ان الموروثة صغيرة جداً الا انه لا يمكن رؤيتها حتى بواسطة اقوى مجهر متوفر لكن رغم ذلك فبامكاننا ادراك وجودها بواسطة اختبارات مخبرية جديدة. ان احد اول الذين اكتشفوا عالم المورثات هو عالم نمساوي اسمه غريغور مندل في اواخر القرن التاسع عشر حيث اخرج مندل قوانينه الوراثية العامة للمادة الحية وقال انه لا بد من وجود مادة فيزيولوجية مسؤولة عن تمرير المميزات العرقية او السلالية عبر الاجيال لكنة لم يعرف ما هي بالتحديد. وعلى مدى سنوات عديدة بقيت هوية تلك المادة الناقلة للعناصر الوراثية غامضة ومع تحسن صناعة المجهر بدأ العلماء بافتراض ان للحبال الرقيقة المجدولة المسماة الصبغيات والتي توجد في نواة كل خلية دور في هذا المجال. بعدها وفي منتصف الاربعينيات من القرن الماضي انتجت الاختبارات في الولايات المتحدة دليلاً اقوى فقد اكتشف ان جزيئيات حامض غامض يعرف بالحامض النووي (دي ان أ) الذي وجد ضمن الصبغيات يلعب دورا ما في لغز الوراثة. لكن لم يعرف في ذلك الوقت كيف يقوم ذلك الحامض بلعب دورة وتنفيد عجائبة حتى أتى الانجليزي فرانسيس كريك والامريكي جيمس واتسون اللذان منحا في وقت لاحق جائزة نوبل على اعمالهما في هذا المجال واللذان ربطا الكثير من الادلة معاً. وكنتيجة لابحاث هذين العالمين عمل على بناء نمودج ضخم لاحدى جزيئات الحامض النووي (دي ان أ) وهي عادة جزيئية غير مرئية بواسطة اشعة اكس وتسمى اللولب المزدوج. ويشبه النموذج سلما لولبياً او حلزونيا وكما عرف فان عمودي جزيئية الحامض الحقيقية الملتويين مصنوعان من الفوسفات ومواد سكرية وكل عمود ملتو او سلم مصنوع من مادتين كيميائيتين مفصولتين عند مركز السلم يربطا بعدها بواسطة وصلة هيدروجينية والجزء الاعلى من السلمين او السلم اللولبي مصنوع من اربعة مركبات عضوية وهي ادنين وجوانين وثايمين وسيتوسين وهذة المركبات الاربعة هي التي تكون ما يعرف بالرمز الوراثي