وسط مجموعة من إعلاميات الفضائيات المشهورة وجدت نفسي في استراحة خلال إحدى المؤتمرات المعنية بالإعلام وأهله، ومع حضور النساء تستحضر أحاديث “التجميل” و”أخبار السيلكون” و”آخر صيحات الشفط والنفخ”، فانبرت إحداهن منحنية نحو صديقتها وقد تدلت أثدائها السليكونية المكتنزة وهي تقول : “شوفوا شو صار بفلانة بعد أن نفخت شفتيها لم تعد تقو على تحريك فمها، والخوف الآن أن تُستبعد عن قراءة نشرة الأخبار!”
أجابتها أخرى بشفاه “متورمة ” مرسومة بوشم خمري:” حرام! مستقبلها الآن على المحك ، ولكن انظروا “فلانة ” مازالت في منصبها و تعتبر نفسها سيدة الإعلاميات والشاشة في لبنان بالرغم من أن شفاهها انحرفت نحو أذنها اليمنى !
رصدت الحديث “النسائي” المتورم جهلاً ، دون أن أعلق ولملمت نفسي متأسفة، على ضحايا عنف المادة وعمليات التجميل في زمن
اختزل فيه الإنسان، وتحول إلى مجرد كائن مادي مستهلك، وغدت المرأة فيه أسيرة صورة افتراضية تنتجها آلات الديجيتال يوميًّا!
وبعد أن كنا حتى عهد ليس ببعيد نميز بين جمال فنانة وأخرى، أمست سيدات “الفن” و”الإعلام ” متشابهات إلى حدٍّ
بعيد ! وتستحق الواحدة منهن أن يطلق عليها لقب “سيدة السيلكون الأولى”
ولست من دعاة حجب الجمال ووضعه خلف الجدر ولست من دعاة منع عمليات التجميل ولكن الخوف كل الخوف أن
تتحول نساء قرن واحدٍ وعشرين إلى كائنات ممسوخة ومنسوخة على أيدي أطباء ” تغير الخلق”.
لعل المرأة تخشى من تغيير ملامحها مع تقدم العمر ولكن أليس بهاء الروح التي تتألق خلف تجاعيد وجه محب أبهى
بما لا يقاس بوجه انتفخ بالسليكون لدرجة لم تعد صاحبته قادرة على التحكم بتعابيره!
ولن أختم كلامي هذا ألا بقول (أن في خلقه شؤون)
برناديت