا النساء ، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري . . سأختار أصلحكم للبقاء . . لما فات من دول مزقتها الزوابع ! يا شعب .. شا شعبى " الحر فاحرس هوائي وسرب الذباب وغيم الغبار. فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكالى وتبًا لوحل الشوارع .. فمن كان منكم بلا علة .. فهو حارس كلبى، ومن كان منكم طبيبا ..أعينه سائسا لحصاني الجديد. ومن كان منكم أديبا .. أعينه حاملا لاتجاه النشيد و من كان منكم حكيمًا ..أعينه مستشارا لصك النقود . ومن كان منكم وسيمًا ..أعينه حاجبا ومن كان منكم قويًا ..أعينه نائبا للمدائح ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآلىء فلا وقت عندى للقمح والكدح | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: بدر شاكر السياب الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:37 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(16)
بدر شاكر السياب
ولد الشاعر بدر شاكر السياب في 25/12/1925 في قرية جيكور التي اغرم بها وهام أحدهما الآخر... وهي من قري قضاء (أبي الخصيب) في محافظة البصرة. والده: شاكر بن عبد الجبار بن مرزوق السياب، ولد في قرية (بكيع) واكمل دراسته في المدرسة الرشيدية في أبي الخصيب وفي البصرة أثناء العهد العثماني، زاول التجارة والأعمال الحرة وخسر في الجميع ثم توظف في دائرة (تموين أبي الخصيب) توفي في 7/5/1963. وأولاده (د. عبد الله وبدر ومصطفي). والدته: هي كريمة بنت سياب بن مرزوق السياب، توفيت قبله بمدة طويلة، وتركت معه أخوان اصغر منه، فتزوج أبوه امرأة أخري. قريته : هي قرية جيكور... قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها آنذاك علي (500) نسمة، اسمها مأخوذ في الأصل من الفارسية من لفظة (جوي كور) أي (الجدول الأعلى)، تحدثنا كتب التاريخ علي أنها كانت موقعاً من مواقع الزنج الحصينة، دورها بسيطة مبنية من طابوق اللبن، الطابوق غير المفخور بالنار وجذوع أشجار النخيل المتواجدة بكثرة في بساتين جيكور التي يملك (آل السياب) فيها أراضٍ مزروعة بالنخيل تنتشر فيها انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب...، وحين يرتفع المد تملئ الجداول بمائه، وكانت جيكور وارفة الظلال تنتشر فيها الفاكهة بأنواعها ـ مرتعاً وملعباً ـ وكان جوّها الشاعري الخلاب أحد ممهدات طاقة السياب الشعرية وذكرياته المبكرة فيه ظلت حتى أخريات حياته تمد شعره بالحياة والحيوية والتفجر (كانت الطفولة فيها بكل غناها وتوهجها تلمع أمام باصرته كالحلم... ويسجل بعض أجزائها وقصائده ملأي بهذه الصور الطفولية...) كما يقول صديقه الحميم، صديق الطفولة : الشاعر محمد علي إسماعيل. هذه القرية تابعة لقضاء أبي الخصيب الذي أسسه (القائد مرزوق أبي الخصيب) حاجب الخليفة المنصور عام 140 هـ والذي شهد وقائع تاريخية هامة سجّلها التاريخ العربي، أبرزها معركة الزنج ما تبعها من أحداث. هذا القضاء الذي برز فيه شعراء كثيرون منهم (محمد محمود) من مشاهير المجددين في عالم الشعر والنقد الحديث و(محمد علي إسماعيل) صاحب الشعر الكثير في المحافظة و(خليل إسماعيل) الذي ينظم المسرحيات الشعرية ويخرجها بنفسه ويصور ديكورها بريشته و(مصطفي كامل الياسين) شاعر و(مؤيد العبد الواحد) الشاعر الوجداني الرقيق وهو من رواة شعر السياب و(سعدي يوسف) الشاعر العراقي المعروف و(عبد اللطيف الدليشي) الأديب البصري و(عبد الستار عبد الرزاق الجمعة) وآخرين... نهر بويب : تنتشر في أبي الخصيب انهار صغيرة تأخذ مياهها من شط العرب وتتفرع إلي انهار صغيرة... منها (نهر بويب) ، النهر الذي ذكره الشاعر كثيراً في قصائده... هذا النهر الذي كان في الأصل وسيلة اروائية بساتين النخيل، يبعد عن شط العرب اكثر من كيلومتر واحد، والذي لا ينبع منه بل يأخذ مياهه من نهر آخر اسمه (بكيع) بتصغير كلمة (بقعه )، يتفرع إلي فرعين أحدهما نهر بويب، أما الآن فهو مجري عادي صغير جفّت مياهه وغطّي النهر نباتات (الحلفاء) وبعض الحشائش. وفي السابق كان علي جانبيه أشجار الخوخ والمشمش والعنب، وكان بدر يحب أن يلعب في ماء بويب ويحلو له أن يلتقط المحار منه ويجلس علي نخلة ينظر الماء المنساب..
وفي لقاء مع (عبد المجيد السياب) عم الشاعر قال...: (كنت أعرف مكان السياب علي النهر (نهر بويب) من الأوراق... إذ كان عندما يكتب يمزق كثيراً من الأوراق ويرميها في النهر فأهتدي بها إليه...). وعن سر اهتمام السياب بـ (بويب) قال السيد عبد المجيد..Lفي نهاية الأربعينيات قرأت قصيدة لبابلو نيرودا يتحدث عن نهر لا اذكر اسمه وكان السياب قريب مني، فقرأ القصيدة واعتقد انه تأثر بها فكتب قصيدته (بويب)..).
منزل الأقنان: قال أحمد عبد العزيز السياب..: (إن دار السياب قد قسمت إلي قسمين... دار جدي... ومنزل الأقتان الذي خلّده كثيراً في شعره، يبعد هذا المنزل عشرين متراً عن الدار الحقيقية وهو بيت فلاحي جد بدر الذين استغلتهم عائلة السياب، وهو بيت واسع قديم مهجور كان يدعي (كوت المراجيح) وكان هذا البيت في العهد العثماني مأوي عبيد (أسرة السياب) وكان الشعر بدر قد جعل من منزل الأقتان في أيام طفولته مقر الجريدة كان يخطّها ويصدرها الشاعر باسم (جيكور) يتناقلها صبيان القرية ثم تعود في ختام قراءتها من قبل أصدقاء بدر ليلصقها الشاعر علي حائط منزل الأقتان.
بعض من ارتبط بهن وأحبهنّ: ,لآق. ولابد من ذكر من ارتبط بهن وأحبهن...:
ـ كانت الراعية (هويله) هي أول امرأة خفق لها قلبه وأحبها، حيث كانت اكبر منه سنا ترعي أغنام لها، يقابلها خارج قريته، وفجأة تحول إلي حب فتاة جميلة عمرها آنذاك (15) سنة، كانت تأتي إلي قريته والسياب في عنفوان شبابه وهو الباحث عن الحنين فالتجأ يتشبث بحب (وفيقه) التي كانت تسكن علي مقربة من بيت الشاعر. كان البيت فيه شباكاً مصبوغاً باللون الأزرق يعلو عن الأرض مترا أو يطل علي درب قرب من بيت قديم، شباك وفيقة التي لم يسعده حظه في الزواج منها، في شباكها قال شعرا جميلا، ولم يعرف لحد الآن هل أن وفيقة كانت تبادله الحب أم لا. ولم يكن في جيكور مدرسة في ذلك الوقت، لذا كان علي السياب أن يسير مشيا إلي قرية (آل إبراهيم) الواقعة بالقرب من جيكور بعد أن انهي الصف الرابع بنجاح وانتقل إلي مدرسة المحمودية والتي كانت إدارة المدرسة مطلة علي الشارع، شناشيل ملونة، وكان بيت الجلبي يقع خلف المدرسة، كان الشاعر يجول في هذه الطرقات المؤدية إليه سيما وان له زملاء وهو بعيد عن جيكور، وكانت (ابنة الجلبي) فتاة جميلة كان يراها السياب وهو ماراً بزقاق يؤدي لمسكنها، فان يتغزل بها ويحبها من طرف واحد فقط.
ـ وفي دار المعلمين العالية في بغداد وقع في حب جديد، فتاة بغدادية أخذت حظها من العلم والمعرفة ولها فوق ثقافتها جمال يأخذ بالألباب وهي التي يصفها بأن لها في وجهها غمّازة، تلبس العباءة وكانت عندما تمر به تضع العباءة علي وجهها كي لا تراه وكانت (نازك الملائكة) صديقة (لباب) التي احبها الشاعر من جانب واحد وكانت ذكية وجميلة جدا وكان أهلها يوصونها أن تعبس عندما تسير لكي لا يطمع الآخرون بملاحقتها وقد أعرضت عن كل الذين خطبوها.
وأحب زميلة له حبا من طرف واحد أيضا وكان حبا افلاطونيا ارتفع حب الخيال حتى جاوز الحد وتضاءلت فيه رغبة الجسم فما كان منها إلا أن تتزوج رجلا ثريا وتترك السياب بآلامه.
وتعرّف علي الشاعرة (لميعة عباس عمارة) في دار المعلمين العالية، وكانت علاقة...
كانت بادئ ذي بدء ذات طابع سياسي ولكن ـ كعادته ـ وقع في حبها لأنها كانت من اخلص صديقاته، وقال فيها قصائد كثيرة ودعاها السياب لزيارته في جيكور وبقيت في ضيافته ثلاثة أيام كانا يخرجان سوية إلي بساتين قريته ويقرأ لها من شعره وهما في زورق صغير. ويتعرف الشاعر علي صديقة بلجيكية، اسمها (لوك لوران) وقد وعدته ان تزور قريته جيكور فكتب قصيدة تعتبر من أروع قصائده الغزلية... وشاء حظه ان يلتقي بمومس عمياء اسمها (سليمه) فاكتشف من خلالها عالم الليل والبغاء واكتشف اسرارا غريبة واعطانا صورة صادقة لما كانت تعانيه هذه الطبقة من الناس، فكانت قصيدته الرائعة (المومس العمياء) التي صوّر فيها الواقع الاجتماعي آنذاك وواقع المرأة بصورة خاصة.
