لماذا نفكر في الرحيل مع قطرات الندى .. وهي ملجأ الهائم الباحث عن الجمال على سجيته وطبيعته الأخاذة .. وعلى فطرته التي لم تمتد إليها أيد بسوء فتلوثها ؟؟ ...
أستلهم من قطرات الندى صفاء الروح وهدوء النفس .. فيحيا في قلبي أمل أنه ما زال في الكون ما نرقبه في قلوبنا قبل عيوننا .. وما يمكن أن نزفه بأرواحنا وأن نسقي به أرضنا المتعطشة إلى حبات من ثرى الوطن .. وإلى نسمة من هواء أتلهف إلى أن أستنشقه ..
لكنني أتساءل عن سر لون هذا الندى الموسمي .. وعن تلك الجبال والذرا التي تنوء بحمل السفوح .. وعن كآبة الغيوم التي طالما أشعرتني بدفء الوطن ... لماذا ينوح الندى فيبدو حزينا .. لا يجد من يداعبه أو يحاكيه أو يبثه فيض خاطره وصميم مشاعره ؟؟
ما زلت أذكر جمال تلك الأيام الخوالي حين كنّا نهزّ أوراق الزهور و الأشجار .. مع تباشير الصباح و إطلالة الشمس في خلسة لتملأ الكون نورا وضياء .. كم كانت تنزل قطرات الندى باردة وغضة طرية على أوراق عطشى .. فتبدل ذبولها إلى اخضرار وتحيل حزنها إلى بهجة .. تدخل الروح والقلب في عالم من فيض عطاء الله ..