الشيطان والنفس والهوى والفقر والمرض والخوف والنفاق والرياء والحقد والحسد والغيبة والنميمة والغدر واللؤم والخيانة والفجر والعهر والكفر والشرك الرذيلة والبغي والظلم والفساد والفسق كلهم أعداء متربصون بك؛ كي ما ينالوا من دينك، ولا عصمة لك إلا بربك، فبقدر حرصك على النجاة من سنان حرابهم، بقدر ما ينبغي أن يكون التصاقك بربك، وبقدر تفريطك في أمر ربك، بقدر ما يمكن أن تصيبك تلك الحراب !!
***************************************
لا أمان لأهل الدنيا على وجه الإطلاق!! فهم الذين لا يعرفونك إلا حال يسرك ومسرتك، وهم أول المفارقين لك حال عسرك ومضرتك، فكيف يمكنك الوثوقبهم ؟!
***************************************
إذا أردت أن تستوفي شواغل الدنيا بأسرها، فيلزمك زيادة عمرك أضعاف أعمار العالمين، فإذا ما استطعت ذلك _ برغم استحالته _ فإنك لن توفِ إلا معشار تلك المشاغل؛ لتشعب شتاتها!! فأحجم هذا السيل من استنزاف عمرك المحدود في تلك المتاهات التي لا قبل لك بها، واستثمر أيام حياتك المحدودة في عمار آخرتك، فرب عملٍ قليلٍ تعظمه النية!!
***************************************
دعك من هذه الهالة الزائفة التي يحيا الناس فيها، ويتصارعون عليها، ويتخاصمون من أجلها، وصوب نظرك نحو هذا القادم القريب الذي لا يمهل غافلاً، ولا يعذر مقصراً، ولا يشفع لعظيمٍ ولا يرأف بفقيرٍ، إنه الموت الذي ليس منه فوت، وإنها الآخرة بأهوالها وشدائدها، وإنه الله بكبريائه وجبروته وعظمته، فلتقدم لنفسك من الأعمال ما ينجيها من هذا الهول القادم؛ عسى أن تنالك رحمة الله، ولا تتعجل بهلاكها بمزيد من البعد عن الله.