زواجه : ويتزوج السياب إحدي قريباته، وأحب زوجته فكان لها الزوج المثالي الوفي، وكانت هي كذلك، فقد انجبت منه غيداء وغيلان والاء، ولمّا اصابه المرض كانت مثال المرأة الحنونة، المحتملة كل متاعب والأم الحياة، حيث كانت الأيام معه اياما قاسية. تقول عنها زوجته السيدة اقبال...: (عندما تغدو قسوة الأيام ذكريات، تصبح جزءا لا يتجزأ من شعور الإنسان، تترسب في أعماقه طبقة صلبة يكاد يشعر بثقلها إذ ما تزال تشدني ذكرياتي معه كلما قرأت مأساة وسمعت بفاجعة). تقول عن كيفية زواجها منه...: لم أتعرف عليه بمعني الكلمة (التعارف والحب واللقاء) إنما كانت بيننا علاقة مصاهرة حيث ان اختي الكبري كانت زوجة لعم الشاعر (السيد عبدالقادر السياب) في أوائل الثلاثينات، وكان أخي قد تزوج من أسرة السياب، وبعد نيل الموافقة الرسمية تم عقد الزواج في 19 حزيران (يونيو) 1955 في البصرة ثم انتقلنا إلي بغداد كانت السنوات الثلاث الأخيرة من حياته فترة رهيبة عرف فيها صراع الحياة مع الموت. لقد زجّ بجسمه النحيل وعظامه الرقاق إلي حلبة هذا الصراع الذي جمع معاني الدنيا في سرير ضيق حيث راح الوهن وهو يتفجرعزيمة ورؤي وحبا، يقارع الجسم المتهافت المتداعي، وجه الموت يحملق به كل يوم فيصدّه الشاعر عنه بسيف من الكلمة... بالكلمة عاش بدر صراعه، كما يجب ان يعيش الشاعر، ولعل ذلك لبدر، كان الرمز الأخير والأمضّ، للصراع بين الحياة والموت الذي عاشه طوال عمره القصير علي مستوي شخصه ومستوي دنياه معاً. فهو قبل ذلك إذ كان جسده الضامر منتصبا، خفيفا، منطلقا يكاد لا يلقي علي الأرض ظلا لشدة شفافيته.
للسياب اثار مطبوعة هي: ازهار ذابلة (شعر)، اساطير (شعر)، المومس العمياء (ملحمة شعرية)، حفار القبور (قصيدة طويلة)، الاسلحة والاطفال (قصيدة طويلة)، مختارات من الشعر العالمي الحديث (قصائد مترجمة)، انشودة المطر (شعر)، المعبد الغريق (شعر)، منزل الاقنان (شعر)، شناشيل ابنة الجلبي (شعر)، ديوان بجزئين (اصدار دار العودة).
أما اثاره المخطوطة فهي: زئير العاصفة (شعر)، قلب اسيا (ملحمة شعرية)، القيامة الصغري (ملحمة شعرية)، من شعر ناظم حكمت (تراجم)، قصص قصيدة ونماذج بشرية، مقالات وبحوث مترجمة عن الانكليزية منها السياسية والادبية.. مقالات وردود نشرها في مجلة الاداب... شعره الاخير بعد سفره إلي الكويت ولم يطبع في ديوانه الاخير (شناشيل ابنة الجلبي) قصائد من ايديث ستويل.
من قصائده أنشودة المطر عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ، أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ . عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ... وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ، دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ، وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛ فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر ! كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ... وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ، وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر أُنْشُودَةُ المَطَر ...
هل كانَ حُبّاً هَلْ تُسمّينَ الذي ألقى هياما ؟ أَمْ جنوناً بالأماني ؟ أم غراما ؟ ما يكون الحبُّ ؟ نَوْحاً وابتساما ؟ أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي بين عَينينا ، فأطرقتُ ، فراراً باشتياقي عن سماءٍ ليس تسقيني ، إذا ما ؟ جئتُها مستسقياً ، إلاّ أواما العيون الحور ، لو أصبحنَ ظِلاً في شرابي جفّتِ الأقداحُ في أيدي صِحَابي دون أن يَحْضَينَ حتى بالحبابِ هيئي ، يا كأسُ ، من حافاتكِ السَّكْرَى ، مكانا تتلاقى فيه ، يوماً ، شَفتانا في خفوقٍ والتهابِ وابتعادٍ شاعَ في آفاقهِ ظلُّ اقترابِ
الباب تقرعه الرياح البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحِ في اللَّيْلِ العَمِيقْ البَابُ مَا قَرَعَتْهُ كَفُّكِ . أَيْنَ كَفُّكِ وَالطَّرِيقْ نَاءٍ ؟ بِحَارٌ بَيْنَنَا ، مُدُنٌ ، صَحَارَى مِنْ ظَلاَمْ الرِّيحُ تَحْمِلُ لِي صَدَى القُبْلاَتِ مِنْهَا كَالْحَرِيقْ مِنْ نَخْلَةٍ يَعْدُو إِلَى أُخْرَى وَيَزْهُو في الغَمَامْ البَابُ مَا قَرَعَتْهُ غَيْرُ الرِّيحْ ... آهِ لَعَلَّ رُوحَاً في الرِّيَاحْ هَامَتْ تَمُرُّ عَلَى الْمَرَافِيءِ أَوْ مَحَطَّاتِ القِطَارْ لِتُسَائِلَ الغُرَبَاءَ عَنِّي ، عَن غَرِيبٍ أَمْسِ رَاحْ يَمْشِي عَلَى قَدَمَيْنِ ، وَهْوَ اليَوْمَ يَزْحَفُ في انْكِسَارْ . هِيَ رُوحُ أُمِّي هَزَّهَا الحُبُّ العَمِيقْ ، حُبُّ الأُمُومَةِ فَهْيَ تَبْكِي : " آهِ يَا وَلَدِي البَعِيدَ عَنِ الدِّيَارْ ! وَيْلاَهُ ! كَيْفَ تَعُودُ وَحْدَكَ لاَ دَلِيلَ وَلاَ رَفِيقْ " أُمَّاهُ ... لَيْتَكِ لَمْ تَغِيبِي خَلْفَ سُورٍ مِنْ حِجَارْ لاَ بَابَ فِيهِ لِكَي أَدُقَّ وَلاَ نَوَافِذَ في الجِدَارْ ! كَيْفَ انْطَلَقْتِ عَلَى طَرِيقٍ لاَ يَعُودُ السَّائِرُونْ مِنْ ظُلْمَةٍ صَفْرَاءَ فِيهِ كَأَنَّهَا غَسَق ُ البِحَارْ ؟ كَيْفَ انْطَلَقْتِ بِلاَ وَدَاعٍ فَالصِّغَارُ يُوَلْوِلُونْ ، يَتَرَاكَضُونَ عَلَى الطَّرِيقِ وَيَفْزَعُونَ فَيَرْجِعُونْ وَيُسَائِلُونَ اللَّيْلَ عَنْكِ وَهُمْ لِعَوْدِكِ في انْتِظَارْ ؟ البَابُ تَقْرَعُهُ الرِّيَاحُ لَعَلَّ رُوحَاً مِنْك ِ زَارْ هَذَا الغَرِيبُ !! هُوَ ابْنُكِ السَّهْرَانُ يُحْرِقُهُ الحَنِينْ أُمَّاهُ لَيْتَكِ تَرْجِعِينْ شَبَحَاً . وَكَيْفَ أَخَافُ مِنْهُ وَمَا أَمَّحَتْ رَغْمَ السِّنِينْ قَسَمَاتُ وَجْهِكِ مِنْ خَيَالِي ؟ أَيْنَ أَنْتِ ؟ أَتَسْمَعِينْ صَرَخَاتِ قَلْبِي وَهْوَ يَذْبَحُهُ الحَنِينُ إِلَى العِرَاقْ ؟ | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: عـنترة بـن شـداد الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:38 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(17)
عـنترة بـن شـداد
هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي. أمه زبيبة، حبشية سوداء سباها أبوه في إحدى غزواته. وكان لها أولادا من غير شداد. كان عنترة أسود اللون، أخذ السواد من أمه، وكان يكنّى بأبي المغلس لسيره إلى الغارات في الغلس وهو ظلمة الليل. ويلقب بعنترة الفلحاء. وعنترة من فرسان العرب المعدودين، ولم يلقب عن عبث بعنترة الفوارس، قال ابن قتيبة: كان عنترة من أشد أهل زمانه وأجودهم بما ملكت يده، وقد فرق بين الشجاعة والتهور. لكن العرب بالرغم من شجاعته كانوا يستبعدونه وذلك لأنهم كانوا يستبعدون أبناء الإماء، ولا يعترفون بهم إلا إذا نجبوا. وهكذا كان شأن عنترة، فلم يعترف به أبوه إلا بعد أن ظهرت شجاعته وفروسيته. وفي ادعاء أبيه إياه روايات منها: إن السبب في ادعاء أبيه إياه أن عبسا أغاروا على طيء، فأصابوا نعما، فلما أرادوا القسمة قالوا لعنترة: لا نقتسم إلا نصيبا مثل أنصبائنا لأنك عبد. فلما طال الخطب بينهم كرت عليهم طيئ فاعتزلهم عنترة وقال: دونكم القوم، فإنكم عددهم، واستنقذت طيئ الإبل. فقال له أبوه: كر يا عنترة! فقال: أويحسن العبد الكر؟ فقال له أبوه: العبد غيرك، فاعترف به، فكر واستنقذ النعم. أحب عنترة عبلة بنت عمه مالك بن قراد العبسي، وكان عمه قد وعده بها ولكنه لم يف بوعده، وإنما كان يتنقل بها في قبائل العرب ليبعدها عنه. وحب عبلة كان له تأثير عظيم في نفس عنترة وشعره، وهي التي صيرته بحبها، ذلك البطل المغامر في طلب المعالي، وجعلته يزدان بأجمل الصفات وأرفعها، وهي التي وققت شعره كما رققت عاطفته، ونفحته بتلك العذوبة، وكان سبب تلك المرارة واللوعة اللتين ربما لم تكونا في شعره لولا حرمانه إياها. لعنترة شخصية محبوبة لأن كل ما فيها من الصفات يجعل صاحبها قريبا من القلوب: فهو بطل شجاع جريء الفؤاد، حليم الطباع، رقيق القلب، يشكو في حظه العاثر في الحب ومن ظلم قومه له، وإنكارهم جميل فعله نحوهم. أما في موت عنترة فهناك روايات كثيرة أشهرها ما رواه صاحب الأغاني، قال: إن عنترة أغلى على بني نبهان فأطرد لهم طريدة، وهو شيخ كبير. وكان وزر بن جابر النبهاني الملقب بالأسد الرهيص في فتوه فرماه وقال: خذها، وأنا ابن سلمى، فقطع مطاه أي ظهره، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله وهو مجروح. وبذلك تكون نهاية عنترة حسب هذه الرواية.
