عدد المساهمات : 1013ت التسجيل : 18/09/2012 نقاط : 2671 السٌّمعَة : 0
موضوع: يا نفسي توبي الجمعة نوفمبر 16, 2012 12:54 am
الحمد لله الذي لا ناقض لما بناه .. ولا حافظ لما أفناه .. ولا مانع لما أعطاه .. ولا راد لما قضاه .. ولا مظهر لما أخفاه .. ولا ساتر لما أبداه .. ولا مضل لمن هداه .. ولا هادي لمن أعماه .. سبحانه أنشأ الكون بقدرته وما حواه .. ورزق الصون بمنته ومنه ومن والاه .. { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } سبحانه خلق آدم بيده وسواه .. وأسكنه في حرم قربه وحماه .. وأمره كما شاء ونهاه .. ثم أجرى عليه القدر بموافقته هواه .. فنزعت يد التفريط ما كساه .. ثم تاب الله عليه فرحمه واجتباه .. وحاله ينذر من يسعى فيما اشتهاه .. طرد إبليس وكانت السماوات مأواه .. فأصمه بمخالفته كما شاء وأعماه .. وأبعده عن بابه للعصيان وأشقاه .. وفي قصته نذير لمن خالف الله وعصاه .. ألان الحديد لداود كما تمناه .. يأمن لابسه من يلقاه .. ثم صرع صانعه بسهم قدر ألقاه .. فلما تسور المحراب خصماه .. أظهر جدال التوبيخ فخصماه .. وظن داود أنما فتناه .. وذهب ذا النون مغاضباً فلتقمه الحوت وأخفاه .. فندم لما رأت عيناه ما جنت يداه .. فلما أقلقه كرب ظلام تغشاه .. تضرع مستغيثاً ينادي مولاه .. { إني كنت من الظالمين } .. فنجيناه .. أحمده سبحانه وتعالى .. تعالى ربنا سبحانه وحاشاه .. أن خيب راجيه .. وينسى من لا ينساه .. أخذ موسى من أمه طفلاً ورعاه .. فساقه إلى حجر عدوه فرباه .. وجاد عليه بنعم لا تحصى وأعطاه .. فمشى في البحر وما ابتلت قدماه .. وتبعه عدوه فأدركه الغرق وواراه .. حتى إذا قال آمنت إذا جبريل بالطين يسد فاه .. وكان من غاية شرف موسى ومنتهاه .. أنه خرج يطلب ناراً فناداه .. { يا موسى إنني أنا الله } .. شرف أمته شرف بما أولاه .. فقال ربنا لهم { وأنا فضلتكم على العالمين } .. ولكن جئنا بــ { كنتم خير أمة أخرجت للناس } .. أخذناه فالحمد لله .. خلق نبينا محمداً .. فاختاراه على الكل واصطفاه .. صلى الله عليه وآله وسلم .. وقربه حتى كان قاب قوسين وأدناه .. فأوحى إليه من سره وكلمته ما أوحاه .. وأودعه المقام المحمود .. فاللهم بلغه مناه .. الحمد لله الذي دلنا بنبيه عليه وعرفناه .. وأجلنا بالقرآن العظيم وعلمناه .. وهدانا إلى بابه بتوفيق أودعناه .. أحمده سبحانه حمداً لا ينقضي أوله ولا ينفذ أخراه .. فالحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله .. وأشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمداً رسول الله .. صلى الله عليه ما تحركت الألسن والشفاه .. وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة تدوم بدوام ملك الله .. ثم سلم تسليماً كثيرا ..
يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- ليكتب له عقد دار .. فأمسك الإمام بالقلم والقرطاس .. فكتب " بسم الله الرحمن الرحيم .. اشترى ميت من ميت دار في بلد المذنبين .. وسكت الغافلين .. لها أربعة حدود .. الأول الموت .. والثاني الحساب .. والثالث الصراط .. والرابع إما جنةً أبدا أو ناراً أبدا "
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السلامة فيها ترك ما فيها لا دار للمرء بعد الموت يسكنها *** إلا التي كان قبل الموت يبنيها فإن بناها بخير طاب مسكنها *** وإن بناها بشر خاب بانيها أموالنا لذوي الميراث نجمعها *** ودارنا لخراب الدهر نبنيها أين الملوك التي كانت مسلطة *** أزحت سقاها بكأس الموت ساقيها واعمل لدار غدا رضوان خازنها *** الجار أحمد والرحمن بانيها قصورها ذهب والمسك طينتها *** والزعفران حشيش نابت فيها
ففي جلسة مناجاة مع النفس .. ومحاسبة لها على تفريطها .. سألت نفسي وسآئلتني ..!! كيف تعرفين الله ..؟! وتقرين بنعمه عليك ظاهرة وباطنة ..؟! ثم تبارزينه بالمعاصي في الليل والنهار ..؟!! وقلت لها : أما تخشين الخسف ..؟! أما تخافين العقاب .. ؟! وقلت لها : ألآ تتوقين إلى الجنة بحورها وحريرها ونعيمها الذي لا ينفد ..؟! ألستِ تهربين من النار بزمهريرها وأغلالها وعذابها الذي لا ينتهي ..؟! ثم قلت لها : اختاري ..!! فقالت : أتمنى يوماً أتوب فيه إلى الله ..!! فقلت لها : أنتِ في الأمنية فاعملي ..؟؟!! قالت : فكيف ..؟! صف لي الطريق ..؟! وبين لي العقبات ..؟!
أيها الأخ الحبيب .. لا بد أن تعلم أن أول الطريق .. "وقفة" .. والسير في الطريق .. "عمل" .. وزاد الطريق .. "توبة" .. واعلم أن الموت يأتي .. " فجأة" .. يقول ربنا سبحانه وتعالى { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
واعلم أخي الحبيب .. أنك تطلب السعادة .. وتروم النجاة .. وترجوا المغفرة .. يقول ربنا { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى }
فالتوبة أخي الحبيب .. هي ملاك أمرك ..؟! هي مبعث حياتك ..؟! هي مناط فلاحك ..؟!