كانت الأمثال تضرب بنجاحها كل صباح.. متوكلة على ربها في رزقها تغدو خماصا وتروح بطانا..
تطير محلقة تلقي في روعنا حجم الثقة الكبير وحسن الظن بالقدير.. بأنها عائدة برزقها لفراخها التي خلفت جياعا في أعشاشها.. بل وربما كانت حانية على غيرها من الحيوانات أو الوحوش.
وألقمته بمنقارها ما حصلته من طعام..
عجبي لتلك العصافير.. وهي تهدي ابن آدم دروساً تبنى بها الحياة.. المبادرة..العطاء.. الإيجابية.. حسن الظن.. التوكل..
وعجبي الأشد لابن آدم .. ترى.. ما الذي أهداه للعصافير..؟
دخلت التقنية إلى عالمنا الكبير فأضحى صغيرا.. وجلبت وسائل التواصل فانقطع التواصل وتصرمت أواصر..
انشغلنا بشبكات التواصل الاجتماعية.. فكان من أبرزها مصدر التوتر الشهير(تويتر)..
أنفاسه لاتتجاوز140حرف لكنها فعلت فعل 140سيف.. وبدلا من أن يكون تغريد جعلناه تخريف كعادة البعض منا.. خلع الشيء من محاسنه وإيجابياته.. وإكسابه طابع السوء والأذى..
كنا نسمع تغريد العصافير فنطرب.. فما بالنا صرنا نسمع التغريد اليوم فنستنكر ونشجب؟!
هل أصبحت المناقير في العصافير.. تقدر على اللسع كالدبابير؟..
فأصبح الكبير كالصغير.. والصغير كالكبير.. وصاحب الكلمة بحرف منها أسير..
فعجبي.. من ذا الذي شوه طباعك أيتها العصافير؟