معلقة هل غادر الشعراء هل غادر الشعراء من iiمتـردم .... أم هل عرفت الدار بعد iiتوهـم يادار عبلـة بالجـواء تكلمـي ..... وعمي صباحاًدار عبلة iiواسلمي فوقفـت فيهـا ناقتـي iiوكأنهـا ..... فدن لأقضـي حاجـة iiالمتلـوم وتحل عبلة في الخدور تجرهـا ..... وأضل في حلق الحديد iiالمبهـم حييت من طلـل تقـادم iiعهـده ..... أقوى وأقفـر بعـد أم iiالهيثـم حلت بأرض الزائرين iiفأصبحت ..... عسراً علي طلابكم أبنة iiمخـرم علقتهـا عرضاوأقتـل قومهـا ..... زعما لعمر أبيك ليس iiبمزعـم كيف المزار وقد تربـع iiأهلهـا ..... بعنيزتيـن وأهلـنـا iiبالغيـلـم إن كنت أزعمت الفراق iiفأنمـا ..... زمـت ركابكـم بليـل مظلـم ماراعنـي الأ حمولـة أهلهـا ..... وسط الديار تسف حب iiالخمخم وكأنما نظـرت بعينـي iiشـادن ..... رشا من الغـزلان حـر iiأرثـم نظرت أليـه بمقلـة مكحولـة ..... نظر المليـل بطرفـة iiالمقسـم وبحاجب كالنون زين iiوجههـا ..... وبناهد حسـن وكشـح iiأهضـم إن تغد في دوني القناع iiفأننـي ..... طب بأخـذ الفـارس المستلئـم أثني علي بمـا عملـت iiفأننـي .... سمح مخالقتـي إذا لـم iiأضلـم إذا ظلمت فـأن ظلمـي باسـل ..... مـر مذاقتـه كطعـم العلـقـم وحليل غانيـة تركـت iiمجـدلاً ..... تمكو فريصته كشـدق الأعلـم سبقت يداي له بعاجـل طعنـة .... ورشاش نافـذة كلـون iiالعنـدم هلا سألت الخيل يابنـة مالـك ..... أن كنت جاهلة بما لـم iiتعلمـي لا تسأليني وأسئلي في صحبتي ..... يملأ يديـك تعففـي وتكرمـي إذ لا أزال على رحالة iiسابـح ..... نهـد تعـاوره الكمـاة مكـلـم طوراً يجـرد للطعـان iiوتـارة ..... يأوي إلى حصد القسي iiعرمرم يخبركم من شهد القيعـة iiأننـي ..... أغشى الوغى وأعف عند iiالمغنم ولقد ذكرتك والرمـاح iiنواهـل ..... مني وبيض الهند تقطر من iiدمي فوددت تقبيل السيـوف iiلأنهـا ..... لمعت كبارق ثغـرك iiالمبتسـم ومدجـج كـرة الكمـاة نزالـة ..... لاممعـن هربـاً ولا iiمستسلـم جادت له كفي بعاجـل iiطعنـة .... بمثقف صدق الكعـوب iiمقـوم فشككت بالرمح الأصـم iiثيابـه ..... ليس الكريم على القنا iiبمحـرم فتركته جـزر السبـاع ينشـه ..... يقضمن حسن بنائه iiوالمعصـم ومشك سابغة هتكت iiفروجهـا ...... بالسيف عن حامي الحقيقة iiمعلم ربـذ يـداه بالقـدام إذا شـتـا ..... هتاك غايـات التجـار iiملـوم لما رآنـي قـد نزلـت iiأريـده ...... أبـدى نواجـذه لغيـر iiتبسـم عهدي به مـد النهـار iiكأنمـا ...... خصب البنان ورأسه iiبالعضلـم فطعنتـه بالمـح ثـم iiعلـوتـه ..... بمهند صافـي الحديـدة مخـذم بطل كأن ثيابـه فـي iiسرحـة .... يحذي نعال السبت ليس iiبتـوأم ياشاة ما قنص لمن حلـت iiلـه ..... حرمت علي وليته لـم iiتحـرم لما رأيت القوم أقبـل iiجمعهـم .... يتذامرون كررت غيـر iiمذمـم يدعون عنتر والرمـاح iiكأنهـا ..... أشطان بئر فـي لبـان الأدهـم مازلت أرميهـم بثغـرة نحـره ..... ولبانـه حتـى تسربـل iiبالـدم فأزروا مـن وقـع iiالقنابلبانـه ..... وشكاإلـي بعبـرة iiوتحمـحـم لوكان يدري مالحاورة iiأشتكـى ..... ولكان لو علم الكـلام iiمكلمـي وقد شفى نفسي وأذهب سقمهـا ..... قيل الفوارس ويك عنتر iiأقـدم والخيل تقتحم الخبـار عوابسـاً ..... من بين شظيمة وآخـر iiشيظـم ذلل ركابي حيث شئت iiمشايعي ..... لبـى وأحفـزه بأمـر iiمبـرم ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر ..... للحرب دائرة على إبني ضمضم الشاتمي عرضي ولـم أشتمهـا ..... والناذرين إذا لم ألقمهـا iiدمـي إن يفعلا فلقـد تركـت iiأباهمـا ..... جزر السباع وكل نسر iiقشعـم
ومن قصائده ايضا : رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ رمتِ الفؤادَ مليحة ٌ عذراءُ ..... بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ مَرَّتْ أوَانَ العِيدِ بَيْنَ نَوَاهِدٍ ..... مِثْلِ الشُّمُوسِ لِحَاظُهُنَّ ظِبَاءُ فاغتالني سقمِى الَّذي في باطني .... أخفيتهُ فأذاعهُ الإخفاءُ
ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ .... ولجَّ اليومَ قومُكِ في عذابي وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ .... كما ينْمو مشيبي في شَبابي عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى ... فَني وأَْبيكِ عُمْري في العِتابِ
أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ
أُعاتِبُ دَهراً لاَ يلِينُ لعاتبِ .... وأطْلُبُ أَمْناً من صُرُوفِ النَّوائِبِ وتُوعِدُني الأَيَّامُ وعْداً تَغُرُّني .... وأعلمُ حقاً أنهُ وعدُ كاذبِ خَدَمْتُ أُناساً وَاتَّخَذْتُ أقارباً .... لِعَوْنِي وَلَكِنْ أصْبَحُوا كالعَقارِبِ | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: البـحتري الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:40 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(18 )
البـحتري شاعر من العصر العباسي الثاني اسمه الوليد بن عبد الله وكنيته أبو عبادة، ولقبه البحتري نسبة إلى جده بحتر من قبيلة طيء. ولد سنة (821 م- 205 هـ)، في بلدة منبج من أعمال حلب، وفيها نشأ وترعرع متلقيا علومه الأولى، آخذا إلى البادية صفاء اللغة وصحة الراوية الشعرية وملكة البلاغة. ترك بلده في مطلع شبابه وذهب إلى حلب حيث أحب علوة الحلبية المغنية التي ذكرها كثيرا في شعره. ومن حلب اتجه إلى حمص حيث لقي أبا تمام فتتلمذ عليه في الشعر دون أن يتأثر بنزعته إلى الفلسفة والمنطق. ولما أتقن صناعة الشعر، ذهب إلى العراق فكان موطن شهرته، وفيه اتصل بالخلفاء والوزراء وعظماء القوم. وقد لازم المتوكل وأصبح شاعر بلاطه، فأحبه كما أحبه وزيره الفتح بن خاقان، فكان ينادمهما في مجالس أنسهما. قتل المتوكل والفتح وكان البحتري حاضرا فرثى الخليفة في قصيدته المشهورة عبر بها عن عاطفته الجياشة الصادقة. قفل عائدا إلى وطنه، ولكنه حنّ إلى العراق ثانية، فعاد إليه واتصل بالخلفاء، ثم رجع آخر خلافة المعتمد إلى منبج حيث مات سنة 897 م. من قصائده أنزاعا في الحب بعد نزوع
أنَزَاعاً في الحُبّ بَعدَ نُزُوعِ، ..... وَذَهَاباً في الغَيّ بَعْدَ رُجُوعِ قَد أرَتْكَ الدّموعُ، يوْمَ تَوَلّتْ ..... ظُعُنُ الحَيّ، مَا وَرَاءَ الدّمُوعِ عَبَرَاتٌ مِلْءُ الجُفُونِ، مَرَتها ..... حُرَقٌ في الفُؤادِِ مِلْءُ الضّلُوعِ إنْ تَبِتْ وَادِعَ الضّمِيرِ فعِندي ..... نَصَبُ مِنْ عَشِيّةِ التّوْديعِ
يا بديع الحسن والقد يا بَدِيع الحُسنِ والقَدِّ .... ،بهِ وَجدِي بَديعُ يا رَبيعَ العَيْنِ إلاَّ .... أَنَّهُ مَرعىً مَنِيعُ أَنا منْ حُبِّيكَ حُمِّلتُ .... الَّذي لا أَستَطِيعُ فَإِذا باسْمِكَ نادَيتُ .... أَجابَتْني الدُّموعُ
بعدوك الحدث الجليل الواقع بعَدُوّكَ الحِدْثُ الجَليلُ الوَاقِعُ، .... وَلِمَنْ يُكَايدُكَ الحِمَامُ الفَاجِعُ قُلْنَا لَعاً لَمّا عَثَرْتَ وَلاَ تَزَلْ ..... نُوَبُ اللّيَالي وَهيَ عَنكَ رَوَاجِعُ وَلَرُبّمَا عَثَرَ الجَوَادُ وَشَأوُهُ ..... مُتَقَدّمٌ وَنَبَا الحُسَامُ القاطعُ لَنْ يَظفَرَ الأعداءُ منكَ بزَلّةٍ، .... والله دُونَكَ حَاجِزٌ وَمُدافعُ
أحاجيك هل للحب كالدار تجمع أُحاجِيكَ، هل للحُبّ كالدّارِ تَجمعُ، ..... وَللهَائِمِ الظّمْآنِ كالسَماءِِ يَنقَعُ وَهَلْ شَيّعَ الأظعانَ، بَغتاً فراقُهمْ، ..... كمُنهَلَةٍ تَدمَى جوًى، حينَ تدمَعُ أمَا رَاعَكَ الحَيُّ الحِلالُ بهَجْرِهِمْ، ..... وَهُمْ لَكَ غَدْواً، بالتّفَرّقِ، أرْوَعُ بلى، وَخَيَالٍ مِنْ قَتَيلَةَ، كُلّمَا ..... تأوّهْتُ مِنْ وَجْدٍ، تَعَرّضَ يُطمِعُ | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: حافظ إبراهيم الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:42 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(19)
حافظ إبراهيم ولد الشاعر حافظ إبراهيم سنة 1872 م من أب مصري وأم تركية على ظهر سفينة صغيرة فوق النيل. يتصف حافظ إبراهيم بثلاث صفات يرويها كل من عاشره وهي حلاوة الحديث، وكرم النفس، وحب النكتة والتنكيت. كان حافظ إبراهيم – رحمه الله – أحدى أعاجيب زمانه , ليس فقط فى جزالة شعره بل فى قوة ذاكرته التى قاومت السنين ولم يصيبها الوهن والضعف على مر 60 سنة هى عمر حافظ إبراهيم, فإنها ولا عجب إتسعت لآلاف الآلاف من القصائد العربية القديمة والحديثة ومئات المطالعات والكتب وكان بإستطاعته – بشهادة أصدقائه – أن يقرأ كتاب أو ديوان شعر كامل فى عده دقائق وبقراءة سريعة ثم بعد ذلك يتمثل ببعض فقرات هذا الكتاب أو أبيات ذاك الديوان. وروى عنه بعض أصدقائه أنه كان يسمع قارئ القرآن فى بيت خاله يقرأ سورة الكهف أو مريم او طه فيحفظ ما يقوله ويؤديه كما سمعه بالروايه التى سمع القارئ يقرأ بها. يعتبر شعره سجل الأحداث، إنما يسجلها بدماء قلبه وأجزاء روحه ويصوغ منها أدبا قيما يحث النفوس ويدفعها إلى النهضة، سواء أضحك في شعره أم بكى وأمل أم يئس، فقد كان يتربص كل حادث هام يعرض فيخلق منه موضوعا لشعره ويملؤه بما يجيش في صدره. وللأسف, مع تلك الهبة الرائعة التى قلما يهبها الله – عز وجل – لإنسان , فأن حافظ رحمه الله أصابه - ومن فترة امتدت من 1911 إلى 1932 – داء اللامباله والكسل وعدم العناية بتنميه مخزونه الفكرى وبالرغم من إنه كان رئيساً للقسم الأدبى بدار الكتب إلا أنه لم يقرأ فى هذه الفترة كتاباً واحداً من آلاف الكتب التى تذخر بها دار المعارف! الذى كان الوصول إليها يسير بالنسبه لحافظ, ولا أدرى حقيقة سبب ذلك ولكن أحدى الآراء تقول ان هذه الكتب المترامية الأطراف القت فى سأم حافظ الملل! ومنهم من قال بأن نظر حافظ بدا بالذبول خلال فترة رئاسته لدار الكتب وخاف من المصير الذى لحق بالبارودى فى أواخر أيامه. كان حافظ إبراهيم رجل مرح وأبن نكتة وسريع البديهة يملأ المجلس ببشاشته و فكاهاته الطريفة التى لا تخطأ مرماها وأيضاً تروى عن حافظ أبراهيم مواقف غريبة مثل تبذيره الشديد للمال فكما قال العقاد ( مرتب سنة فى يد حافظ إبراهيم يساوى مرتب شهر ) ووما يروى عن غرائب تبذيره أنه استأجر قطار كامل بفرده ليوصله بمفرده أيضاً إلى حلوان حيث يسكن وذلك بعد مواعيد العمل الرسمية! مثلما يختلف الشعراء فى طريقة توصيل الفكرة أو الموضوع إلى المستمعين أو القراء , كان لحافظ إبراهيم طريقته الخاصة فهو لم يكن يتمتع بقدر كبير من الخيال ولكنه أستعاض عن ذلك بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة بالأضافة أن الجميع اتفقوا على انه كان أحسن خلق الله إنشاداً للشعر. ومن أروع المناسبات التى أنشد حافظ بك فيها شعره بكفاءة هى حفلة تكريم أحمد شوقى ومبايعته أميراً للشعر فى دار الأوبرا, وأيضاً القصيدة التى أنشدها ونظمها فى الذكرى السنوية لرحيل مصطفى كامل التى خلبت الألباب وساعدها على ذلك الأداء المسرحى الذى قام به حافظ للتأثير فى بعض الأبيات,.ومما يبرهن ذلك ذلك المقال الذى نشرته أحدى الجرائد والذى تناول بكامله فن إنشاد الشعر عند حافظ. ومن الجدير بالذكر أن أحمد شوقى لم يلقى فى حياته قصيدة على ملأ من الناس حيث كان الموقف يرهبه فيتلعثم عند الإلقاء!
