للصدق أبعاد حسب وجهات نظر الناس، فمنهم من يصدق في عامة حديثه، ويلجأ إلى الكذب في بعضه، ومنهم من يكذب في عامة حديثه، ويلجأ للصدق في بعضه، ومنهم من يصدق في عامة حديثه إلى مدىً محدود، فإذا ما بالخناق يضيق عليه في بعض المواقف، أو خشي من فوات مصلحة في مواقف أخرى؛ لجأ إلى الكذب، ومنهم من حاله كذلك، غير أنه يستبدل الكذب بالمواراة التي تؤدي في بعض الأحيان إلى الكذب _متى أفرط في استخدامها_ والنادر من الناس من يصدق في عامة حديثه دون لجوء لأي نوع من ألوان الكذب أو المواراة، فإذا ما وفقك الله للتعرف على مثل هذا العبد، فامسك بتلابيبه؛ فإنه عملةٌ نادرةٌ في هذا الزمان؛ لأنه إذا أحبك أخلص إليك، وأوفى فيك ذمته، وإن لم تحظَ بحبه، فلن ُتحرم أمانته، وسوف يوافيك حقك على الوجه الذي ترضاه . . إذ بصحبته تكون النجاة .
***************************************
توقف عند كل كلمةٍ أو فعلٍ تقوم به، فموازين الله في الجزاء والعقاب تختلف تماماً عما يمكن أن تتصوره!! إذ يمكن دخول الجنة بكلمةٍ!! أو الحرمان منها أيضاً بكلمةٍ!! لا يمكنك فداء نفسك منها؛ حتى ولو أنفقت ملء الأرض ذهباً!! كما يمكن أن يكون دخول النار أو الاحتجاب عنها، بفعلٍ صغيرٍ أو قولٍ يسيرٍ تستهين بوزنه، ولا تعبأ بفعله؛ إلا أنه عند الله كبيراً . . وفي عرصات يوم القيامة أمراً عظيماً!! إذا ما وضع في الميزان لك أو عليك!! فارحم نفسك بتقوى الله، ولا تهلكها بالغفلة والبعد عن الله، فاليوم عملٌ بلا حساب، وغداً حسابٌ بلا عمل، فاسأل ربك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، فإن رزقك الله ذلك فهذه والله عين النجاة .