قال أحد الصحابة : أنا أعرف متى يذكرني ربي عز وجل , فسئل متى ذلك؟ فقال عندما أذكره سبحانه , قال تعالى:" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ".
تخيل أن يذكرك الله عندما نذكرك.. إنه لأمر مهم وعظيم تشتاق إليه النفوس..
يقول الله تعالى:" الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللًّهِ الا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ".
إن طمأنينة القلب وراحة البال لهما أمران مهمان وهذا من فوائد لله تعالى فهو طمأنينة للقلب وهدوء له وسكينة !
فالناس تعاني القلق والاضطراب لقلة ذكرهم لله ولانصرافهم عن الله سبحانه وتعالى..
يقول الله تعالى:" وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى "
قال تعالى:" وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ".
فترك ذكر الله سبب في تسليط الشيطان على الإنسان ولقد حذر الله عز وجل عباده المؤمنين أن تلهيهم الدنيا عن ذكره..
قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ".
فأولئك الذين ألهتهم الدنيا بما فيها من مالٍ وبنين وملذات لقد خسروا خسراناً مبيناً..
ويقول الله تعالى:" وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ " و الذكر هنا يطرد الشيطان !
ومن فوائد وفضل الذكر على المسلم أنه يقوي الجسم
فلقد أخبر النبي صلى الله عله و سلم عليًا و فاطمة رضي الله عنهما أن التسبيح 33 مرة والتحميد 33 مرة والتكبير 34 مرة أفضل من خادم.
و يقول عليه الصلاة و السلام: ( مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه كمثل الحي و الميت )
فهل يرضى أحدكم أن يكون ميتاً وهو حي ؟!
فالحياة ليست حياة الجسد فحسب بل هي حياة القلب وحياة القلب في ذكر الله تعالى.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلني على عمل أتشبث به فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ).
ويقول عليه الصلاة و السلام: ( ألا أدلكم بخير أعمالكم وأزكاها عند وليكم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ )
فقال الصحابة: بلى يا رسول الله فقال عليه الصلاة و السلام: ( ذكر الله تعالى )
ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده ).
و في الحديث القدسي يقول الله عز وجل:" أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إن ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ".
و قد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه فوجدهم جالسين فقال: ( ما أجلسكم ؟ ) قالوا: جلسنا نذكر الله يا رسول الله ، فقال عليه الصلاة و السلام: ( آلله ما أجلسكم إلا هذا ؟ ) قالوا : آلله ما أجلسنا إلا هذا ..
فقال : ( إني لم أسألكم تهمة لكم لكن بلغني أن الله يباهي بكم ملائكته ).