مثال آخر :
يريد أن يخبرك عن قطة أمامه :
إذا رأت الأم قطة .. فإنها تشير بأصبعيها وهي تقول : قطة ( قطوة – بسة .. حسب اللهجة المحكاة ) .. مرة تلو أخرى ستجد أن طفلها كلما رأى صورة القطة سيقلد حركة أصبعيها .. ويحاول التلفظ بلسانه بالصوت مثلها ..
بل وبإمكان الطفل أن يخبر أمه أن ثمة ألم في أذنه ..
وذلك عندما تعوّده أمه على وضع أصبعيها السبابتين متقابلين وهي تقول : ألم .. وهي تشير إلى بطنها مثلاً .. أو عندما تجرح نفسها .. فتظهر التألم وهي تكرر كلمة ( ألم - وجع ) ..
عدة مرات سوف يفهم الطفل أن هذه الإشارة تعني ( ألم ) ..
وستجده فيما بعد يشير بأصبعيه ثم يرفعهما ناحية أذنه عندما تؤلمه ..
إن هذا الأسلوب يخفف من معاناة الأم إلى حد كبير مع بكاء طفلها ، لأنه قد وجد الطريقة التي يستطيع أن يعبر بها عن نفسه دون الحاجة للتعبير بالبكاء والصراخ ..
والمفيد كذلك أن تعلم هذه اللغة تساعد الطفل على التواصل مع الأطفال الآخرين حتى ولو كانوا من المتحدثين من اللغات الأخرى أو من الأطفال الصم والبكم .. لأنها لغة عالمية عرفها جميع الأطفال .. بالضبط مثل البكم عندما يتواصلون عبر الإشارة دون النطق .. وإجادته لهذه اللغة يزيد من وسائل تواصله البشري مع الآخرين إلى جانب التواصل اللفظي وحركة العين وتعبيرات الوجه ونحو ذلك ..
الطريف أن أحد الآباء اليابانيين قد اكتشف أن طفله وهو في سن العاشرة من عمره قد عقد صداقة متينة مع طفل آخر في بلد آخر عبر الإنترنت ( الكاميرا )، والغريب أن كل منهما لا يعرف لغة الآخر ، وإنما كانا يتواصلان عبر استخدام لغة الإشارة التي سبق لهما تعلمها ..
فهل ستكون لغة الإشارة هي اللغة العالمية مستقبلاً بدلاً من الإنجليزية ؟