عدد المساهمات : 1013ت التسجيل : 18/09/2012 نقاط : 2671 السٌّمعَة : 0
موضوع: العناية بأحوال القلوب السبت نوفمبر 03, 2012 8:17 pm
لقد تقدمت العناية بالقلب من الناحية الحسية حتى وصلت لمرحلة زراعة القلب . لكننا هنا سنتطرق-إن شاء الله- لموضوع العناية به من الناحية الروحية المعنوية.
أهمية الموضوع:
1 -أن الله أمر بتطهير القلب . قال تعالى(وثيابك فطهر) الثياب القلب.
2 - أهمية القلب وأثره في حياة الإنسان في الدنيا والآخرة ، فلهذا القلب مكانه فهو الموجه والمخطط .ففي حديث أبي هريرة(القلب ملك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث خبثت جنوده).
3 -غفلة كثير من المسلمين عن قلوبهم مع الأهتمام الزائد في الأعمال الظاهرة مع أن القلب هو الأساس والمنطلق.
4 -أن كثيراً من المشاكل بين الناس سببها من القلوب وليس لها أي أعتبار شرعي ظاهر.
5 -أنّ سلامة القلب وخلوصه سبب للسعادة دنيا وأخرى.
6 -مكانة القلب في الدنيا والآخرة قال عز وجل(يوم لاينفع مال و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم) وقال(من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قوله صلىالله عليه وسلم (إنّ الله لاينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) وأشار إلى صدره. وفي حديث النعمان بن بشير قوله صلىالله عليه وسلم (إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب).
7 -أن من تعريف الإيمان (وتصديق بالجنان) وتعريف آخر (عمل الجوارح وعمل القلب), فلا إيمان إلا بتصديق القلب وعمله ، والمنافقون لم تصدّ ق قلوبهم وعملوا بجوارحهم ولكنهم في الدرك الأسفل من النار.
ولكن قليلاً منّا من يقف أمام قلبه فهويقضي جلّ وقته في عمله الظاهر، والقلب يُمتحن ففي الحديث( تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأي قلب أُشربها نُكتت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين قلب أسود وقلب أبيض). وليس الامتحان الابتلاء بالشئ الظاهر كالسجن أوالفصل من العمل أو الإيذاء ولكن الامتحان الأصعب هو امتحان القلوب، وفي قوله تعالى( وأعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) معنىًً للامتحان.
والقلب كالبحر لاحتوائه على أسرار عجيبة وغموض كبير وأحوال متقلبة سواءً كانت منكرة كالغفلة -الزيغ-الاقفال-القسوة-الرياء-الحسد-النفاق ... والنتيجة الطبع والختم والموت ... وصفته أسود. أو كانت تلك الأحوال محمودة كاللين-الاخبات-الخشوع-الاخلاص-المتابعة-الحب-التقوى-الثبات-الخوف-الرجاء... والنتيجة السلامة والحياة والايمان ... وصفته أبيض ، فالقلب عالم مستقل.
المواضع التي يكثر فيها امتحان القلوب و ابتلا ئها:
1 - موطن العبادة: الصلاة-الصدقة-الصيام. قال الله تعالى(وقدمنا إلى ماعملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً).
2 -موطن العلم:فقد يكون أول مقصده لله ثم يتحول مقصده للرياسة أو عند المراءاة والجدل.
ملاحظة مهمة: إن أعمال القلوب لايعلمها إلا الله خالق القلوب سبحانه وليست موكلة لنا ، فقد قال الله تعالى لرسوله الكريم في شأن المنافقين(أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم )، وفي قصة أسامة بن زيد أنه لحق رجلاً من الكفار وعندما رفع السيف عليه ، قال الرجل :أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فقتله أسامة ، فجاء يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فقال له : أقال لا إله إلا الله وقتلته فأجاب أسامة : إنما قالها خوفاً من السلاح ، فقال الرسول: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا.