سنواتٌ من العُمرِ مضت
بلا حُبٍ.... بلا شوقٍ....بلا سهر
مرتْ ببُطءٍ رمتْ بأثقالها
عليّ كالمطر...
عيناك... تدعواني لنتبادل
لغةً أحبها كُل البشر
يداك ....كانت ؟؟
تعشقان في يديّ السفر
تُرى من سيُحيي غناءَ الطفولة...؟
منْ سيورقُ في ثنايا الشجر...؟
أخافُ منك
نعم...بِتُ أخافُ منك
كم قلبي قسى عليك
كم قلبُكَ عليَّ حجر...

بقلمي برناديت

كمخاض الأزقّةِ الضيقة العجوز
حينَ تختنقُ بالأزدحام
كمخاض صحراءٍ عقيمة...
حينَ تُنجِبُ عاصفةً مجنونة
كمخاضِ شارعٍ مُهتريء
حينَ تلعنهُ أقدامُ ثقيلة.
تمخضَ حُبكَ في أحشائي
مخاضاً عسيرا
و كانت ولادةً مقعدية
لكلمةٍ نصفُ مُختنقة
أسميتُها أنت.......




بقلمي برناديت

بالأمس حينَ التقينا.....


أدركتُ بأنَ حضارة ما بينَ العينين لم تنقرض بعد !

وعهد الرسل و المبشرين لم ينتهي ...



و بأنَ الملحدينَ و الكفرة قد نالوا التوبةَ و الهداية ....

و شيدوا كنيسةً أسطورية ..نواقيسُها عيون....و حِبالُها أهداب...


أدركتُ بالأمسِ فقط....

بأنَ عينيكَ أعتى من تُفاحةِ حواء...
لم تُدون في سفرِ التكوين...؟
فيها تعابير لأبجدياتٍ و حضاراتٍ عظيمة

لم يُبشر بها الأنبياءُ بعد...


ما أدركُته بالأمس ..بأني قضيتُ نحبي هُناك
و أعلنتُ للملأ بأنْ يتنسكوا على ضِفافِ عينيكْ

لينالوا بركةَ اللقاء

بقلمي برناديت

يومَ افترقنا ...


جلسنا على المقعد الذي تناثرتْ عليه كلماتُنا بالأمس....

و دُخانُ سجائرُهُ الحزينة شكلتْ غيمةَ يأسٍ

أمطرتْ أشواكاً على رأسي..

في ذاك اليوم ...لم نُتقن لُغةً أُخرى سوى الصمتْ........
ماتتْ كُلُ الكلمات ..غابتْ ..أنتحرتْ..فرتْ ....و اختبئتْ في حُضن السماء
في صميمي..طعنتُ الصمتْ ولعنتهُ...
نعُتُّهُ بأفظع الكلماتْ..
ألا أن صوتاً خافتاً ممزوجاً بغصاتِ الكاّبة ..
تسلل الى أُذني قائلاً ؛
هل اّنَ الأوان لنفترق..؟؟؟؟
وبدون أن أشعر أطلقتْ كلماتُهُ...سراحَ دمعةً محبوسة
مُنذُ سنين في عيني
و بصوتٍ مُرتجف مُتقطع مملوءٍ بألفِ غصة..
أجبتُته؛ نعم سأرحل ..أوصيك للدمع لا تحمل المناديل..
انساني ..أنسى تاريخَ ميلادي ...
أجعلهُ تاريخَ مماتي...
أمحني.. كما محى الموجُ خطواتنا...
كما المطر بدد اّثارَ ضحكاتنا...
و الليلُ الذي أعشق سيُخفي همساتنا....
أنساني... وحدهُ القدرُ يُعارضنا..
دعوتُك الليلة كي نثمُل و نشرب قهوتنا نخب الفراق
و ها هو فنجان قهوتي قد بدأ بالأحتضار ...
أنّه يلفُظُ أنفاسُهُ الأخيرة..... سأتجرعُهُ في صحةِ أوجاعي.....


بقلمي برناديت

أسمُكَ مكتوبٌ على زُجاجِِ أحلامي ....


على أبوابِ كنائسي و أغلفةِ أناجيلي

لكي يُقدسهُ كُلُ المُصلين ..

المؤمنينَ مِنهُم و المُلحدين..!!