أقوال عن حافظ إبراهيم حافظ كما يقول عنه خليل مطران "أشبه بالوعاء يتلقى الوحى من شعور الأمة وأحاسيسها ومؤثراتها فى نفسه, فيمتزج ذلك كله بشعوره و إحساسه, فيأتى منه القول المؤثر المتدفق بالشعور الذى يحس كل مواطن أنه صدى لما فى نفسه." ويقول عنه أيضاً "حافظ المحفوظ من أفصح أساليب العرب ينسج على منوالها ويتذوق نفائس مفرادتها وإعلاق حلالها." وأيضاً "يقع إليه ديوان فيتصفحه كله وحينما يظفر بجيده يستظهره, وكانت محفوظاته تعد بالألوف وكانت لا تزال ماثلة فى ذهنه على كبر السن وطول العهد, بحيث لا يمترى إنسان فى ان هذا الرجل كان من أعاجيب الزمان." وقال عنه العقاد "مفطوراً بطبعه على إيثار الجزالة و الإعجاب بالصياغة والفحولة فى العبارة." كان أحمد شوقى يعتز بصداقه حافظ إبراهيم ويفضله على أصدقائه. و كان حافظ إبراهيم يرافقه فى عديد من رحلاته وكان لشوقى أيادى بيضاء على حافظ فساهم فى منحه لقب بك و حاول ان يوظفه فى جريدة الأهرام ولكن فشلت هذه المحاولة لميول صاحب الأهرام - وكان حينذاك من لبنان - نحو الإنجليز وخشيته من المبعوث البريطانى اللورد كرومر.
وفاته توفي حافظ ابراهيم سنة 1932 م في الساعة الخامسة من صباح يوم الخميس, وكان قد أستدعى 2 من أصحابه لتناول العشاء ولم يشاركهما لمرض أحس به. وبعد مغادرتهما شعر بوطئ المرض فنادى غلامه الذى أسرع لإستدعاء الطبيب وعندما عاد كان حافظ فى النزع الاخير وتوفى رحمه الله.ودفن في مقابر السيدة نفيسة (رضي الله عنها). وعندما توفى حافظ كان أحمد شوقى يصطاف فى الإسكندرية و بعدما بلّغه سكرتيره – أى سكرتير شوقى - بنبأ وفاة حافظ بعد ثلاث أيام لرغبة سكرتيره فى إبعاد الأخبار السيئة عن شوقي ولعلمه بمدى قرب مكانة حافظ منه, شرد شوقي لحظات ثم رفع رأسه وقال أول بيت من مرثيته لحافظ: قد كنت أوثر أن تقول رثائي .... يا منصف الموتى من الأحياء
من أشعاره سافر حافظ إبراهيم إلى سوريا، وعند زيارته للمجمع العلمي بدمشق قال هذين البيتين: شكرت جميل صنعكم بدمعي .... ودمع العين مقياس الشعور لاول مرة قد ذاق جفني .... - على ما ذاقه - دمع السرور
لاحظ الشاعر مدى ظلم المستعمر وتصرفه بخيرات بلاده فنظم قصيدة بعنوان الامتيازات الأجنبية، ومما جاء فيها: سكتُّ فأصغروا أدبي .... وقلت فاكبروا أربي يقتلنا بلا قود .... ولا دية ولا رهب ويمشي نحو رايته .... فنحميه من العطب فقل للفاخرين: أما ... لهذا الفخر من سبب؟ أروني بينكم رجلا .... ركينا واضح الحسب أروني نصف مخترع .... أروني ربع محتسب؟ أروني ناديا حفلا .... بأهل الفضل والأدب؟ وماذا في مدارسكم .... من التعليم والكتب؟ وماذا في مساجدكم .... من التبيان والخطب؟ وماذا في صحائفكم .... سوى التمويه والكذب؟ حصائد ألسن جرّت .... إلى الويلات والحرب فهبوا من مراقدكم .... فإن الوقت من ذهب
وله قصيدة عن لسانه صديقه يرثي ولده، وقد جاء في مطلع قصيدته: ولدي، قد طال سهدي ونحيبي .... جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟ جئت أروي بدموعي مضجعا .... فيه أودعت من الدنيا نصيبي
ويجيش حافظ إذ يحسب عهد الجاهلية أرفق حيث استخدم العلم للشر، وهنا يصور موقفه كإنسان بهذين البيتين ويقول: ولقد حسبت العلم فينا نعمة .... تأسو الضعيف ورحمة تتدفق فإذا بنعمته بلاء مرهق ..... وإذا برحمته قضاء مطبق
ومن شعره أيضاً: كم مر بي فيك عيش لست أذكره .... ومر بي فيك عيش لست أنساه ودعت فيك بقايا ما علقت به .... من الشباب وما ودعت ذكراه أهفو إليه على ما أقرحت كبدي .... من التباريج أولاه وأخراه لبسته ودموع العين طيعة .... والنفس جياشة والقلب أواه فكان عوني على وجد أكابده .... ومر عيش على العلات ألقاه إن خان ودي صديق كنت أصحبه .... أو خان عهدي حبيب كنت أهواه قد أرخص الدمع ينبوع الغناء به .... وا لهفتي ونضوب الشيب أغلاه كم روح الدمع عن قلبي وكم غسلت .... منه السوابق حزنا في حناياه قالوا تحررت من قيد الملاح فعش ..... حرا ففي الأسر ذلّ كنت تأباه فقلت يا ليته دامت صرامته .... ما كان أرفقه عندي وأحناه بدلت منه بقيد لست أفلته .... وكيف أفلت قيدا صاغه الله أسرى الصبابة أحياء وإن جهدوا .... أما المشيب ففي الأموات أسراه
وقال: والمال إن لم تدخره محصنا .... بالعلم كان نهاية الإملاق والعلم إن لم تكتنفه شمائل .... تعليه كان مطية الإخفاق لا تحسبن العلم ينفع وحده .... ما لم يتوج ربه بخلاق من لي بتربية النساء فإنها .... في الشرق علة ذلك الإخفاق الأم مدرسة إذا أعددتها .... أعددت شعبا طيب الأعراق الأم روض إن تعهده الحيا .... بالسري أورق أيما إيراق اللأم أستاذ الأساتذة الألى .... شغلت مآثرهم مدى الآفاق أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا .... بين الرجال يجلن في الأسواق يدرجن حيث أرَدن لا من وازع .... يحذرن رقبته ولا من واقي يفعلن أفعال الرجال لواهيا .... عن واجبات نواعس الأحداق في دورهن شؤونهن كثيرة .... كشؤون رب السيف والمزراق تتشكّل الأزمان في أدوارها .... دولا وهن على الجمود بواقي فتوسطوا في الحالتيسن وأنصفوا .... فالشر في التّقييد والإطلاق ربوا البنات على الفضيلة إنها ... في الموقفين لهن خير وثاق وعليكم أن تستبين بناتكم .... نور الهدى وعلى الحياء الباقي | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: إبراهيم ناجي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:43 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(20)
إبراهيم ناجي
ولد الشاعر إبراهيم ناجي في حي شبرا بالقاهرة في اليوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر في عام 1898، وكان والده مثقفاً مما أثر كثيراً في تنمية موهبته وصقل ثقافته، وقد تخرج الشاعر من مدرسة الطب في عام 1922، وعين حين تخرجه طبيباً في وزارة المواصلات ، ثم في وزارة الصحة ، ثم مراقباً عاماً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
- وقد نهل من الثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
- بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 عندما بدأ يترجم بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبولو عام 1932م التي أفرزت نخبة من الشعراء المصريين والعرب استطاعوا تحرير القصيدة العربية الحديثة من الأغلال الكلاسيكية والخيالات والإيقاعات المتوارثة .
- وقد تأثر ناجي في شعره بالاتجاه الرومانسي كما اشتهر بشعره الوجداني ، وكان وكيلاً لمدرسة أبوللو الشعرية ورئيساً لرابطة الأدباء في مصر في الأربعينيات من القرن العشرين .
