أكدت دراسة علمية حديثة أن الشعور بالحب لا يدوم أكثر من ثلاث سنوات، وأن تسارع دقات القلب والإحساس بالتحليق عاليا فى السماء، وما يصاحبه من سعادة لا توصف ليست سوى أعراض جسدية ونفسية طبيعية ناتجة من زيادة فى إفراز بعض هرمونات المخ، والتى تخف مع الزمن لتصاب العلاقة بالفتور، وتبدأ مواويل الملل واكتشاف العيوب والندم أيضا. وتقول الدكتورة لوسى فانسون، المتخصصة فى طب الأعصاب والبيولوجيا والباحثة بالمركز الفرنسى للبحث العلمى فى كتابها (كيف يحدث الحب؟)، إن الحب ليس سوى نتيجة لإفراز كوكتيل من الهرمونات العصبية التى تجعلنا نشعر بتلك الخفة والسعادة، وهى هرمونات (الفيرومون، والدوبامين، والاندروفين، والأوسيتوسين)، والتى تجتمع كلها لهدف بيولوجى يدخل فى إطار السعى إلى البقاء.
فقد نشرت الباحثة الفرنسية المختصة في طب الأعصاب لوسي فانسون كتاباً أطلقت عليه اسم “كيف يحدث الحب؟”، أكدت من خلاله أن حالة الشعور بالحب لا تتجاوز 3 سنوات في أحسن الحالات، وأن ما يرافق هذه الحالة من إحساس بالسعادة في الواقع ليست إلا انعكاساً لعوارض جسدية ونفسية تؤدي الى إفرازات لهرمونات الدماغ، لا تلبث إلا أن تقل مع مرور الزمن إلى أن تتلاشى نهائياً، ليحل عوضاً عن الشعور بالرغبة في التحليق عالياً بين السحب الشعور بالملل، بل والندم في أحيان كثيرة. وفى لقاء أجرته معها مجلة (بسيكولوجى) الفرنسية، قالت الدكتورة لوسى عندما تم سؤالها عن كيفية تفسير أن نختار شخصا ما بعينه بأن الدراسات القائمة حول تفاعل المخ وآلياته تبين أن هناك العديد من العوامل الخارجية التى تؤدى إلى تفاعل المخ مع شخص فى حد ذاته كالرائحة مثلا.