الرشاقة المبالغ بها قد تقضي عليك
كون المرء معتدل القوام شيء جميل في حد ذاته، فالوزن الزائد لا يرغب أحد به لكن النحافة سمة غير مفضلة، تجد الشخص يعذب نفسه كأن يجلس أمام تفاحة يحملق بها لأنها ستكون طعام الغداء بدلا مما يشتهي كل هذا من أجل النحافة، لكن لماذا كل هذه المعاناة؟ عليك بالتوقف الآن لأنك بهذا تؤذي نفسك أكثر من نفعها.
ليس هناك خطأ في الرغبة بأن نكون لائقين من الناحية البدنية، وبحالة صحية جيدة وهذا يمكن لنا فعله وتحقيق الهدف من خلال تناول الفاكهة خمس مرات في اليوم بجانب الخضروات المفيدة، هذا كما ينصح خبراء التغذية، لكن تجويع النفس باستمرار عن طريق اللجوء إلى أنظمة التغذية المختلفة والمكملات الغذائية فقط لتقلل مقاس الثوب، نتيجة لذلك تسوء حالتك النفسية والصحية والمظهرية.
برد بعد برد بعد برد:
عندما تحرم جسمك من كمية الطعام الكافية لن يحصل على العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على قيام خلاياه بوظائفها بشكل مناسب، وبهذا لن يمدك حساء الملفوف على سبيل المثال بكل الفيتامينات التي يحتاج إليها جسمك كي يعمل.
إذن لا تفعل هذا، مهما كانت المغريات الخارجية واعلم أن الجسم إذا لم يعمل بشكل صحيح يضر في نهاية المطاف جهاز المناعة لديه الذي سيضعف ويصبح الشخص عرضة لجميع أنواع الفيروسات والأمراض الخطيرة؛ لأن الضغط على الجسم يسبب اضطراباً في أجهزته.
الحالات المزاجية الكئيبة:
تعلمين أن حالة زوجك المزاجية تتغير عندما يتناول وجبة إفطار أقل من الكمية التي يرغب فيها، اضربي الآن هذه الحالة المزاجية في حوالي ألف، ستكون النتيجة هي مدى حالتك المزاجية أنت عندما تشعرين بحرمان دائم من أحد أهم متعك بالحياة عند انتهاء أو قدوم يوم.
الطعام الجيد ليس مفيداً لأجسامنا فقط، إنما هو مفيد لعقولنا أيضا لما لبعض العناصر الغذائية من دور هام في زيادة تدفق المشاعر الإيجابية السعيدة بالإضافة إلى ما نشعر به عند الجلوس مع الأصدقاء لتناول وجبة ما، فكيف تكتسبين البريق الرائع الذي يضفيه الطعام على مظهرك من مجرد تناول قليل من الخس أو غيره من الوجبات القاسية البائسة؟.
التقدم في العمر قبل الأوان:
هناك حكمة قديمة تقول: "تخلص من مرحلة عمرية معينة عندما تتاح لك الفرصة لكي تختار بين مؤخرتك ووجهك" وعلى قدر مقتنا للاعتراف بها نعتقد أنها حقيقة، يمكنك أن تنظر إلى أي إنسانة من المشاهير اللاتي تعدت الثلاثين من عمرها، تجد أن النحيفات غالبا ما يكون مظهرهن هزيلاً وليس هناك كمية مكياج يمكنها أن تسد الفراغات الكبيرة على الخدين والوجه.
المشكلة هي أن هذه التجاويف الناتجة عن النحافة تجعلك تبدين أكبر من عمرك، حيث تظهر تلك العلامات في جميع أنحاء جسدك وتنكمش بشرته وتفقد نضارتها الشابة كل هذا بسبب نحافتك الزائدة التي تفقدك جاذبيتك وأنوثتك الطبيعية، لذا حاولي أن تتعاملي بشكل طبيعي وتجنبي الحرمان حتى لا ينعكس بالسلب عليك وعلى علاقتك مع زوجك ومع نفسك أيضا.