وقد قام ناجي بترجمة بعض الأشعار عن الفرنسية لبودلير تحت عنوان أزهار الشر، وترجم عن الإنكليزية رواية الجريمة والعقاب لديستوفسكي، وعن الإيطالية رواية الموت في إجازة، كما نشر دراسة عن شكسبير، وقام بإصدار مجلة حكيم البيت ، وألّف بعض الكتب الأدبية مثل مدينة الأحلام وعالم الأسرة وغيرهما.
- واجه نقداً عنيفاً عند صدور ديوانه الأول من العقاد وطه حسين معاً ، ويرجع هذا إلى ارتباطه بجماعة أبولو وقد وصف طه حسين شعره بأنه شعر صالونات لا يحتمل أن يخرج إلى الخلاء فيأخذه البرد من جوانبه ، وقد أزعجه هذا النقد فسافر إلى لندن وهناك دهمته سيارة عابرة فنقل إلى مستشفى سان جورج وقد عاشت هذه المحنة في أعماقه فترة طويلة حتى توفي في الرابع والعشرين من شهر مارس في عام 1953.
- وقد صدرت عن الشاعر إبراهيم ناجي بعد رحيله عدة دراسات مهمة، منها: إبراهيم ناجي للشاعر صالح جودت ، وناجي للدكتورة نعمات أحمد فؤاد ، كما كتبت عنه العديد من الرسائل العلمية بالجامعات المصرية .
ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها أم كلثوم ولحنها الموسيقار الراحل رياض السنباطي .
ومن دواوينه الشعرية : وراء الغمام (1934) ، ليالي القاهرة (1944)، في معبد الليل (1948) ، الطائر الجريح (1953) ، وغيرها . كما صدرت أعماله الشعرية الكاملة في عام 1966 بعد وفاته عن المجلس الأعلى للثقافة.
من قصائده : ذات مساء وانتحينا معا مكاناً قصياً .... نتهادى الحديث أخذاً وردّا سألتني مللتنا أم تبدلتَ .... سوانا هوىً عنفياً ووجدا قلت هيهات! كم لعينيكِ عندي .... من جميلٍ كم بات يهدى ويسدى انا ما عشت أدفع الدين شوقا ..... وحنينا إلى حماكِ وسهدا وقصيداً مجلجلاً كل بيتٍ ..... خلفَه ألفُ عاصفٍ ليس يهدا ذاك عهدي لكل قلبك لم يقض .... ديونَ الهوى ولم يرعَ عهدا والوعودُ التي وعدتِ فؤادي .... لا أراني أعيش حتى تؤدَّى
تحليل قبلة ولما ألتقينا بعد نأي وغربة ..... شجيين فاضا من أسى وحنين تسائلني عيناك عن سالف الهوى .... بقلبي وتستقضي قديم ديون فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي .... وأن من الكتمان أيّ أنين يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل ...... أجود له بالروح غيرَ ضنين إذا كنت في شك سلي القبلة التي ..... أذاعت من الأسرار كل دفين مناجاة أشواق وتجديد موثق ..... وتبديد أوهام وفض ظنون وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح ..... وتسهيد أجفان وصبر سنين
عتاب هجرت فلم نجد ظلاً يقينا ..... أحلماً كان عطفك أم يقينا أهجراً في الصبابة بعد هجر .... أرى أيامه لا ينتهينا لقد أسرفت فيه وجرت حتى .... على الرمق الذي أبقيت فينا كأن قلوبنا خلقت لأمر ..... فمذ أبصرن من نهوى نسينا شغلن عن الحياة ونمن عنها .... وبتن بمن نحب موكلينا فإن ملئت عروق من دماءٍ .... فأنا قد ملأناها حنينا
الفراق يا ساعة الحسرات والعبرات ..... أعصفت أم عصف الهوى بحياتي ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي .... وطغى على سُبُلي وسد جهاتي من أي حصن قد نزعت كوامنا .... من أدمعي استعصمن خلف ثباتي حطمت من جبروتهن فقلن لي .... أزف الفراق فقلت ويحك هاتي | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: محمود سامي البارودي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:44 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(21)
محمود سامي البارودي ولد محمود سامي البارودي بالقاهرة في (27من رجب 1255 هـ = 6 من أكتوبر 1839م) لأبوين من الجراكسة، وجاءت شهرته بالبارودي نسبة إلى بلدة "إيتاي البارود" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر، وكان أحد أجداده ملتزمًا لها ويجمع الضرائب من أهلها.
نشأ البارودي في أسرة على شيء من الثراء والسلطان، فأبوه كان ضابطًا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُين مديرًا لمدينتي "بربر" و"دنقلة" في السودان، ومات هناك، وكان ابنه محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.
تلقى البارودي دروسه الأولى في بيته، فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف، ودرس شيئًا من الفقه والتاريخ والحساب، ثم التحق وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية سنة (1268هـ = 1852م)، وفي هذه الفترة بدأ يظهر شغفًا بالشعر العربي وشعرائه الفحول، وبعد أربع سنوات من الدراسة تخرّج برتبة "باشجاويش" ثم سافر إلى إستانبول مقر الخلافة العثمانية، والتحق بوزارة الخارجية، وتمكن في أثناء إقامته من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من أشعارهما، ودعته سليقته الشعرية المتوهجة إلى نظم الشعر بهما كما ينظم بالعربية، ولما سافر الخديوي إسماعيل إلى العاصمة العثمانية بعد توليه العرش ليقدم آيات الشكر للخلافة، ألحق البارودي بحاشيته، فعاد إلى مصر بعد غيبة طويلة امتددت ثماني سنوات، ولم يلبث أن حنّ البارودي إلى حياة الجندية، فترك معية الخديوي إلى الجيش برتبة بكباشي.
حياة الجندية وفي أثناء عمله بالجيش اشترك في الحملة العسكرية التي خرجت سنة (1282 هـ = 1865م) لمساندة جيش الخلافة العثمانية في إخماد الفتنة التي نشبت في جزيرة "كريت"، وهناك أبلى البارودي بلاء حسنًا، وجرى الشعر على لسانه يتغنى ببلده الذي فارقه، ويصف جانبًا من الحرب التي خاض غمارها، في رائعة من روائعه الخالدة التي مطلعها:
أخذ الكرى بمعاقد الأجفان ..... وهفا السرى بأعنة الفرسان والليل منشور الذوائب ضارب ..... فوق المتالع والربا بجران لا تستبين العين في ظلماته ..... إلا اشتعال أسِنَّة المران
وبعد عودة البارودي من حرب كريت تم نقله إلى المعية الخديوية ياورًا خاصًا للخديوي إسماعيل، وقد ظل في هذا المنصب ثمانية أعوام، ثم تم تعيينه كبيرًا لياوران ولي العهد "توفيق بن إسماعيل" في (ربيع الآخر 1290هـ = يونيو 1873م)، ومكث في منصبه سنتين ونصف السنة، عاد بعدها إلى معية الخديوي إسماعيل كاتبًا لسره (سكرتيرًا)، ثم ترك منصبه في القصر وعاد إلى الجيش.
ولما استنجدت الدولة العثمانية بمصر في حربها ضد روسيا ورومانيا وبلغاريا والصرب، كان البارودي ضمن قواد الحملة الضخمة التي بعثتها مصر، ونزلت الحملة في "وارنة" أحد ثغور البحر الأسود، وحاربت في "أوكرانيا" ببسالة وشجاعة، غير أن الهزيمة لحقت بالعثمانيين، وألجأتهم إلى عقد معاهدة "سان استفانوا" في (ربيع الأول 1295هـ = مارس 1878م)، وعادت الحملة إلى مصر، وكان الإنعام على البارودي برتبة "اللواء" والوسام المجيدي من الدرجة الثالثة، ونيشان الشرف؛ لِمَا قدمه من ضروب الشجاعة وألوان البطولة.
العمل السياسي بعد عودة البارودي من حرب البلقان تم تعيينه مديرًا لمحافظة الشرقية في (ربيع الآخر 1295هـ = إبريل 1878م)، وسرعان ما نقل محافظًا للقاهرة، وكانت مصر في هذه الفترة تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، بعد أن غرقت البلاد في الديون، وتدخلت إنجلترا وفرنسا في توجيه السياسة المصرية، بعد أن صار لهما وزيران في الحكومة المصرية، ونتيجة لذلك نشطت الحركة الوطنية وتحركت الصحافة، وظهر تيار الوعي الذي يقوده "جمال الدين الأفغاني" لإنقاذ العالم الإسلامي من الاستعمار، وفي هذه الأجواء المشتعلة تنطلق قيثارة البارودي بقصيدة ثائرة تصرخ في أمته، توقظ النائم وتنبه الغافل، وهي قصيدة طويلة، منها:
جلبت أشطر هذا الدهر تجربة ..... وذقت ما فيه من صاب ومن عسل فما وجدت على الأيام باقية ..... أشهى إلى النفس من حرية العمل لكننا غرض للشر في زمن ..... أهل العقول به في طاعة الخمل قامت به من رجال السوء طائفة .... أدهى على النفس من بؤس على ثكل ذلت بهم مصر بعد العز واضطربت ..... قواعد الملك حتى ظل في خلل
وبينما كان محمد شريف باشا رئيس مجلس النظار يحاول أن يضع للبلاد دستورًا قويمًا يصلح أحوالها ويرد كرامتها، فارضًا على الوزارة مسؤوليتها على كل ما تقوم به أمام مجلس شورى النواب، إذا بالحكومة الإنجليزية والفرنسية تكيدان للخديوي إسماعيل عند الدولة العثمانية لإقصائه الوزيرين الأجنبيين عن الوزارة، وإسناد نظارتها إلى شريف باشا الوطني الغيور، وأثمرت سعايتهما، فصدر قرار من الدولة العثمانية بخلع إسماعيل وتولية ابنه توفيق.
ولما تولّى الخديوي توفيق الحكم سنة (1296هـ = 1879م) أسند نظارة الوزارة إلى شريف باشا، فأدخل معه في الوزارة البارودي ناظرًا للمعارف والأوقاف، ونرى البارودي يُحيّي توفيقًا بولايته على مصر، ويستحثه إلى إصدار الدستور وتأييد الشورى، فيقول:
سن المشورة وهي أكرم خطة ..... يجري عليها كل راع مرشد هي عصمة الدين التي أوحى بها .... رب العباد إلى النبي محمد فمن استعان بها تأيد ملكه ..... ومن استهان بها لم يرشد
غير أن "توفيق" نكص على عقبيه بعد أن تعلقت به الآمال في الإصلاح، فقبض على جمال الدين الأفغاني ونفاه من البلاد، وشرد أنصاره ومريديه، وأجبر شريف باشا على تقديم استقالته، وقبض هو على زمام الوزارة، وشكلها تحت رئاسته، وأبقى البارودي في منصبه وزيرًا للمعارف والأوقاف، بعدها صار وزيرًا للأوقاف في وزارة رياض.
