صاحب القلب الحي هو الذي يستفرغ وسعه؛ لينهل من نعيم آخرته بالمزيد من الطاعات في دنياه، تماماً كما يستفرغ أهل الدنيا وسعهم لنيل أكبر قسط من المتع والملذات في دنياهم!!
************************
لماذا لا نجعل للآخرة بثاً حياً ومباشراً على قلوبنا، فنستذكر صرخات أهل القبور في ظلماتها، ونعيم أهل الصلاح بالنظر إلى منافذ جنانها، ورفرفة طيور الجنة بين أغصانها، وزفير النيران بين أمواجها!! كيما تسنجم أعمالنا على صدى نعيمها وعذابها؛ فتنصلح أحوالنا، ويكون لقاء الله خير ما ننتظر، فوزاً بحسن خاتمتنا!!
************************
يأبى الله إلا أن يظهر للعباد عدله ورحمته، فإذا ما ظلمت نفسك بالوقوع في معصيةٍ؛ فلا ترتضى بغير الرجاء في رحمة الله تعالى وعفوه بديلاً!! إذ لو عاملك بعدله لهلكت منذ الوهلة الأولى مع الهالكين!! قال تعالى : "ولو يعجل الله للناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى . . الآية"
************************
لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لأمعنت في هموم الآخرة انشغالاً وانهماكاً؛ حتى أبلغ برحمة الله منزلة الشهادة، ولم أجعل لهموم الدنيا عليّ سبيلاً، فيصيبني ما أصاب من درنها وما تحمله من أوساخ القمامة!!
************************
لن تبلغ كلماتك مسامع القلوب، حتى تكون أول المؤمنين بها، الموقنين بمعانيها، العاملين بمقتضياتها!!
ا