يعتقد العلماء أنهم حققوا خطوة للأمام في رحلتهم الشاقة من أجل تطوير حبوب منع حمل للرجال، وذلك بعد نجاح دراساتهم على الفئران.
تستخدم السيدات حبوب منع الحمل منذ عقود، ولكن استخدامها مع الرجال لايزال حلما بعيد المنال. وبينت دراسة أميركية نشرت في مجلة سيل (Cell) العلمية كيف يتمكن العقار الجديد من تقليل الخصوبة عند ذكور الفئران دون إعاقة للغريزة الجنسية. ويؤكد الخبراء أن النتائج مثيرة، ولكنها تحتاج لاختبارات على البشر، وأن أحد التحديات في هذا المضمار هي تطوير عقار يمكنه العبور من الدم إلى الخصيتين. واختبر باحثون أميركيون من معهد دانا فاربرلأبحاث السرطان، وكلية طب بايلور، عقارا يُسمى جيه كيو1، ويعمل هذا العقار على البروتين الذي لايتواجد إلا في الخصيتين، وله أهمية كبرى في إنتاج السائل المنوي.
آثار عميقة
وبعد وصول العقار إلى خصية الفئران، تبدأ في تقليل إنتاج السائل المنوي، بما يقلل قدرته على الحركة، وخصوبته كذلك، وعندما تتوقف الحيوانات عن تناول العقار فإنها تستطيع الإنجاب.
ويقول جيمس برادنر، أحد أعضاء فريق البحث، إن "هذا المركب يسبب انخفاضا سريعا في عدد الحيوانات المنوية وقدرتها على الحركة بما يؤثر بالتبعية على الخصوبة. وهذا يدفع للاعتقاد بأن تناول حبوب منع الحمل بالفم للرجال يمكن أن يكون مجديا." وقال آلان باسي المحاضر في علم الذكورة بجامعة شيفيلد البريطانية لبي بي سي "إننا بحاجة لمثل هذه الحبوب." وأضاف "تهدف كل المحاولات حتى الآن إلى إيقاف إنتاج السائل المنوي من خلال التعديل في هرمون الذكورة التستوستيرون بالحقن أو الزرع."
وقال باسي "الباب مفتوح على مصراعيه لمن يستطيع تطوير عقار لايعتمد على الهرومونات، وينبغي أن يكون من السهل إلى حد ما إختبار هذه المحاولات على البشر." وتقول مويرا أوبريان رئيس قسم خصوبة الرجال بجامعة موناش الاسترالية "إنها دراسة مثيرة، ويمكن أن تكون لها آثار علمية واجتماعية." وأضافت "التشابه القوي في إنتاج السائل المنوي بين البشر والفئران يمكن أن يؤدي في النهاية لانتاج حبوب منع الحمل للرجال. وبلا شك، هناك أهمية كبيرة لإنتاج وسائل لمنع الحمل، ولكن المسافة بين الأبحاث والمنتج النهائي لاتزال بعيدة للغاية."