وقد نهض البارودي بوزارة الأوقاف، ونقح قوانينها، وكون لجنة من العلماء والمهندسين والمؤرخين للبحث عن الأوقاف المجهولة، وجمع الكتب والمخطوطات الموقوفة في المساجد، ووضعها في مكان واحد، وكانت هذه المجموعة نواة دار الكتب التي أنشأها "علي مبارك"، كما عُني بالآثار العربية وكون لها لجنة لجمعها، فوضعت ما جمعت في مسجد الحاكم حتى تُبنى لها دار خاصة، ونجح في أن يولي صديقه "محمد عبده" تحرير الوقائع المصرية، فبدأت الصحافة في مصر عهدًا جديدًا.
ثم تولى البارودي وزارة الحربية خلفًا لرفقي باشا إلى جانب وزارته للأوقاف، بعد مطالبة حركة الجيش الوطنية بقيادة عرابي بعزل رفقي، وبدأ البارودي في إصلاح القوانين العسكرية مع زيادة رواتب الضباط والجند، لكنه لم يستمر في المنصب طويلاً، فخرج من الوزارة بعد تقديم استقالته (25 من رمضان 1298 = 22 من أغسطس 1881م)؛ نظرًا لسوء العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء، الذي دس له عند الخديوي.
وزارة الثورة عاد البارودي مرة أخرى إلى نظارة الحربية والبحرية في الوزارة التي شكلها شريف باشا عقب مظاهرة عابدين التي قام بها الجيش في (14 من شوال 1298 هـ = 9 من سبتمبر 1881م)، لكن الوزارة لم تستمر طويلاً، وشكل البارودي الوزارة الجديدة في (5 من ربيع الآخر 1299هـ = 24 من فبراير 1882م) وعين "أحمد عرابي" وزيرًا للحربية، و"محمود فهمي" للأشغال؛ ولذا أُطلق على وزارة البارودي وزارة الثورة؛ لأنها ضمت ثلاثة من زعمائها.
وافتتحت الوزارة أعمالها بإعداد الدستور، ووضعته بحيث يكون موائمًا لآمال الأمة، ومحققًا أهدافها، وحافظا كرامتها واستقلالها، وحمل البارودي نص الدستور إلى الخديوي، فلم يسعه إلا أن يضع خاتمه عليه بالتصديق، ثم عرضه على مجلس النواب.
الثورة العرابية تم كشف مؤامرة قام بها بعض الضباط الجراكسة لاغتيال البارودي وعرابي، وتم تشكيل محكمة عسكرية لمحاكمة المتهمين، فقضت بتجريدهم من رتبهم ونفيهم إلى أقاصي السودان، ولمّا رفع "البارودي" الحكم إلى الخديوي توفيق للتصديق عليه، رفض بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا، فغضب البارودي، وعرض الأمر على مجلس النظار، فقرر أنه ليس من حق الخديوي أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فاجتمع أعضاؤه في منزل البارودي، وأعلنوا تضامنهم مع الوزارة، وضرورة خلع الخديوي ومحاكمته إذا استمر على دسائسه.
انتهزت إنجلترا وفرنسا هذا الخلاف، وحشدتا أسطوليهما في الإسكندرية، منذرتين بحماية الأجانب، وقدم قنصلاهما مذكرة في (7 من رجب 1299هـ = 25 من مايو 1882م) بضرورة استقالة الوزارة، ونفي عرابي، وتحديد إقامة بعض زملائه، وقد قابلت وزارة البارودي هذه المطالب بالرفض في الوقت الذي قبلها الخديوي توفيق، ولم يكن أمام البارودي سوى الاستقالة، ثم تطورت الأحداث، وانتهت بدخول الإنجليز مصر، والقبض على زعماء الثورة العرابية وكبار القادة المشتركين بها، وحُكِم على البارودي وستة من زملائه بالإعدام، ثم خُفف إلى النفي المؤبد إلى جزيرة سرنديب.
البارودي في المنفى أقام البارودي في الجزيرة سبعة عشر عامًا وبعض عام، وأقام مع زملائه في "كولومبو" سبعة أعوام، ثم فارقهم إلى "كندي" بعد أن دبت الخلافات بينهم، وألقى كل واحد منهم فشل الثورة على أخيه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.
وطوال هذه الفترة قال قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، واشتدت وطأة المرض عليه، ثم سُمح له بالعودة بعد أن تنادت الأصوات وتعالت بضرورة رجوعه إلى مصر، فعاد في (6 من جمادى الأولى 1317هـ = 12من سبتمبر 1899م).
شعر البارودي يعد البارودي رائد الشعر العربي في العصر الحديث؛ حيث وثب به وثبة عالية لم يكن يحلم بها معاصروه، ففكّه من قيوده البديعية وأغراضه الضيقة، ووصله بروائعه القديمة وصياغتها المحكمة، وربطه بحياته وحياة أمته.
وهو إن قلّد القدماء وحاكاهم في أغراضهم وطريقة عرضهم للموضوعات وفي أسلوبهم وفي معانيهم، فإن له مع ذلك تجديدًا ملموسًا من حيث التعبير عن شعوره وإحساسه، وله معان جديدة وصور مبتكرة.
وقد نظم الشعر في كل أغراضه المعروفة من غزل ومديح وفخر وهجاء ورثاء، مرتسمًا نهج الشعر العربي القديم، غير أن شخصيته كانت واضحة في كل ما نظم؛ فهو الضابط الشجاع، والثائر على الظلم، والمغترب عن الوطن، والزوج الحاني، والأب الشفيق، والصديق الوفي.
وترك ديوان شعر يزيد عدد أبياته على خمسة آلاف بيت، طبع في أربعة مجلدات، وقصيدة طويلة عارض بها البوصيري، أطلق عليها "كشف الغمة"، وله أيضًا "قيد الأوابد" وهو كتاب نثري سجل فيه خواطره ورسائله بأسلوب مسجوع، و"مختارات البارودي" وهي مجموعة انتخبها الشاعر من شعر ثلاثين شاعرًا من فحول الشعر العباسي، يبلغ نحو 40 ألف بيت.
وفاته بعد عودته إلى القاهرة ترك العمل السياسي، وفتح بيته للأدباء والشعراء، يستمع إليهم، ويسمعون منه، وكان على رأسهم شوقي وحافظ ومطران، وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم "مدرسة النهضة" أو "مدرسة الأحياء".
ولم تطل الحياة بالبارودي بعد رجوعه، فلقي ربه في (4 من شوال 1322هـ = 12 من ديسمبر 1904م).
من قصائده : قلدتُ جيدَ المعالى ِ حلية َ الغزلِ يأبى لى َ الغى َّ لا يميلُ بهِ ..... عَنْ شِرْعَة ٍ الْمَجْدِ سِحْرُ الأَعْيُنِ النُّجُلِ أَهِيمُ بِالْبِيضِ فِي الأَغْمَادِ بَاسِمَة .... عنْ غرة ِ النصرِ ، لا بالبيضِ في الكللِ وَقُلْتُ فِي الْجِدِّ مَا أَغْنَى عَنِ الْهَزَلِ .... في لذة ِ الصحوِ ما يغنى عنِ الثملِ كمْ بينَ منتدبٍ يدعو لمكرمة .... وَبَيْنَ مُعْتَكِفٍ يَبْكِي عَلَى طَلَلِ
مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ مَضَى اللَّهْوُ، إِلاَّ أَنْ يُخَبَّرَ سَائِلُ .... وَوَلَّى الصِّبَا إِلاَّ بَوَاقٍ قَلاَئِلُ بواقٍ تماريها أفانينُ لوعة .... يورثها فكرٌ على النأي شاغلُ فللشوقِ منى عبرة ٌ مهراقة ..... وَخَبْلٌ إِذَا نَامَ الْخَلِيُّونَ خَابِلُ أَلِفْتُ الضَّنَى إِلْفَ السُّهَادِ، فَلَوْ سَرَى ... بِيَ الْبُرْءُ غَالَتْنِي لِذَاكَ الْغَوَائِلُ
يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ! يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ! .... خذْ لي بحقي منْ يديْ ماصلي جَارَ عَلَى ضَعْفِي بِسُلْطَانِهِ .... وَمَا رَثَى لِلْمَدْمَعِ الْهَاطِلِ أجرجني عما حوتهُ يدي .... مِنْ كَسْبِيَ الْحُرِّ بِلا نَاطِلِ مِنْ غَيْرِ مَا ذَنْبٍ، سِوَى مَنْطِقٍ ... ذي رونقٍ ، كالصارمِ القاطلِ
لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا لاَ تَرْكَنَنَّ إِلَى الزَّمَانِ؛ فَرُبَّمَا .... خدعتْ مخيلتهُ الفؤادَ الغافلا وَ اصبرْ على ما كانَ منهُ ؛ فكلما ... ذهبَ الغداة َ أتى العشية َ قافلا كفلَ الشقاءَ لمنْ أناخَ بربعهِ .... وَ كفى ابنَ آدمَ بالمصائبِ كافلا يَمْشِي الضَّرَاءَ إِلَى النُّفُوسِ، وَتَارَة .... يسعى لها بينَ الأسنة ِ رافلا | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: أحمد عبد المعطي حجازي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(22)
أحمد عبد المعطي حجازي
أحمد عبدالمعطي حجازي (مصر). ولد عام 1935 بمدينة تلا - محافظة المنوفية - مصر. حفظ القرآن الكريم, وتدرج في مراحل التعليم حتي حصل على دبلوم دار المعلمين 1955 , ثم حصل على ليسانس الاجتماع من جامعة السوربون الجديدة 1978, ودبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي 1979 . عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بجامعاتها ثم عاد إلى القاهرة لينضم إلى أسرة تحرير (الأهرام). ويرأس تحرير مجلة (إبداع). عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة, والمنظمة العربية لحقوق الإنسان. دعي لإلقاء شعره في المهرجانات الأدبية, كما أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية, ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر. دواوينه الشعرية: مدينة بلا قلب 1959 - أوراس 1959 - لم يبق إلا الاعتراف 1965 - مرثية العمر الجميل 1972 - كائنات مملكة الليل 1978 - أشجار الإسمنت 1989 . مؤلفاته: منها: محمد وهؤلاء - إبراهيم ناجي - خليل مطران - حديث الثلاثاء - الشعر رفيقي - مدن الآخرين - عروبة مصر - أحفاد شوقي. حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية 1989 . ترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية وغيرها. عنوانه: 95 شارع الحجاز ـ مصر الجديدة ـ القاهرة.
من قصائده كائنات مملكة الليل نا إلهُ الجنسِ والخوفِ.. وآخرُ الذكور (أظنها التقوى وليس الخوفَ أو أني أرد الخوف بالذكرى فأستحضر في الظلمة آبائي وأستعرض في المرآة أعضائي وألقي رأسيَ المخمور في شقشقة الماء الطهور). تركت مخبئي لألقي نظرة على بلادي ليس هذا عطشاً للجنس, إنني أؤدي واجباً مقدساً وأنتِ لستِ غيرَ رمزي فاتبعيني. لم يعد من مجد هذه البلاد غير حانةٍ ولم يبق من الدولة إلا رجل الشرطة يستعرض في الضوء الأخير ظله الطويل تارة وظله القصير!
