أمثال مهمة

موضوع: أمثال مهمة الجمعة نوفمبر 30, 2012 9:45 pm

[ أخذها لحمة .. ورماها عظمة ]

ويُضرب هذا المثل للزوج السيئ ؛ والذي بعد حُبٍ وعِشرَةٍ طويلة مع زوجته ،
وقد أنجبت له الأولاد والبنات ؛حياة ملؤها السعادة والهناء ؛
حياة كانت له فيها نعم الزوجة ونعم الخادمة ونعم مربية الأولاد ؛
ونعم المدبرة لماله وحياته وراتبه ..
تكون قد أفنت الزوجة شبابها وحياتها وبهاءها ، وجزءا كبيرا من حياتها في ذلك ..
وإذا بالزوج السيئ يطلقها ويعيدها لأهلها هيكلا عظميا !!
تملأ التجاعيد والثنايا وجهها من تعب ونصب الخدمة له ولأولاده وربما لأهله من أب وأم وإخوان !!
أخذها وردة متفتحة تتمتع بالجمال والبهاء ؛
وطلقها وتركها عظما لا يطمع بها أحدٌ من بعده !!
ألم يسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ رَجُلٌ تَزَوَّجَ امْرَأَةً، فَلَمَّا قَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا طَلَّقَهَا وَذَهَبَ بِمَهْرِهَا ، وَرَجُلٌ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا فَذَهَبَ بِأُجْرَتِهِ ، وَآخَرُ يَقْتُلُ دَابَّةً عَبَثًا "
نتأمل الأسباب التي من خلالها يرمي الرجل زوجته عظماً فإذا هي :
= ينظر الرجل إلى زوجته وقد ذهب شبابها وجمالها له ولأولاده وينسى ذلك ،
وينسى قول الله تعالى : {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30
فينظر إلى الفتيات الماجنات الكاسيات العاريات ،
ويبدأ بالمقارنة لضعف إيمانه وتقواه ، فيطمع بالأخرى ظالما الأصل ورمز الفداء والتضحية !!
= ينظر إلى لبس الفتيات في عمله والشارع فيرى الأناقة والملابس الضيقة ،والصدور العارية والمكياج الصارخ ..فيطير بقية عقله ..
ويعود لبيته وإذا بزوجته بملابس الخدمة والطبخ والنفخ ، ورائحة البصل والثوم والدخان من النيران !!
ويبدأ بالمقارنة ناسيا أن زوجته لا وقت لها بعد خدمته و خدمة أولاده ..
فمتى تتهيأ له وتتزين ؟؟ وإن كان هذا ليس عذرا لها !!
= يطلب الذرية وكثرتها ثم يقول : الراتب لا يكفي !!
ويبحث عن زوجة موظفة طمعا بالراتب ، ويكون شرط الجديدة طلاق الأولى !!
= البعض لكثرة المال يطغى ويريد امتلاك أكثر من زوجة ،ويبدأ بالتعدد ، ويكون كالفحل الذي يريد الأغنام كلها ويقول : بمالي أحققُ ما أريد !!
يطلق الأولى ويتزوج بثانية وثالثةٍ .. ويكون مِزْواجا مِطْلاقا ،،
ولا قاعدة عنده ولا هداية ، وينسى قول النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ:
لِجَمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ»
صحيح - «الإرواء» (1783)، «غاية المرام» (222) «صحيح أبي داود» (1786): ق.

إلى هؤلاء :
تذكروا وصية النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ] صحيح البخاري

اللهم إنا نعوذ بك أن نظلِم أو نُظلم ..
اللهم حبب إلينا أزواجنا وحببنا لأزواجنا ..
اللهم اجعل السكن والمودة والرحمة بيننا ..
آمين ..

موضوع: رد: أمثال مهمة الجمعة نوفمبر 30, 2012 9:48 pm

مثلنا في هذا اللقاء هو مثل عامّيٌ من بلاد الشام .. ويقول:
[ زادك إنْ أكلتَهُ وحْدَكَ راحْ ،وإنْ أطْعَمْتَه فَاحْ ]

