أينما تستقبلوا في صلاة النفل وأنتم راكبونَ الدابةَ في سفركم فهناك قِبلةُ الله فالمسافرُ إذا كان راكباً الدابةَ يجوزُ أن يصلي النفلَ الى الجهةِ التي يريدها، ولا يلتحقُ بذلك راكبُ السيارات والطائرات كما يُفهمُ ذلك من كتب الفقهِ
لقد جاء في تفسير هذه الآية عن مجاهدٍ تلميذ ابن عباس : " قِبلةُ اللهِ "،
ففسرَ الوجهَ بالقِبلةِ أي لصلاة النفل في السفر على الدابة، ولا يُرادُ هنا بالوجهِ الجارحة، وحكمُ من يعتقدُ الجارحةَ لله تعالى التكفير لأنه لو كانت له جارحةٌ لكان مِثلاً لنا يجوزُ عليه ما يجوزُ علينا من الفناء.
وفي هذه الآية أطلقَ اللهُ على نفسهِ لفظَ " الوجه "، فنحن ليس لنا أن نرُدَّ ذلك لكن علينا أن نعتقد أنَّ الوجهَ إذا أُطلِقَ على اللهِ ليس هذا الجزء ليس الجارحة التي نعرفها، فالذي يعتقدُ في اللهِ الجارحةَ يكفرُ. وتكفيرُ المجسم هو مذهبُ السلفِ قالَهُ الشافعيُ وأحمدُ بنُ حنبلٍ وغيرهما
فإذا قال قائلٌ: هل في القرءان مذكورٌ أن اللهَ منزهٌ عن الجارحة عن اللمس واللسان والأُذن؟ نقولُ: يكفي قولُهُ تعالى: " ليس كمثلهِ شىءٌ " سورة الشورى – ءاية 11 فاللهُ تعالى لا يُوصف بصفات المخلوقات، لا يُوصفُ بالجوارح، لا يُوصفُ بالوجه الجارحة. فمن اعتقدَ أنَّ وجهَ الله هو الحجم فقد ألحدَ وكفرَ
لأنَّ الحجمَ مخلوقٌ إن كان كثيفاً وإن كان لطيفاً لا بدَّ له من مقدارٍ قال تعالى: " وكلُّ شىءٍ عندَهُ بمقدارٍ " سورة الرعد – ءاية 8 فالحجمُ مهما كان صغيراً ومهما كان كبيراً له مقدارٌ فاللهُ منزهٌ عن أن يكونَ حجماً لطيفاً أو كثيفاً لأنَّ الحجمَ لا بدَّ أن يكونَ لهُ مقدارٌ.