كتبتُهُ على أوراقِ كُل المُدوناتْ

وكل الروزناماتْ .. جعلتُهُ عُنواني ..

حتى لا يغيبَ أسمُك عني

نقشتُهُ على لوحَ قلبي

ليرتجف و يبقى نابضاً بِكَ حتى الممات...

بقلمي برناديت

عندما يحضُرُ طيفُك في معبد ذاكرتي


تدُقُ حروفَ الهِجاءِ أجراسُها المُقدسة ...

أجلالاً للملك المُعتلي صهوة القلب...!!

فتتراقصُ الكلماتُ بصخبِ الرغبةِ الجامحة

و ثرثرات الشوق الممنوع........

لتخلُق عِباراتٍ منسوجة من ألوانِ قوسِ قُزح

لِتُحطّم بأيقاعاتها سطور الورق الأبيض

بألفِ أبجديةٍ و ألفُ لِسان ...

تقُدم فروض الطاعة و الولاء لمليك العشق...

و تنحني أحتراقاً لقطعة الشمس المُتجسدة في هيئة رجُل........

بقلم برناديت

لو كُنتُ قد خُلقتُ في زمنٍ اّخر غير زماني

و مكانٍ اّخر غير مكاني...

لا تحتويه الشرائع و القوانين
و الترهات البشريّة.......

لالتقيتُكَ في حضرة الشمس وقتَ الشفق
و في حقل الزبد...
لزرعتُ فيهِ أهدابي أغصاناً
و روحي أشجاراً
و أناملي سنابل قمح....
لتحمل لكَ أجمل القصائد

لو كُنتُ قد غزوت التاريخ يوماً.......
لحدّثتُ كُل النظريات و المعادلات الكونية

ووزعتُ قانوناً جديداً لا يعتمد ألا عينيكَ و سِرُ الجاذبية....

لفرشتُ تحتَ قدميكَ ...
حضارة هرمُس الأغريقية
و كورش الفارسية ..
لسلمتُك صولجان اّكاد و فنونه
و جمّلتك بمزامير داوودَ و تسابيحهُ

و صنعتُ من أجزائكَ اّلافَ المنحوتات و التماثيل
و جعلتُ من أهدابي قافلة جيوشً....تحتَ سُلطتك

لو كُنتُ قد خُلقتُ في عصرِ اّشور........
لصنعتُ منك اّلاف الشموس...و نصّبتُكَ ألهً للمدينة
و جعلتُ من أحداقك درباً خُرافية
تنقل العشاق ألى أرض الميعاد..

لو كُنتُ قد خُلقت في عصرٍ غير عصري
لغيرتُ كُل الأعراف و النواميس
و شيدتُ مملكةً ..فُرسانها أرواح هائمة
تدُق لقدومِكَ النواقيس
ليفتحوا لقدومك بوابة السماء..
و بأهازيج الملائكة تستقبلك عشتروت

لكنني ...يا اّدم ..قد خُلقتُ في زمنٍ محظور.....!!
في عصر الممنوعِ و غير المشروع
في كهفِ العادات و التقاليد المُعاقة
و ليس بوسعي ألا أن أرسمك فوق أوراق الكاّبة.......

بقلمي برناديت........

عندما أحببتُك..............

أشّرقتِ الشّمسُ من عيني
لم تذُق بِعهدكَ طعمَ الغُروب........
فطُبع أسّمك على ظهرِ جفوني
لئلا تغيبَ عن ناظري....
و أحتلَ وجهُكَ مكان القمر..
فرممَ نوركَ خرائب قلبي
و لملمَ ضوئُك أشلاءَ روحي
و لم يتبقى مني جزءٌ
ألا و حملَ بصماتُك..........

عندما أحببتُك ......شربتُ خموراً محظورة
من رحيقِ أنفاسك....
و تلوتُ عليكَ ما تيسرَ من اّيات الشوق
و ترانيم الوله ...ملايين التنهدات و الاّهات........
فاقترفنا معاً ....كُلَ المعاصي و الذنوب......!!
و ارتكبنا الممنوع َ تِلوَ الممنوع....
و حلقنا في حدود المعقول و اللامعقول
و أقسمتُ باّلهةِ الفرح ............
بألا تُغادر قلبي .......يا صمتَ حُزني الوفي....

بقلمي برناديت...