يتبين من هذا المثل خصلة عظيمة من خصال الخير، ألا وهي خصلة الكرم والجود والسخاء،خصلة إطعام الطعام.
فالقائلون لهذا المثل العامّي يحثون على الدعوة إلى الطعام مهما كان بسيطاً،لأن هذا خلق إسلامي أصيل.
يقول المثل: زادك- أي طعامك- الذي بين يديك إذا أكلته وحدك ولم يشاركك فيه أحد ،
فهو زاد لا أجر لك فيه سوى محافظتك على نفسك وحياتك !!
ونهاية هذا الطعام معروفة : أكلٌ فهضمٌ فإخراجٌ فإلى أنابيب الصرف الصحي أكرمكم الله تعالى !!
بينما الطعام الذي يشاركك فيه فقير أو قريب أو جار أو صاحب أو أخ مسلم :فهذا طعام يفوح فعله ، وينتشر خبره ..
الناس يتحدثون عن كرمك ،ويشكرون جودك ، ويثنون على مروءتك ،
ويذكرونك في المجالس واللقاءات بالسخي والكريم ،،
والناس يدعون لك ولزوجك ولأهل بيتك بالبركة والعافية .
والطعام الذي يشاركك فيه أحد المسلمين فهو طعام مأجورٌ عليه من رب العباد سبحانه ،
وصاحبه قد امتثل سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ألا وهي إطعام الطعام :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ؟، قَالَ:
«تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».
[تعليق الألباني] صحيح - «صحيح الأدب المفرد» (790): ق.

والكثير منا إن لم يكن الكل يعرف أن نبي الله إبراهيم عليه السلام كان يُسمّى بأبي الضيفان !!
كان عليه السلام لا يجلس لطعام إلا بحث عمّن يشاركه فيه !!
وقد صنع طعاما للملائكة وهو لا يعلم من هم ،، ولم يصنع طعاما عاديا !!
بل كان عجلا سمينا مشويا حنيذا !!
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بأن يكثروا مرق الطعام ويهدوا إلى جيرانهم كما في الحديث :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
" يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ "
إسناده صحيح على شرط الشيخين. (الأرناءوط)
....
وكم كانت الحياة جميلة في السنين الخاليات ؟؟!!
الجيران يتهادون فيما بينهم بطبقٍ من الطعام، أو بطبقٍ من الكعك ،أو بطبقٍ من الفاكهة ،أو بشئٍ من نتاج الأشجار والثمار...
لأنهم كانوا يذكرون قول النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«طَعَامُ الِاثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاثَةَ، وَطَعَامُ الثَّلَاثَةِ كَافِي الأَرْبَعَةَ»
[حكم الألباني] : صحيح

ولكننا في هذه الأيام ..
نرى الابن يخفي الفاكهة عن أبويه ، ويذهب بها لزوجته وأولاده فقط !!
يخفيها عن صغار إخوانه ، ويدخلها بيته من الشباك لكي لا يراها أحد الأقارب!!
ولذا يصدق مثلنا ويقول ناصحاً : " زادك إن أكلته راحْ ، وإن أطعمْته فاح "
فاختر لنفسك ما تحب ..

اللهم اجعلنا كرماء أسخياء محسنين غير مسيئين ،،
واجعلنا ممن يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا،،
وجارا وقريبا وصديقا ..اللهم آمين

موضوع: رد: أمثال مهمة الجمعة نوفمبر 30, 2012 9:53 pm

أمثال – 2-
[فيه نِسْوان ..هِيّ وجوزها عَ الزمان ؛؛ وفيه نسوان هيّ والزّمان على جوزها ]

إخواني .. أخواتي
نعيش مع هذا المثل الناصع الرائع ، حيث نرى ونسمع أن هناك زوجات مؤمنات تقيات ،
يقمن بمساعدة الزوج على تحمل أعباء الحياة ،
وتساعد زوجها في رسالته في شئون الحياة المختلفة!!
= زوجةٌ .. تقدر دخْل زوجها فلا تطلب منه ما يثقل كاهله ،
وتقوم بتدبير أحوال واحتياجات أبنائها وبناتها ومسكنها ؛
دون أن تسبب أي ضيق أو إزعاج لزوجها !!
= وزوجة أخرى تقدر تعب ونصب زوجها ؛
فتقوم بتوفير الراحة التامة له عند عودته لبيته ..
هدوء ..طعام في موعده ..تربية لأولاده ..أجواء يريح الأعصاب ؛
لا تستقبله بالشكاوى من الأولاد والجيران والأقارب والأم والأب !!
= وزوجة ثالثة تقوم بتوفير الوقت والجو الملائم لزوجها ،
وذلك ليقوم بواجب الدعوة إلى الله ،ومن أجل تعليم الناس الخير والإسلام والعقيدة والإيمان ؛؛
ومن أجل الإصلاح بين المسلمين ؛؛
ومن أجل كتابة المؤلفات الإسلامية والعلمية التي تنفع البشرية ؛؛
وهي تعتقد وتؤمن تماما بأنها بهذا العطاء الفذ العظيم النادر ؛
وعلى حساب أهوائها ورغباتها ستنال أجرا مماثلا لأجر زوجها في مجال دعوته ؛؛
حيث تتولى إدارة دفة البيت والأولاد والتعليم والتربية ،
وكأنها تترك زوجها وقفا مؤقتا لله تعالى !!
فأي عطاءٍ هذا؟! وأي تضحيةٍ هذه ،، وأي زوجةٍ هذه ؟؟!!
= وزوجة رابعة تقوم بِحَثّ زوجها على صلة الرحم ،
وعلى التواصل ومسامحة المخطئين ،
وعلى تحمّل أذى الجيران والأقارب والمسيئين ممن يتعامل معهم وله احتكاك بهم !!
وما تفعل هذا إلا بثمرة الدين الراسخ في قلبها وعقلها وكل كيانها ؛؛
ولتحفظ كرامة زوجها وترفع قدره في المجتمع ، وتساعده في تهدئة أعصابه..
فأمثال هؤلاء من النساء هي وزوجها .. على الزمان وأكداره !!
ومنبع ذلك :
السير على حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
[ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ] صحيح البخاري (16/ 33)
فظفر من بداية المشوار بذات الدين التي تكون هي وزوجها على الزمان !!

أما الصنف الثاني من النساء :
يقمن بإثقال كاهل الزوج ، ويجبرنه على السرقة والرشوة والخيانة والتذلل والاستجداء !!
وما ذلك إلا من أجل توفير طلبات ومطامع الزوجة !!
فيكنّ هنّ وصعوبة الحياة وضيق الحال وقلة المال وانعدام فرص العمل أحيانا كل هؤلاء على الزوج !!
فيعيش مهموما حزينا كئيبا مقصرا في طاعته وعبادته وعمله وأمانته!!
فكيف يستقيم حاله ويهدأ باله ؟؟!!
في الحديث : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[ لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ ،إِنَّمَا الشُّؤْمُ فِي ثَلَاثٍ فِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ] صحيح البخاري
{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }الفرقان74

اللهم إنا نسألك عيشة هنيئة ، وزوجة صالحة تقية ؛؛
اللهم أصلح نساء المسلمين ؛؛ واعمر قلوبهن بالإيمان ؛؛
وبارك لنا في أزواجنا ونسائنا وذرياتنا ..
واجعلنا للمتقين إماماً ..آمين ..

موضوع: رد: أمثال مهمة الجمعة نوفمبر 30, 2012 9:57 pm

مثلنا في هذه الحلقة يقول :

[ قالوا للطمّاع اسكت ولك نصف الدنيا فقال : والنصف الثاني لمين ؟ ]

الإخوة والأخوات
كم من الطامعين في حطام الدنيا وزينتها وشهواتها ..
وكم يجمعون ما يزيد عن حاجتهم وما يلزمهم ..
وكم هذا الجمع يجعلهم طغاةً جبارين بخلاءَ أشِحّاءَ ..
حتى إن الكثير منهم يبخل على نفسه وأهله وبيته وزوجته !!
فهو حريص على المال والربح وعلى الزيادة في الأراضي والتجارة والعقارات والأرصدة ؛؛
وما يخرج من يده قليل ..
أما هذا البخيل مادياً والطماع في الكلام ::
فإنه لا يبخل بكثرة الكلام والحديث ؛؛ولا يستطيع إسكاته أحد ،،
ولا تعرف مفتاحا من خلاله تستطيع إغلاق فمه !!
ولذا جاء هذا المثل ليوضح هذه الحقيقة وهذه الخصلة الممقوتة من الناس ؛؛
ويوضح حرص هذه الجبلّة السيئة من البشر على كثرة الكلام ..
وقلة الإنفاق على كثرة جمع الحطام من الدنيا وقلة شكر النعمة ..
سبحان الله..
نجد في كتاب الله سبحانه :
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36
لم يرض هذا الطماع بما في نصف الدنيا من أملاك ونِعم وخير كثير مقابل سكوته ؛؛
ولكنه يسأل عن الذي يشاركه في الدنيا ...يسأل عن مالك النصف الآخر ؟؟!!
فكم من الناس ::/
تقف أنت مع أحد الزملاء وتتحدث في أمر خاص فيمرّ أحد المسلمين ويسلم ويصافح ؛
ويقف ثالثا .. ثم ما أن يمسك بكلمة فإذا هو مذياع قد فُتح وأخذ يُدلي بدلوه ..
وتتوقف أنت وصاحبك عن الكلام .. ويأخذ هو بالتعليق والتصحيح والمعالجة والنقد والغيبة والسب والشتم ..
ولو طُلب منه السكوت ويُدفع له بعض المال ...يقول :
أدفع أنا مالا واتركوني أتحدث وأشارك..!!
فهؤلاء الثرثارون لهم مداخلات في الطب وفي الهندسة وفي اللغة وفي العلوم ؛
وفي حل المشاكل وفي الإصلاح وفي المعارضة مع الحكام والملوك ؛
ويفتي ويفسر قرءانا ويخرِّج حديثا ..
وهو أولا وأخيرا لا يملك شهادة الابتدائية العامة !!
وقل لو كان جامعيا فالرجل الجامعي قد لا يستطيع فقه ما درس إلا من رحم الله سبحانه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ "
مسند أحمد ط الرسالة (3/ 259)
فهؤلاء لو أُعطوا الدنيا بكاملها لكي يسكتوا لم يسكتوا ..

