قصيدة عجباًاتوحشني وانت إزائي
عجبا أتوحشني وأنت إزائي وضياء
وجهك ماليء سودائي
لكنه حق وإن أبت المنىأنا تفرقنا لغير لقاء
جرحوا صميم القلب حين تحملواالله في جرح بغير شفاء
ألطيب المحمود من عمري مضىوالمفتدى بالروح من خلصائي
لا بل هما مني جناحا طائررميا ولم يك نافعي إخطائي
ألصاحبان الأكرمان توليافعلام بعد الصاحبين ثوائي
لم يتركا برداهما غير الشجىلأخيهما ما دام في الأحياء
وحيالي الخلطاء إلا أنني متغرب بالعهد في خلطائي
أيراد لي من فضل ما مجدا بهإرث إذن جهل الزمان وفائي
إن نحي بالذكرى فلا تبديل فيصفة ولا تغيير في الأسماء
يا صاحبي غدوت منذ نأيت ماأجد الحياة ثقيلة الأعباء
لا ليل عافية هجعت به ولايوم نشطت به من الإعياء
أنا واحد في الجازعين عليكماوكأنما ذاك البلاء بلائي
فإذا بدا لكما قصوري فاعذراأو شفعا لي مسلفات ولائي
مهلا أمير الشعر غير مدافعومعز دولته بغير مراء
كم أمة كانت على قدر الهوىترجوك ما شاءت لطول بقاء
متمكنا من نفسها إيمانهاإن لم تكن ممن حيوا لفناء
فإذا المنايا لم تزل حرب المنىوإذا الرزيئة فوق كل عزاء
في مصر بل في الشرق منها لوعةسدت على السلوان كل فضاء
أترى مويجات الأثير كأنهاحسرى بما تزجي من الأنباء
بعث الشرار بها ثقالا لو بداما حملت لبدت نطاف دماء
جزع الكنانة كاد لا يعدو وأسىأم القرى ومناحة الفيحاء
وبحضرموت على تنائي دارهاشكوى كشكوى تونس الخضراء
بالأمس كان هواك يجمع شملهافي فرقة النزعات والأهواء
واليوم فت رداك في أعضادهاما أجلب البأساء للبأساء
أفدح بما يلقاه آلك إن يكنجزع الأباعد جل عن تأساء
حرموا أبا برا نموا وترعرعوامن جاهه في أسمح الأفياء
وكفقدهم فقد الغرانيق العلىعلم الهدى للفتية النجباء
مقتطفات من قصيدة عجباًاتوحشني وانت إزائي لجبران خليل جبران