****
أنسج ظلي حفرة أنسج ظلي شبكه أقبع في بؤرتها المُحْلَوْلكه بعد قليل ينطفي الضوء, وتمتد خيوط الشبكه تمسك رِجلَ الملكه! في الليل كان الصيف نائماً. لماذا لم نعد نشهد في حديقة الأرملة الشابة زواراً? لماذا لم تعد تهبُّ في أجسادنا رائحة الفل, ويمشي عطرها الفاتر في مسامِّنا?! في الليل كان الصيف, في حديقةٍ ما, نائماً عريان كان رائعاً بمعزلٍ عنا بعيداً كصبي صار في غيبتنا شاباً جميلا يعبر الآن بنا ولا يرانا آه ! كان الصيف يملأ الشهور من غير أن يلمسنا! تلك عناقيد الندى ترشح في أرنبة الأنف وفي تُويْجة النهد الصغير والجسدُ الورديُّ يستلقي على عشب السرير والفراشاتُ على الأغصان زهرٌ عالقٌ وعتمة البستان لون نائم فأمكنيني منكِ يا مليكتي إنّ أكُفَّ شجر الصبار برعمت وكاد الليل ينتهي وما زلنا نطير! أنسج ظلي برعما وكائنات شبقه أبحث عن مليكتي في غيمة أو صاعقهْ أطبع قبلتي على.. خدودها المحترقهْ منتظراً نهايتي منتظراً قيامتي فراشة, أو يرقهْ!
****
آهٍ من الفل الذي يعبق في واجهة الدار من الضوء الذي يشع كالماسات في مفارق النخل من الظل الذي يلعق في الماء تجاويف الصخور! من اليمامات التي تهدل في الذكرى وتستوحي جمالنا المحجّب الأسير! من قطرة الماء التي ترشح في آنية الماء كوجهٍ من نقاءٍ خالصٍ يطلع في الصمت, وفي الظل القرير يعشق في المرآة ذاته سويعات الهجير! آهٍ من الموت الذي يظهر في رابعة النهار لصاً فاتناً فتخرج النساء ينظرن إليه والهاتٍ..
****
ويعرّين له في وهج الشمس الصدور والنحور! الليل أنثى في انتظاري. هذه مدينة عطشى إلى الحب أشم عطرها كأنه مُواء قطة أرى رقدتها في اللؤلؤ المنثور في حدائق الديجور آهٍ ! كيف صار كل هذا الحسن مهجوراً وملقى في الطريق العام يستبيحه الشرطي والزاني! كأني صرت عِنِّيناً فلم أجب نداءها الحميم المستجير تلك هي الريح العقور أحسها تقوم سداً بين كل ذكر وأنثى إنها السم الذي يسقط بين الأرض والغيم وبين الدم والوردة بين الشِّعر والسيف وبين الله والأمة بين شهوة الموت وشهوة الحضور!
كان لي قلب ! لى المرآة بعض غبار و فوق المخدع البالي ، روائح نوم و مصباح .. صغير النار و كلّ ملامح الغرفة كما كانت ، مساء القبلة الأولى و حتّى الثوب ، حتّى الثوب و كنت بحافّة المخدع تردّين انبثاقة نهدك المترع وراء الثوب و كنت ترين في عيني حديثا .. كان مجهولا و تبتسمين في طيبة و كان وداع ، جمعت اللّيل في سمتي ، و لفّقت الوجوم الرحب في صمتي ، و في صوتي ، و قلت .. وداع ! و أقسم ، لم أكن صادق و كان خداع ! و لكنّي قرأت رواية عن شاعر عاشق أذلّته عشيقته ، فقال .. وداع ! و لكن أنت صدقت !
***
و جاء مساء و كنت عل الطريق الملتوي أمشي و قريتنا .. بحضن المغرب الشفقي ، رؤى أفق مخادع التلوين و النقش تنام على مشارفها ظلال نخيل و مئذنة .. تلوّي ظلّها في صفحة الترعه رؤى مسحورة تمشي و كنت أرى عناق الزهر للزهر و أسمع غمغمات الطير للطير و أصوات البهائم تختفي في مدخل القرية و في روائح خصب ، عبير عناق ، و رغبة كائنين اثنين أن يلدا و نازعني إليك حنين و ناداني إلى عشّك ، إلى عشّي ، طريق ضمّ أقدامي ثلاث سنين و مصباح ينوّر بابك المغلق و صفصافه على شبّاكك الحرّان هفهافه و لكنّي ذكرت حكاية الأمس ، سمعت الريح يجهشّ في ذرى الصفصاف ، يقول .. وداع !
***
ملاكي ! طيري الغائب ! حزمت متاعي الخاوي إلى اللّقمة وفت سنيني العشرين في دربك و حنّ عليّ ملّاح ، و قال .. أركب ! فألقيت المتاع ، و نمت في المركب و سبعة أبحر بيني و بين الدار أواجه ليلي القاسي بلا حبّ ، و أحسد من لهم أحباب ، و أمضي .. في فراغ ، بارد ، مهجور غريب في بلاد تأكل الغرباء و ذات مساء ، و عمر وداعنا عامان ، طرقت نوادي الأصحاب ، لم أعثر على صاحب ! و عدت .. تدعني الأبواب ، و البوّاب ، و الحاجب ! يدحرجني امتداد طريق طريق مقفر شاحب ، لآخر مقفر شاحب ، تقوم على يديه قصور و كان الحائط العملاق يسحقني ، و يخنقني و في عيني ... سؤال طاف يستجدي خيال صديق ، تراب صديق و يصرخ .. إنّني وحدي و يا مصباح ! مثلك ساهر وحدي و بعت صديقتي .. بوداع !
***
ملاكي ! طيري الغائب ! تعالي .. قد نجوع هنا ، و لكنّا هنا اثنان ! و نعرى في الشتاء هنا ، و لكنّا هنا اثنان تعالي يا طعام العمر ! ودفء العمر ! تعالي لي ! | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: الشاعر عمر أبو ريشة الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(23)
الشاعر عمر أبو ريشة
ولد عمر أبو ريشة في منبج بلدة أبي فراس الحمداني في سوريا عام 1910م ونشأ يتيما وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب .أكمل دراسته الجامعية في بيروت في الجامعة الأمريكية حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1930م ثم أكمل دراسته في لندن في صناعة النسيج ، وهناك قام بدعوة واسعة للدين الإسلامي بلندن .
ثار على بعض الأوضاع السياسية في بلادة بعد الاستقلال وامن بوحدة الوطن العربي وانفعل بأحداث الأمة العربية بشدة
شغل عدة مناصب : · عضو المجمع العلمي العربي دمشق · عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودي جانيرو · عضو المجمع الهندي للثقافة العالمية · وزير سوريا المفوض في البرازيل 1949 م 1953 م · وزير سوريا المفوض للأرجنتين والتشيلي 1953 م 1954 م · سفير سوريا في الهند 1954 م 1958 م · سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م 1959 م · سفير الجمهورية المتحدة للنمسا 1959 م 1961م · سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م 1963م · سفير سوريا للهند 1964 م 1970 م
· يحمل الوشاح البرازيلي والوشاح الأرجنتيني والوشاح النمساوي والوسام اللبناني برتبة ضابط أكبر والوسام السوري من الدرجة الأولى وآخر وسام ناله وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وقد منحه إياه الرئيس اللبناني إلياس الهراوي . شردته الكلمة اثنين وعشرين عاما في مشارق الأرض ومغاربها وهذا شأن كل صاحب كلمة .
وتُوفي رحمه الله في الرياض عام 1990 م .
من قصائده هكذا تقتحم القدس صـاح يـا عبد فرف الطيب .... واستعر الكأس وضج المضجع مـنتهى دنـياه نـهد شرس .... وفـم سـمح وخـصر طـيع بــدوي أورق الـصخر لـه .... وجـرى بـالسلسبيل الـبلقع فـإذا الـنخوة والـكبر على .... تـرف الأيـام جـرح موجع هـانت الـخيل على فرسانها .... وانـطوت تلك السيوف القطع والـخيام الـشم مالت وهوت .... وعـوت فـيها الرياح الأربع قال يا حسناء ما شئت اطلبي .... فـكـلانا بـالـغوالي مـولع
عودي قـالت مـللتك اذهـب لست نادمة .... عـلى فـراقك إن الـحب ليس لنا سـقيتك الـمر من كاسي شفيت بها .... حقدي عليك وما لي عن شقاك غنى لـن أشـتهي بـعد هذا اليوم أمنية .... لـقد حـملت إلـيها الـنعش والكفنا قـالت وقـالت ولم أهمس بمسمعها .... ما ثار من غصصي الحرى وما سكنا تـركت حـجرتها والدفء منسرحا .... والـعطر مـنسكبا والـعمر مرتهنا وسـرت في وحشتي والليل ملتحف .... بالزمهرير وما في الأفق ومض سنا ولـم أكـد اجتلي دربي على حدس .... وأسـتلين عـليه الـمركب الخشنا حـتى سـمعت ورائي رجع زفرتها .... حـتى لـمست حـيالي قـدها اللدنا نـسيت مـا بـي هـزتني فجاءتها .... وفـجرت مـن حـناني كل ما كمنا وصـحت يـا فـتنتي ما تفعلين هنا .... الـبرد يـؤذيك عودي لن أعود أنا
حنين لا تـغني فـإن حـشرجة الميت .... وجـهش الـنعاة فـي مـسمعيّا أتـغـنين ذكـريـاتي وكـانت .... كـوثرا فـي فـم الـزمان شهيا يوم أسقى من راحة الوحي خمري .... وأصـوغ الـحياة شـعرا نـديا وأرى تـوبـة الـزمان بـعينيك .... فـأنـسى مـا قـد أسـاء إلـيّا أسـمعيني عـلى أنـين الأماني .... مـن عثار الـشباب لحنا شجيا أوجـوم فـيم الوجوم منى النفس .... وفـيم الـذهول يـكسو الـمحيا أتـرامت عـليك أشـباح ذكرى .... تـترك الـحب يـا هلوك حييّا حـولي ناظريك عني فما أسطيع .... أجـلـو ســرا هـناك خـفيا ويـح نـفسي ما للعواصف تخبو .... ويـفت الـخذلان فـي سـاعديّا أنـا طـفل الحياة يا ضلة الروح .... فـعفوا إن جـئت أمـرا فـريا فـبليني فـقد شـعرت بـروحي ..... وثـبت وارتـمت عـلى شـفتيّا لـست أنـت الـتي أضـمك بل ..... دنـيـا فـتون وعـالما عـلويا أتـبسمت بـعد صـمت رهيب .... كـان يـدوي فـي مسمعيا دويا؟ خـدريني بـنغمة تـقتل الـيأس .... وتـهـمي بـالـمسكرات عـليا حـسنا تـفعلين غـني أعـيدي .... اخـفضي الـصوت تـمتميه إليّا اتـركيني عـلى ذراعـك أغفو ..... وأذيـبي الأصـداء شـيا فـشيا | |
|
| |
عدنان عضيبات شاعر المرأه .
