أحمد شاه الدراني
أحمد شاه (1724 – 1773)، مؤسس سلالة الدرانية في أفغانستان، كان ابن ساماون خان، الزعيم المورث لقبيلة أبدالي.
بداية حياته
بينما لم يزل ولدا سقط أحمد إلى أيدي قبيلة الغلزائيين المعادية الذين أبقوه سجينا في قندهار. في مارس 1738 أنقذه نادر شاه الذي أعطاه القيادة لسلاح الفرسان بعد ذلك بوقت قصير والذي تكون بصورة رئيسية من الأبداليين. وعند اغتيال نادر شاه في 1747، تراجع أحمد إلى أفغانستان بعد أن فشل في محاولة للاستيلاء على الكنوز الفارسية، حيث أقنع بسهولة القبائل المحلية لتأكيد استقلالهم وأن يقبلونه كملكهم.
توليه الملك
توج ملكا في قندهار في أكتوبر 1747، وفي نفس الوقت تقريبا غير اسم قبيلته إلى الدراني. وهناك شيئان قد يقال أنهما ساهما كثيرا إلى تعزيز قوته. فقد أبعد نفسه بقدر الإمكان عن التدخل في استقلال القبائل المختلفة، طلب من كل منها فقط نسبتها المستحقة من الجزية والخدمة العسكرية؛ وأبقى جيشه مشغولا بشكل ثابت في مخططات ذكية للغزو الأجنبي. وقد امتلك ماسة كوهينور (جبل النور)، وكان محظوظ بما فيه الكفاية لاعتراض شحنة الكنز على طريقها إلى شاه بلاد فارس، فكانت عنده كل الأفضليات التي يمكن أن تجلبها أي ثروة عظيمة.
حملاته على الهند
عبر في البداية نهر السند في عام 1748 عندما احتل لاهور؛ وفي عام 1751، بعد مقاومة ضعيفة من ناحية نائب الملك أصبح سيد على كامل البنجاب. وفي عام 1750 احتل نيسابور، وفي عام 1752 أخضع كشمير. ثم قام بحملته العظيمة إلى دلهي في عام 1756 لكي تنتقم لنفسه من شاه المغول عزيز الدين عالمكير لاسترداده لاهور. ودخل أحمد مدينة دلهي بجيشه منتصرا، ولأكثر من شهر تعرضت المدينة للسلب والنهب. وأضاف الشاه بنفسه إلى زوجاته أميرة من العائلة الإمبراطورية، ومنح أخرى لابنه تيمور شاه، الذي جعله حاكما على البنجاب والسرهند. وكنائب له في دلهي ترك زعيما من قبائل الروهيلا كان يحوز على كل ثقته، لكنه بالكاد عبر السند عندما طرد الوزير المغولي الزعيم الروهيلي من المدينة، وقتل الشاه المغولي ووضع أمير آخر من العائلة هو شاه جهان الثالث ويكون أداة بين يديه على العرش. زعماء الماراثا استفادوا بأنفسهم من هذه الظروف للسعي لامتلاك البلاد بكاملها، وأرغم أحمد أكثر من مرة لعبور السند لكي يحمي أرضه منهم ومن السيخ الذي كانوا يهاجمون حامياته بشكل ثابت. وفي عام 1758 قام الماراثا باحتلال البنجاب، ولكن على 6 يناير 1761 تلقوا هزيمة منكرة من قبل جيوش أحمد في معركة بانيبات العظيمة. وفي حملة لاحقا أوقع هزيمة حادة على السيخ، لكن كان عليه أن يعجل المسير غربا بعد ذلك لكي يقمع تمردا في أفغانستان. وتمرد السيخ ثانية في هذه الأثناء، واضطر أحمد الآن على أن يسلم كل أمل للاحتفاظ بالبنجاب.
وفاته
بعد معاناة طويلة مع مرض فظيع، قيل بأنه كان سرطانا في الوجه، مات أحمد شاه في عام 1773، وترك إلى ابنه تيمور المملكة التي أسسها. تحوي هذه المقالة معلومات مترجمة من الطبعة الحادية عشرة لدائرة المعارف البريطانية لسنة 1911 وهي الآن من ضمن الملكية العامة.