جنــــون الامـــــــل
شابَ المدادُ وشاختِ الورقُ
وجَفَتْ يراعاً ليلُهُ أرَقُ
والريحُ ما فتِئتْ تُراوِدُهُ
عن شمعةٍ يسلو بها غسقُ
حتى أماتتْ ضوءها فغدتْ
ترثي سَنَا ديجورها الحَدَقُ
موؤدةٌ لم يقترفْ فمُها
شعراً وما نطقتْ كما نطقوا
لكنَّها فَكَّتْ قيودَ هوىً
فانهالَ شعراً وهْيَ تحترقُ
يا تهمةَ الشعر التي وَلَغتْ
دمي، متى في الشعر نتفقُ ؟
كم أرضعتْ من أخْدَعَيَّ مُدَىً
لزائراتِ الفكرِ تمتشقُ
ريَّانةٌ من وحي قافيةٍ
تكادُ في الأغلالِ تختنقُ
شُبابةٌ تقتاتُ من نَفَسي
حياتَها،لحناً لمن عشقوا
قد صرتُ في نيرانها حَطباً
تحيا إذا زادتْ بيَ الحُرَقُ
خاطتْ لها القمصانَ من كفني
عَرَّتْ رفاتي وهْيَ تأتلِقُ
لو كان ميْتٌ يستطيعُ روى
عن ناهبيهِ والأُلى سرقوا
يا ممطرات الشعرِ هل دِيَمٌ
تروي فَمَاً في نابهِ شَبَقُ
وهل حروفي في هوى سَمَرٍ
تُريحُ جفناً شَفَّهُ الأرَقُ