عدد المساهمات : 1013ت التسجيل : 18/09/2012 نقاط : 2671 السٌّمعَة : 0
موضوع: تفسير سورة الكافرون الجمعة أكتوبر 26, 2012 7:15 pm
بسم الله الرّحمَن الرّحيم
قل يا أيّها الكافرون {1} لآ أعبد ما تعبدون {2} ولآ أنتم عابدون ما أعبد {3} ولآ أناْ عابد ما عبدتّم {4} ولآ أنتم عابدون مآ أعبد {5} لكم دينكم وليَ دين {6}
روى أبو داود وأحمد وغيرهما عن فروة بن نوفل عن أبيه قال : يا رسول الله علمني شيئا أقوله إذا أويت الى فراشي فقال:" اقرأ يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك ".
فقوله تعالى : ( قل يا أيّها الكافرون {1}) أي قل يا محمّد، والكافرون هم أناس مخصوصون وهم الذين طلبوا منه أن يعبُد أوثانهم سنة ويعبدوا إلَهه سنة، فأنزل الله هذه السورة إخبارا أن ذلك لا يكون، أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس، قاله في الفتح، وفي قوله تعالى ( قل {1} ) دليل على أنه مأمور بذلك من عند الله وخطابه لهم بكلمة ( يا أيّها الكافرون {1}) في ناديهم ومكان بسطة أيديهم مع ما في هذا الوصف من الازدراء بهم دليل على أنّه صلى الله عليه وسلّم لا يبالي بهم فالله يحميه ويحفظه.
( لآ أعبد ما تعبدون {2}) قال البخاري:" الآن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري"، أي فيما تعبدون من الأصنام.
( ولآ أنتم عابدون ما أعبد {3}) أي لا تعبدون الله في الحال ولا فيما يُستقبل إذ إنّ الله تعالى علم منهم أنهم لا يؤمنون.
( ولآ أناْ عابد ما عبدتّم {4} ولآ أنتم عابدون مآ أعبد {5}) وهذا التوكيد فائدته قطع أطماع الكفار وتحقيق الإخبار بوفاتهم على الكفر وأنّهم لا يُسلمون أبدا ولا يؤمنون.
( لكم دينكم وليَ دين {6}) في الآية معنى التهديد وهو كقوله تعالى ( لنآ أعمالنا ولكم أعمالكم {55}) ( سورة القصص)، فقوله تعالى ( لكم دينكم {6}) أي الباطل وهو الشرك الذي تعتقدونه وتتولونه ( وليَ دين {6}) الذي هو دين الحق وهو الإسلام، أي لكم شرككم ولي توحيدي وهذا غاية في التبرّي من الباطل الذي هم عليه. ومثل ذلك في إفادة التهديد والوعيد قوله تعالى في سورة الكهف ( فمن شآء فليؤمن ومن شآء فليكفر {29}) فليس معنى الآية أن من اختار الايمان كمن اختار الكفر، بل من اختار الكفر مؤاخذ ومن اختار الايمان مثاب، ويدل على أنها تفيد التهديد بقية الآية قوله تعالى ( إنّآ أعتدنا للظّالمين نارا أحاط بهم سُرادِقها {29}) ( سورة الكهف )، وهنا يجدر التنبيه الى أنّ العلماء قالوا: من قال في الآيتين إنهما تفيدان أن لا مؤاخذة على من اختار دينا غير الاسلام إنه يكفر لتكذيبه قوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين {85}) ( سورة ءال عمران)
فائدة: أفاد قوله تعالى أن ما سوى دين الاسلام من الأديان يسمى دينا مع كونه باطلا فاسدا، فالآية معناها أيّها الكافرون لكم دينكم الفاسد الباطل وليَ دين الحق وهو الإسلام، والله أعلم.