العقم:
دائما نقول إننا سننجب أطفالاً عندما يحين الوقت المناسب، حسنا.. لكن لا يمكنك العبث في طبيعة الأمومة كأن ينقص وزنك أقل من اللازم لأن هذا له تأثير كبير على خصوبتك حيث تتوقف البويضات عن التبويض عندما تقل نسبة الدهون بالجسم إلى مستوى منخفض بشكل خطير.
إذا قلت إن هناك الكثير من الأمهات النحيفات اللاتي أنجبن بدون مشكلات، فأنت بذلك تخاطرين بنفسك بمقارنتها مع حالات نادرة وليست قاعدة عامة يمكن الاعتماد عليها.
الرجال:
حاولي سيدتي أن ترفعي رأسك المنهمكة في النظر داخل مجلات الموضة ومشاهير النساء وبدلا من ذلك ألقي نظرة داخل المجلات الخاصة بالرجال، لن تجدي بها أي نموذج شديد النحافة من الرجال، هذا لأن الرجال لا يفضلون المظهر النحيف كما لا يميلون إلى النظر إلى المرأة التي يتكون جسدها من عظام تكسوها طبقة رقيقة من الجلد.
إنهم يرغبون في المرأة التي تبدو وتشعر من حولها أنها امرأة، من خلال ما يفرق بينها وبين الرجل حيث ينجذب الرجل إلى ما يفرق المرأة عنه، مثل نعومة وتناسق أجزاء الجسم بشكل طبيعي، أي الجسم الذي تمتليء أجزائه بشكل مناسب وليس الجسم الذي اختفت منه معالم الأنوثة.
يقول خبراء الرشاقة والجمال دائما إن النحافة والرشاقة شيء جميل، لكن عندما يسأل الرجال عن مفهوم الجمال لديهم أؤكد لك سيدتي أنهم لن يذكرون كلمة النحافة على الإطلاق، لذا اذهبي وحرري نفسك من قيود الريجيم القاسي وتناولي ما ترغبين، لكن باعتدال فخير الأمور الوسط.
الخرف:
عندما يقل وزن الإنسان عن الحد المطلوب يصبح أكثر عرضة للإصابة بمرض العته أو الجنون، هذا التقرير وفقا لدراسات استعرضتها الولايات المتحدة تمت عبر العالم على أكثر من 37000 شخص، فقد كشفت الدراسة التي نشرت في جريدة (Obesity Reviews) أنه بالرغم من أن البدانة تزيد خطر الإصابة بالخرف بنسبة 42%، تزيد النحافة أيضا من خطر الإصابه به بنسبة 36%.
هشاشة العظام:
يؤدي نقصان وزن الجسم بشكل غير طبيعي إلى انخفاض كثافة المعادن في العظام لدى كل من النساء (وهو الأكثر شيوعا) والرجال، هذا وفقا للعديد من الدراسات وهذا يسبب بدوره مشكلات كبيرة تشمل:
- ضعف العظام.
- هشاشتها.
- مشكلات في المفاصل.
- مشكلات التنقل والحركة عند التقدم في السن.
الأنيميا:
يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم الغذائي حيث يقلل من كمية الأكسجين التي تحملها كرات الدم الحمراء مما يسبب مشكلات منها:
- ضعف القلب وانخفاض نبضاته.
- الشعور بالدوخة.
- الإغماء.
لذا لابد من تعزيز الجسم بالحديد الكافى لأداء عمله بشكل طبيعي من خلال تناول كميات مناسبة من الخضروات الغنية بالألياف واللحوم الحمراء.
الوفاة:
عندما تقل كتلة الجسم عن 18.5 يصبح الشخص معرضاً لخطر الوفاة، هذا فضلا عن مخاطر أخرى وهي السرطان والأمراض القلبية بناء على دراسة نشرت في الجريدة الأمريكية الطبية (Journal Of The American Medical Association). وبهذا علينا الاعتدال وعدم السير والتقليد الأعمى للغير دون النظر إلى نهاية الطريق الذي نسلكه.