اللهم إنا نعوذ بك من الطمع والجشع..
ونعوذ بك من كثرة الكلام والفضول ...

يقول مثلنا في هذا اللقاء

[ ما بيستقيم الظل .. والعود أعوج ]

إخواني .. أخواتي..
من الأمور المسلَّم بها أن الظل لا يمكن إلا أن يكون كأصله ؛
فإذا وضعنا عودا مستقيما ؛ كان الظل مستقيما ؛
وإذا وضعنا العود المعوجّ في الشمس فإن ظله يكون معوجّاً .
وقد يقول قائل :قد يوضع العود مقوّساً في الشمس ويكون الظل مستقيماً !!
وذلك عند وضع هذا المقوس عكس محور الشمس ؛؛ فإنه يظهر مستقيماً ؟؟
أقول نعم يكون ذلك !!
ولكن هذه الاستقامة مزيّفة وخادعة للناس؛؛
وذلك لأن واضع العود الأعوج بهذه الطريقة يبحث عن هدفٍ ومنفعة شخصية.
ومن كتاب الله سبحانه بيان للأصل والظل ..
يقول تعالى :
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }الطور21
فالأصل مستقيم ..إيمان ..أعمال صالحة ..تربية إسلامية وتنشئة دينية ..
فكان الظل [ذريتهم] كالأصل في الإيمان والعبادة بمنتهى الاستقامة ..
فكان اللحوق من الذرية الظل بالآباء الأصل في الجنة ..
ومن السنة النبوية المطهرة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتَجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ ] صحيح البخاري (5/ 143)0
والآن ::
متى يضرب هذا المثل ؟؟ ولمن ؟؟
= يضرب للأمة التي تريد أن يكون رئيسها أو ملكها أو حكومتها مستقيمة ،
فإذا كانت الأمة معوجّة ..فالحكومات ظلٌ لها ، وهي منتخبة من الأمة،
فكيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟؟!!
فإذا أرادت الأمة استقامة ظلها عليها باستقامة نفسها وكما يقال "كما تكونون يُولَّ عليكم "
= وكذلك يُضربُ هذا المثل للأب المنحرف العاصي يريد من ابنه المنحرف أن يستقيم ؛؛
وهو أكبر المنحرفين المجرمين !! فكيف يستقيم الابن وهو الظل والعود وهو الأب معوجّا ؟؟ !!.
= وكذلك يضرب هذا المثل للزوجة المنحرفة يطلب منها أن تستقيم وهي ظل لزوجها الخانع الذي لا يغار على عرضه ؛
ولا يحفظ لحم زوجته ،
ولا يريد أن يكون هذا الجسد الغالي النفيس له وحده !!
بل يريد أن يشاركه الناس في الشوارع والطرقات والأفراح والأسواق ؛؛
فينهمون جسدها العاري المفضوح لأن أصل هذا الظل معوج !!؟؟

اللهم إنا نسألك الاستقامة في الأمور كلها ..
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرّة أعين ، واجعلنا للمتقين إماما ..
"اللهم أمين"

» (¯`v´¯) ثلاثيات مهمة في الحياة (¯`v´¯)