إن الله سبحانه وتعالى أكرم حبيبه محمدًا بمعجزة القرءان العظيم هذه المعجزة العظيمة المستمرة على تعاقب الأزمان.
من ءاداب قرءاة القرءان:
- إخلاص النية لله: فأول ما ينبغي لقارئ القرءان أن يقصد بقراءته رضا المولى سبحانه وتعالى وحده. قال تعالى: '' وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ'' (البينة '5') .
ومعنى إخلاص النية إفراد الحقّ سبحانه وتعالى بالطاعة بالقصد وهو أن يراد بطاعته التقرب إلى الله تعالى دون شىء ءاخر، فلا ينو محمدة الناس له ولا ينو أن يصل إلى غرض من أغرض الدنيا من رياسة أو وجاهة أو ارتفاع على أقرانه أو صرف وجوه الناس إليه أو نحو ذلك .
-السواك عند كل قراءة: فينبغي لقارىء القرءان إذا أراد القراءة أن ينظف فمه بالسواك .
الطهارة: -ويستحب أن يقرأ القارىء القرءان وهو على طهارة فإن قرأ مِنْ حِفْظِهِ مثلاً وهو محدث حدثًا أصغر ( أي على غير وضوء ) من غير أن يمس المصحف جاز بإجماع المسلمين ولا يقال ارتكب مكروهًا بل هو تارك للأفضل كما قال إمام الحرمين أبو محمد الجويني رضي الله عنه.
وأما الجنب والحائض فإنه يحرم عليهما قرءاة القرءان سواء كان ءاية أو أقل منها ويجوز لهما النظر في المصحف وإجراء القرءان على قلبهما من غير تلَفُظٍ به كما يجوز لهما التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك يجوز أن يقرأ من أذكار القرءان كأن يقول الجنب عند المصيبة: { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } ، وكأن يقول عند ركوب الدابة: { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } وعند الدعاء: { رَبَّنَا ءاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } من غير أن يقصد بكل ذلك قراءة القرءان بل يقصد التبرك بالذكر.
- ويستحب لقارئ القرءان أن تكون قراءته في مكان نظيف ولهذا استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعًا للنظافة وشرف البقعة، وأن يستقبل القبلة ويجلس في خشوع بسكينة ووقار مطرقًا برأسه ولو قرأ قائما أو مضطجعًا أو في فراشه أو على غير ذلك من الأحوال جاز له وله أجر.
-ويستحب لقارئ القرءان إذا أراد الشروع في القراءة أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم . - وينبغي لقارئ القرءان أن يكون شأنه عند قراءة القرءان الخشوع والتدبر والخضوع فهذا هو المقصود المطلوب وبه تنشرح الصدور وتستير القلوب قال تعالى: '' أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ ''. فمن الصالحين من كان يبكي الآية الواحدة ليلة كاملة فإن البكاء عند قراءة القرءان صفة العارفين بالله، بقول الله تعالى : '' وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا '' .
وقد قال أحد العارفين بالله رضي الله عنه: "دواء القلب خمسة أشياء قراءة القرءان بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين" .
فيستحب لقارئ القرءان تحسين صوته عند قراءة القرءان ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فلا يزيد ولا ينقص حرفًا من كتاب الله تعالى لأجل تحسين الصوت يقول الله تعالى: '' وَرَتِّلِ الْقُرْءانَ تَرْتِيلا '' أي بيِّنه تبيينًا أي أظهر حروفه . فقد ثبت عن أم سلمة رضي الله عنها أنها وصفت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها قرءاة مفسّرة حرفًا حرفًا. أخي المسلم أيها القارىء للقرءان احرص على هذه الآداب عند قراءة القرءان وحافظ عليها ولا تكن من الغافلين بقلوبهم عن تدبره لأنه دستور المسلم في الدنيا .
اللهم اجعل القرءان العظيم ربيع قلوبنا ونورًا لأبصارنا وإمامنا في الدنيا والآخرة وحجّة لنا يوم القيامة، وارزقنا تلاوته ءاناء الليل وأطراف النهار ءامين يا رب العالمين يا الله. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~