قصة قصيرة
لماذا يا أبي
ماذا تريد مني يا أبي فأنت سر مجيء إلى هذه الدنيا وقد خلقني الله أنثى رقيقة ضعيفة فمنك استمد وجودي وبك تكمن قوتي وصلابتي وبحنانك ورعايتك تنير لي طريقي وبمتابعتك وتوجيهك تغرس في شخصي القيم والمبادئ.
أبي كنت دائماً تأمرني بتقبيل يد جدتي عند الخروج وعند العودة احتراماً وحباً منك لها وكنت بذلك تغرس في قلبي الحب والحنان والاحترام؟ وفي إحدى الليالي يوقظني من نومي كابوس مفزع فأخرج من غرفتي وأسرع مهرولة إلى غرفتك لأحتمي بك ولكنني عندما سمعت بكاء أمي من خلف الباب وأنت تنهرها لأنها لم تنجب لك الولد استجمعت قواي وعدت إلى غرفتي وارتميت على سريري وأردت البكاء وكأن الدموع تحجرت في عيني.
نسيت الكابوس الذي أفزعني فكلامك يا أبي كان أقوى من الكابوس ملأت نفسي الدهشة والحيرة وتساءلت ما ذنبي في أن الله قد خلقني أنثى وما ذنب أمي لكي تسمع مثل هذا الكلام ولماذا كان أبي ينهرني عندما أخرج وأعود بدون أن أقبل يد جدتي.
تذكرت كلام صديقتي في المدرسة عندما كانت تجلس تبكي فأسألها لماذا البكاء ولماذا أنتي دائماً حزينة فتقول لي صديقتي لان أخي الصغير يستحوذ على اهتمام كل من في البيت وكلامه أوامر لابد أن تنفذ فيغدقون عليه بالهدايا والملابس والألعاب وكأنه وحيدهم وكأنني لست بنتهم وإن فعلت شيء أي شيء كان الضرب و الإهانة هو ما أناله دون نقاش حتى أنني كنت في اليوم الواحد أتمنى الموت ألف مرة فالموت بالنسبة لي أهون من كل ما أراه وما أشعر به.
وقتها تذكرت كلام صديقتي وما تشعر به وقتها فقط شعرت بالمرارة التي كانت تشعر بها وتساءلت لماذا يا أبي ؟ بل لماذا يا كل الآباء فقط التي تحجرت قلوبهم وتجمدت مشاعرهم تجاه بناتهم أو ليست منهم الأم والزوجة أم أنكم تتغافلون.ولماذا يا أبي تطلب مني تقبيل يد جدتي عند الخروج والعودة، أبي لابد أن تعلم إنني أمانة لديك ائتمنك الله عليّ فلماذا يا أبي..
أو ليس هناك بنات أفضل ألف مرة من الأولاد فالبنت إذا صحت تربيتها وتعليمها أفادت ونجحت وإن أعطيت الفرصة صارت كالند بالنسبة للولد.
لماذا إذن أبي ؟ لماذا؟؟!