عدد المساهمات : 1013ت التسجيل : 18/09/2012 نقاط : 2671 السٌّمعَة : 0
موضوع: للأخلاق حدود فلا (تتعداهــآ) الجمعة ديسمبر 14, 2012 12:29 am
<B>للأخلاق حد</B> <B>متى جاوزته صارت عدواناً ،</B> <B>و متى قصرت عنه كان نقصاً و مهانه .</B>
<B>.</B> <B>وللغضب حدود</B> <B>و هو الشجاعة المحمودة و الأنفة من الرذائل و النقائص ، </B> <B>و هذا كماله . فإذا جاوز حدّه تعدى صاحبه و جار ، </B> <B>و إن نقص عنه جبن و لم يأنف من الرذائل .</B>
<B>.</B> <B>وللحرص حدود</B> <B>و هو الكفاية في أمور الدنيا و حصول البلاغ منها ، فمتى</B> <B>نقص من ذلك كان مهانة و إضاعة ، و متى زاد عليه كان </B> <B>شرهاً و رغبه فيما لا تحمد الرغبة فيه .</B>
<B>.</B> <B>وللحسد حدود</B> <B>وهو المنافسه في طلب الكمال و الأنفةُ أن يتقدم عليه نظيره ،</B> <B>فمتى تعدّى ذلك صار بغياً و ظلماً يتمنى زوال النعمه عن</B> <B>المحسود و يحرص على إيذائه ، و متى نقص عن ذلك كان</B> <B>دناءة و ضعف همّه و صغر نفس .</B>
<B>.</B> <B>وللشهوة حدود</B> <B>و هو راحة القلب و العقل من كد الطاعه و اكتساب الفضائل</B> <B>و الاستعانه بقضائها على ذلك ، فمتى زادت على ذلك صارت نقمة</B> <B>و التحق صاحبها بدرجة الحيوانات ، و متى نقصت عنه و لم يكن</B> <B>فراغاً في طلب الكمال و الفضل كانت ضعفاً و عجزاً و مهانه .</B>
<B>.</B> <B>ولراحة حدود </B> <B>و هو إجمام النفس و القوى المدركه الفعّاله للإستعداد للطاعه </B> <B>و اكتساب الفضائل و توفرها على ذلك بحيث لا يُضعفها الكد و التعب</B> <B>و يضعف أثرها ، فمتى زاد على ذلك صار توانياً و كسلاً و إضاعه </B> <B>و فات به أكثر مصالح العبد ، و متى نقص عنه صار </B> <B>مُضّراً بالقوى موهناً لها و ربما انقطع به .</B>
<B>.</B> <B>والجود له حد بين الطرفين</B> <B>، فمتى جاوز حده صار إسرافاً و تبذيراً ،</B> <B>و متى نقص عنه كان بخلاً و تقتيراً .</B>
<B>.</B> <B>والغيره لها حدود </B> <B>اذا جاوزته صارت تهمه و ظناً سيئاً بالبرئ ،</B> <B>و اذا قصّرت عنه كانت نغافلاً و مبادئ دياثه .</B>
<B>.</B> <B>والتواضع حدود </B> <B>اذا جاوزه كان ذلاً و مهانه ، </B> <B>و من قصر عنه انحرف الى الكبر و الفخر .</B>
<B>.</B> <B>وللعز حدود</B> <B>اذا جاوزه كان كبراً و خلقاً مذموماً ،</B> <B>و إن قصّر عنه انحرف الى الذلّ و المهانه .</B>
<B>.</B> <B>و ضابط هذا كله العدل ، و هو الأخذ بالوسط </B> <B>الموضوع بين طرفي الإفراط و التفريط .</B> <B>فخير الأمور الوسط.</B>