الوظيفه : الهوايه : عدد المساهمات : 4330 ت التسجيل : 08/09/2012 نقاط : 5962 السٌّمعَة : 5
| موضوع: عبد الوهاب البياتي الجمعة أكتوبر 19, 2012 12:46 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
(24)
عبد الوهاب البياتي
شاعر عراقي معاصر، ولد في بغداد عام 1926 تخرج بشهادة اللغة العربية وآدابها 1950م، واشتغل مدرساً 1950-1953م، ومارس الصحافة 1954م مع مجلة "الثقافة الجديدة" لكنها أغلقت، وفصل عن وظيفته، واعتقل بسبب مواقفه الوطنية. فسافر إلى سورية ثم بيروت ثم القاهرة. وزار الاتحاد السوفييتي 1959-1964م، واشتغل أستاذاً في جامعة موسكو، ثم باحثاً علمياً في معهد شعوب آسيا، وزار معظم أقطار أوروبا الشرقية والغربية. وفي سنة 1963 أسقطت عنه الجنسية العراقية، ورجع إلى القاهرة 1964م وأقام فيها إلى عام 1970.
عضو جمعية الشعر. توفي سنة 1999.
مؤلفاته: 1- ملائكة وشياطين - شعر - بيروت 1950. 2- أباريق مهشمة - شعر - بغداد 1954. 3- المجد للأطفال والزيتون - شعر - القاهرة 1956. 4- رسالة إلى ناظم حكمت وقصائد أخرى - شعر - بيروت 1956. 5- أشعار في المنفى - شعر - القاهرة - 1957. 6- بول ايلوار مغني الحب والحرية - ترجمة مع أحمد مرسي - بيروت 1957. 7- اراجون شاعر المقاومة- ترجمة مع أحمد مرسي- بيروت 1959. 8- عشرون قصيدة من بريلن - شعر - بغداد 1959. 9- كلمات لا تموت - شعر - بيروت 1960. 10- محاكمة في نيسابور- مسرحية - بيروت 1963. 11-النار والكلمات - شعر - بيروت 1964. 12- قصائد - شعر - القاهرة 1965. 13- سفر الفقر والثورة - شعر - بيروت 1965. 14- الذي يأتي ولا يأتي - شعر - بيروت 1966. 15- الموت في الحياة - - شعر - بيروت 1968. 16-عيون الكلاب الميتة - شعر - بيروت 1969. 17- بكائية إلى شمس حزيران والمرتزقة - شعر - بيروت 1969. 18- الكتابة على الطين - شعر - بيروت 1970. 19- يوميات سياسي محترف - شعر - بيروت 1970. 20-تجربتي الشعرية بيروت 1968. 21- قصائد حب على بوابات العالم السبع- - شعر - بغداد 1971. 22- كتاب البحر - شعر - بيروت 1972. 23- سيرة ذاتية لسارق النار- - شعر - بيروت 1974. 24- قمر شيراز - شعر - بيروت 1978.
من قصائده مذكرات رجل مجهول 8 نيسان أنا عامل , ادعى سعيد من الجنوب أبواي ماتا في طريقهما الى قبر الحسين و كان آنذاك سنتين - ما اقسى الحياة و أبشع الليل الطويل و الموت في الريف العراقي الحزين - و كان جدي لا يزال كالكوكب الخاوي , على قيد الحياة
13 مارس أعرف معنى أن تكون ؟ متسولا , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير ! و ذقت طعم اليتم مثلى و ضياع ؟ أعرف معنى أن تكون ؟ لصاً تطارده الظلام و الخوف عبر مقابر الريف الحزين !
16 حزيران اني لأخجل أن أعري , هكذا بؤسي , أمام الآخرين و أن أرى متسولاً , عريان , في أرجاء عالمنا الكبير و أن أمرغ ذكرياتي في التراب فنحن , يا مولاي , قوم طيبون بسطاء , يمنعنا الحياء من الوقوف أبداً على أبواب قصرك , جائعين
13 تموز و مات جدي , كالغراب , مع الخريف كالجرذ , كالصرصور , مات مع الخريف فدفنته في ظل نخلتنا و باركت الحياة فنحن , يا مولاي , نحن الكادحين ننسى , كما تنسى , بأنك دودة في حقل عالمنا الكبير
25 آب و هجرت قريتنا , و أمي الأرض تحلم بالربيع و مدافع الحرب الأخير , لم تزل تعوى , هناك ككلاب صيدك لم تزل مولاي تعوي في الصقيع و كان آنذاك عشرين عام و مدافع الحرب الأخير لم تزل .. عشرين عام مولاي ... ! تعوى في الصقيع
29 أيلول ما زلت خادمك المطيع لكنه علم الكتاب و ما يثير برأس أمثالي من الهوس الغريب و يقظة العملاق في جسدي الكئيب و شعوري الطاغي , بأني في يديك ذبابة تدمى و أنك عنكبوت و عصرنا الذهبي , عصر الكادحين عصر المصانع و الحقول ما زال يغريني , بقتلك أيها القرد الخليع
30 تشرين 1 مولاي ! أمثالي من البسطاء لا يتمردون لأنهم لا يعلمون بأن أمثالي لهم حق الحياة و حق تقرير المصير و ان في أطراف كوكبنا الحزين تسيل أنهار الدماء من اجل انسان , الغد الآتي , السعيد من اجلنا , مولاي انهار الدماء تسيل من اطراف كوكبنا الحزين
19 شرين 2 الليل في بغداد , و الدم و الظلال ابداً , تطاردني كأني لا ازال ظمآن عبر مقابر الريف البعيد و كان انسان الغد الآتي السعيد انسان عالمنا الجديد مولاي ! يولد في المصانع و الحقول
العرب اللاجئون يا مَنْ رأى أحفاد عدنانٍ على خشب الصليب مُسّمرينْ النمل يأكل لحمهمْ وطيور جارحة السنين. يا مَنْ رآهم يشحذون يا من رآهم يذرعون ليلَ المنافي في محطات القطار بلا عيون يبكون تحت القُبعاتِ ، ويذبلونَ ، ويهرمونْ يا مَنْ رأى "يافا" بإعلانٍ صغيرٍ في بلاد الآخرينِ يافا على صندوق ليمون معفرة الجبين
(2) يا مَن يدق البابَ ، نحن اللاجئين مُتنا وما "يافا" سوى إعلان ليمونٍ ، فلا تُقلق عظام الميتين
(3) "الآخرون هُمُ الجحيم" "الآخرون هم الجحيم"
(4) باعوا صلاح الدينِ ، باعوا درعه وحصانه ، باعوا قبور اللاجئين
(5) من يشتري ؟ - الله يرحمكم ويرحم أجمعين آباءكم، يا محسنون – اللاجئَ العربي والانسان والحرف المبين برغيف خبزٍ إن أعراقي تجف وتضحكون السندباد أنا كنوزي في قلوب صغاركم السندباد بزي شحاذٍ حزين اللاجئُ العربي شحاذ على أبوابكم عارٍ طعين النمل يأكل لحمه ، وطيور جارحة السنين من يشتري ؟ يا محسنون !
(6) "الآخرون هم الجحيم" "الآخرون هم الجحيم"
(7) العار للجبناءِ ، للمتفرجينْ العار للخطباء من شرفاتهم ، للزاعمين ... للخادعين شعوبهم للبائعين فكلوا ، فهذا آخر الأعياد، لحمي واشربوا ، يا خائنون !
الموت والقنديل ( 1 )
صيحاتك كانت فأس الحطاب الموغل في غابات اللغة العذراء, وكانت ملكًا أسطوريًّا يحكم في مملكة العقل الباطن والأصقاع الوثنية حيث الموسيقى والسحر الأسود والجنس وحيث الثورة والموت . قناع الملك الأسطوري الممتقع الوجه وراء زجاج نوافذ قصر الصيف وكانت عربات الحرب الآشورية تحت الأبراج المحروقة كانت صيحاتك صوت نبيٍّ يبكي تحت الأسوار المهدومة شعبًا مستلبًا مهزومًا كانت برقًا أحمر في مدن العشق أضاء تماثيل الربات . وقاع الآبار المهجورة كانت صيحاتك صيحاتي وأنا أتسلق أسوار المدن الأرضية أرحل تحت الثلج أواصل موتي (...) حيث الموسيقى والثورة والحب وحيث الله.
( 2 )
لغة الأسطورةْ تسكن في فأس الحطاب الموغل في غابات اللغة العذراء فلماذا رحل الملك الأسطوريُّ الحطَّابْ?
( 3 )
مات مغني الأزهار البريةِ مات مغني النار مات مغني عربات الحرب الآشورية تحت الأسوار.
( 4 )
صيحاتك كانت صيحاتي فلماذا نتبارى في هذا المضمار? فسباق البشر الفانين, هنا, أتعبني وصراع الأقدار.
( 5 )
كان الروم أمامي وسوى الروم ورائي, وأنا كنتُ أميل على سيفي منتحرًا تحت الثلج, وقبل أفول النجم القطبيِّ وراء الأبراجْ فلماذا سيف الدولة ولَّى الأدبارْ?
( 6 )
ها أنذا عارٍ عُري سماء الصحراءِ حزينٌ حزنَ حصانٍ غجريٍّ مسكونٌ بالنارْ.
( 7 )
وطني المنفى منفايَ الكلماتْ.
( 8 )
صار وجودي شكلاً والشكل وجودًا في اللغة العذراءْ.
( 9 )
لغتي صارت قنديلاً في باب الله.
( 10 )
أرحل تحت الثلج, أواصل موتي في الأصقاعْ.
( 11 )
أيتها الأشجار القطبية, يا صوت نبي يبكي, يا رعدًا في الزمن الأرضيِّ المتفجر حبّا, يا نار الإبداع. لماذا رحل الملك الأسطوريُّ الحطاب ليترك هذي الغابات طعامًا للنار? لماذا ترك الشعراء خنادقهم? ولماذا سيف الدولة ولَّى الأدبار? الروم أمامي كانوا وسوى الروم ورائي وأنا كنت أميل على سيفي منتحرًا تحت الثلج وقبل أفول النجمِ القطبيِّ وراء الأبراج. صرختُ: تعالوا! لغتي صارت قنديلاً في باب الله, حياتي فرت من بين يدي, صارت شكلاً والشكلُ وجودًا. فخذوا تاج الشوك وسيفي وخذوا راحلتي قطراتِ المطر العالق في شَعْرِي زهرةَ عباد الشمس الواضعةَ الخد على خدي تذكارات طفولة حبي كتبي, موتي فسيبقى صوتي قنديلاً في باب الله | |
|
| |
| موسوعة الشعراء والادباء والكتّاب-شعراء عرب-اٌوروبا | |
|