هنيئًا ومريئًا وشفاءً ومباركًا

هنيئًا ومريئًا وشفاءً ومباركًا

قال تعالى: { وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا}

المعنى: من نحله كذا إذا أعطاه إياه ووهبه له عن طيبة من نفسه، نَحْلَةً ونَحْلا، وانتصابها على المصدر لأنّ النِحلة والايتاء بمعنى الإعطاء، فكأنه قال وانحلوا النساء صدُقاتهن نِحلةً، أي أعطوهنّ

مهورهنّ عن طيبة أنفسكم. والخطاب للأزواج، وقيل للأولياء لأنهم كانوا يأخذون مهور بناتهم.

{ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا} المعنى فإن وهبن لكم شيئًا من الصداق وتجافت عنه نفوسهن طيّبات غير مُخباث بما يضطرهنّ إلى الهبة من شكاسة أخلاقكم وسوء معاشرتكم، وفي الآية دليل على

ضيق المسلك في ذلك ووجوب الاحتياط حيث بُني الشرط على طيب النفس فقيل إن طبن لكم عن شيء منه نفسا ولم يقل فإن وهبن لكم، إعلامًا بأن المُراعى هو تجافي نفسها عن الموهوب طيّبة،

{ فَكُلُوهُ} الهاء يعود على شيءٍ، { هَنِيئًا} لا إثم فيه، { مَّرِيئًا} لا داء فيه، او هنيئًا في الدنيا بلا مطالبة مريئًا في العقبى بلا تبعةٍ، وهما صفتان من هنؤ الطعام ومُرؤ إذا كان سائغًا لا تنغيص فيه.

وعن عليّ رضي الله عنه :

إذا اشتكى أحدُكُم شيئًا فليسأل امرأتَهُ ثلاثةَ دراهمَ من صداقِها ثم ليشترِ بها عسلا فليَشْتَرِبْهُ بماءِ السماءِ فيجمع الله له هنيئًا ومريئًا وشفاءً ومباركًا.

والله تعالى أعلم