الطبع غلاب . . هكذا يقولون، والواقع يشهد بصدق هذه المقولة، فكثير من الناس يحاول إظهار نفسه بغير صورته الحقيقية، إلا أن لسانه يفضحه، وذلك لأن قلبه تشرب ما اعتاده من الطباع، فيفشيها اللسان أثناء الكلام، فتعرفها منه في لحن القول، إذ أن اللسان مغرفة القلب!!
***************************************
كلما تعمقت علاقاتك الدنيوية، وكثرت تعاملاتك المادية، كلما تجردت نفسك من شفافيتها!! واكتسبت من الصفات ما يؤهلها للإشراف على هلاكها، والخير أن تجعل الدنيا في يدك لا في قلبك، حرصاً على دينك، ونجاةً بآخرتك، وسلامةً بقلبك، وإخلاصاً لربك، وإلا فانظر إلى نفسك بعد فترةٍ من تلك التعاملات، فسوف تجدها قد انتقلت إلى عالمٍ من الضياع والتردي، ولا يهلك على الله إلا هالك، فاسأل ربك السلامة والتثبيت، وأن تقنع من الرزق بما يسترك، وعن سؤال الناس يغنيك.
***************************************
لم يفز العاصي بأي شيء على وجه الإطلاق!! فلحظة متعته سريعة الزوال!! وآثار شؤمها على النفس دائمة الكآبة مؤرقة للبال!! إذ بها صارت عناية الله عنه بعيدة المنال!! بل صار غضبه عليه وشيك الإنزال!! ومن ثم يمضى لقبره دون ما زاد من الأعمال!! ويصبح رهين حساب ليس له به أي طاقة ولا احتمال!! فبأي شيء فاز العاصي سوى المهانة والمذلة والخسران ؟!
***************************************