منازل النور:
والبيوت المسلمة هي منازل للنور؛ لأنها منازل يُذكَر فيها اسم الله I، وسأل قوم عمر t عن صلاة الرجل في بيته، فقَالَ t: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ r فَقَالَ: ((أَمَّا صَلاةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ فَنُورٌ، فَنَوِّرُوا بُيُوتَكُمْ)) [رواه ابن ماجة، من الحديث 1365]. وروى ابْنُ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ r قَالَ: ((اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاتِكُمْ، وَلا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا)). [رواه البخاري، الحديث 414].
والبيوت المسلمة هي منازل للنور، إذ تنطلق منها أجيال جديدة تواصل حمل نور الوحي لهداية البشر، قال : }وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ{[11].
فالبيت المسلم يُنَشِّئُ الذرية تنشئة إسلامية صالحة قوية، تواصل المسيرة على الطريق، وترث الأمانة من الآباء لتُوَرِّثها إلى الأجيال التالية بنفس الأصالة والقوة، ذرية تربَّت على اتباع هَدْي الرسول r، في أعمال اليوم والليلة، في مواعيد النوم والاستيقاظ، وفي معاملة الخدم والعلاقة مع الجار، وفي حدود العلاقة مع المحارم وغيرهم من الأقرباء، ذرية تربَّت على بر الآباء والأمهات.
في هذا المناخ الإسلامي النظيف تنشأ الذرية الصالحة، فتكون بحق قرة أعين للوالدين، وذخرًا للأمة الإسلامية.
إقامة البيت المسلم واجبة:
قال عَبْدُ اللهِ بن عُمَرَ -رضي الله عنهما-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ r يَقُولُ: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) قَال ابن عمر: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: ((وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)) [رواه البخاري، الحديث 844].
ورعاية الأهل والبيت تقتضي الأخذ بأسباب الوقاية مِنَ النار، قال: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ{[13]، وسبيل ذلك أن يهتم كل مِنَّا بتكوين بيت مسلم، وبأن يحمل أهله على احترام فكرته، والمحافظة على آداب الإسلام في كل مظاهر حياته المنـزلية، وذلك بعد حسن اختيار الزوجة، وتوقيفها على حقها وواجبها، وحسن تربية الأولاد والخدم وتنشئتهم على مبادئ الإسلام.
اتمنى للجميع حياه زوجيه ناجحه