عدد المساهمات : 1013ت التسجيل : 18/09/2012 نقاط : 2671 السٌّمعَة : 0
موضوع: الثقة بالله تعالى2 السبت نوفمبر 03, 2012 8:05 pm
والله هو الناصر وحده لا شريك له، ولا نصر إلا من عند الله وحده لا شريك له، الذي لا غالب لمن نصر، ولا ناصر لمن غلب، بيده النصر وحده لا شريك له، صاحب النصر القريب، الله وحده لا شريك له المُتحكم بذرات الكون، وهو المُتحكم بذرات أجساد الظالمين وجنودهم وأجهزتهم وأسلحتهم، وكل الأمر بيده وحده لا شريك له، ولو شاء لخسف بهم أو أنزل عليهم صاعقة من السماء أو ريح صرصر أو أنزل جنوده، ولا يعلم جنوده إلا هو. ففي غزوة بدر بلغ الضعف بالمسلمين حداً أن الرسول - صلى الله عليه - دعا الله - تعالى – واصفاً أصحابه فقال: (اللهم إنهم عراة فأكسهم حفاة فأحملهم )، فأنزل الله تعالى جنوده، قال تعالى: { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9)} الأنفال، وروي في التفاسير أن الصحابة في بدر كانوا يروا رؤؤس المشركين تتطاير من قبل أن تصلها سيوفهم. وفي غزوة حُنين غر الصحابة كثرتهم، فأبت إرادة الله - تعالى – أن تكون ثقة جنوده معلقة بغيره، فهُزموا شر هزيمة وتقطعت أجسادهم أشلاء، حتى عادوا لله – تعالى - فأنزل عليهم نصره، وأيدهم بجنوده قال تعالى: { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنَزلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذلِكَ جَزَآءُ الْكَافِرِينَ (26)} التوبة. وجنود الله تعالى الذين تنزلوا على الصحابة في بدر وحُنين مازالوا يتنزلوا في كل واقعة جهاد، فقد روا قصصهم الكثير من المجاهدين عبر الأزمان. بل أن الله تعالى قد تعهد بإنزال جنوده كلمّا دعت الحاجة، قال تعالى: { بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (25)} آل عمران. إن الذين لا يثقون بعهود الله - تعالى – ويتخذوها هزواً هم الكفّار وإن قالوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وإن صلوا وصاموا وتبجحوا بالنفاق. والذين لا يثقون بأن النصر بيد الله وحده لا شريك له، ويعتقدون بأن النصر للغلبة والدبابات والطائرات، هم كفَّار بالله – تعالى- وما قدروا الله حق قدره، قال تعالى:{ مَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(74)} الحج. إن موضوع الثقة بأن النصر بيد الله وحده لا شريك له يختزل الإيمان كله. وإن الذين ينازعون في قوله تعالى: { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ (60) } الأنفال، قد أجاب الله تعالى عليهم في باقي الآية حيث قال عز وجل: { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ }، الهدف من الإعداد هو بث الرهبة في قلوب أعداء الله تعالى، أما النصر بيد الله وحده لا شريك له. وهذه بعض الآيات التي تؤكد هذه المعاني المُقدسة التي يقف عليها إيماننا كله، قال تعالى: { إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ (160)} آل عمران، وقال:{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) } يوسف. ولقد وعد الله – تعالى - وعد قاطع بأنه سينصر الذين آمنوا كنصره للرسل وأن هذا النصر سيكون في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، قال تعالى: ) إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ(. يا حبيبي يا الله إنك لَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ، ما قدروك حق قدرك، يا من أجبت آدم وغفرت له وأطعمته وأسقيته من بعد ما عصاك وعلمته الحرث والزرع وذللت له الأنعام، يا من أجبت نوح فأغرقت الأرض ومن عليها من المجرمين، ونجيته ومن معه على ذاتِ ألواحٍ تجري به في موجٍ كالجبال وهو بين سماءٍ وماءٍ، يا من أجبت إبراهيم وجعلت النار بردا وسلاماً عليه، ونصرته، ووهبت له إسماعيل وإسحاق على الكبر، وفجرت لإسماعيل زمزم في واديٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم وجعلت أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِ وَرْزُقْته مِّنَ الثَّمَرَاتِ، يا من أجبت سليمان وجعلت له ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، يا من أجبت موسى وأبطلت السحر بكلماتك، ونجيته وهارون ومن معهم وأغرقت فرعون وملأه المجرمين، وأرسلت عليه المنّ والسلوى، وفجرت له من الحجر أثنى عشر عيناً، ومن قبل أكرمته فحرمت عليه المراضع لترزقه من حنان أمه، وجعلته ينعم في بيت عدوك وعدوه، ثم أسكنته بيت نبيك شعيب وزوجته وأغنيته، يا من أجبت يعقوب من بعد سنين عجاف وجبرت خاطره ورددت له يوسف وأخاه ورددت النور إلى عيناه، يا من أجبت زكريا ووهبت له على الكبر يحيى الذي لم تجعل له من قبل سميا، يا من أجبت يوسف وهو في الجُبِ ونجيته من الكربِ وأسكنته وعلمته تأويل الأحاديث وجعلته عزيزاً على خزائن مصر، يا من أجبت يونس ونجيته من بطن الحوت وأنبت عليه من يقطين تقطر في فمه من غير حول منه ولا قوة، يا من أجبت أيوب وكشفت عنه الضر ووهبت له أهله ومثلهم معهم رحمة منك، يا من أجبت عيسى وأنزلت عليه من السماء مائدة بها كل ما اشتهت الأنفس، يا من أجبت حبيبك صلواتك وسلامك عليه، فنصرته وصحبه في بدر وهم قلة حفاة عراة، ويوم الخندق هزمت الأحزاب وحدك. سبحانك لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا. رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ إبليس وَمَلأَهُ ومن أتبعه من أئمة الكفر والظالمين زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ. وأرجو أن تدعوا لي: