الأبناء ضحايا الخيانة الزوجية
إن الأبناء في بيوت الخيانة الزوجية ضحايا وأسرى لفعل فاضح فاحش يترك أثراً سلبياً كبيراً طويل المدى في نفوسهم، وقد يظهر ويترجم بأشكال عدة على جوارحهم، أو يبقى دفيناً في نفوسهم ويلاحقهم مدى حياتهم. إنها الخيانة التي ألقت أشباحاً كريهة على أرواحهم وأجسادهم.
وهكذا فإن الأثر الكبير، والأمر خطير، حيث إن الأبناء هم أحد خمسة في بيوت الخيانة الزوجية:
1- مجروح متفهم:
وهذا هو وصف حال الابن الذي يستقبل الخبر فيعتصر قلبه، ويحجّر عقله، ويسيل دموعه ويؤرق ليله ونومه، ويستثير غضبه، فيصارع الخبر ساعة ويكذبه ساعة ولا يهنأ في طعام، ولا يسكن في مقام حتى يجد الحقيقة، فيواجه الأبوين ليفهم الحدث ويعرف السبب، فيصعق صريعاً يوماً ثم يسامح دوماً، إلا أنه يبقى مع الجرح العميق الذي يذكره كلما رأى أبويه، فيأخذ ذلك شيئاً من سعادته وسروره، إلا أنه يكمل مسيرة حياته ويعيش مع أواسط الناس هناءً وسعادة متجاهلاً الحدث ولا يتعدى هذا الصنف ( الـ 20%) من أفراد هذه البيوت.
2- غاضب منتقم:
وهذا هو الابن الذي يرى الخيانة طعنة وألماً، وكأنها خنجر مسموم نفذ إلى كل أحشائه وأصاب روح الشرف والعفة في نفسه، وآذى عقله وفؤاده، فيرفع لواء الانتقام، يسب أبويه ساعة، ويسب نفسه ساعة، ويلعن أهله وحظه ساعة، حتى إنه قد يجد أنّ كل من حوله خائن، فيبيح لنفسه ما استباحه أبواه، ويبيع شرفه بدينار أو في لحظة انهيار، أو في مقام لعب ولهو وقمار، فيكون وجبة سهلة للعصابات وأهل الدمار فينضم إلى قافلة الخائنين ومرتكبي الفواحش انتقاماً من أهله ولنفسه أو انصياعاً للجو الفاسد.
3- محبط مسموم:
هذا الابن حائر طائر بين همس الليل وجهر النهار، فيحمل الخبر ويلبس ثوب العار، فيكون الخجل والهروب هو المسار، وكأنه الدنيا كلها خائنة وأبواب الخير جميعها مغلقة، فيقل طعامه وشرابه، وينحف جسمه ويذوب قوامه، ويرجف قلبه ويجف دمعه، ويتعكر فكره ويضيع فؤاده.
فلا يرى إلا السواد وكأن كل إصبع تشير إليه والكل يعيبه ويتهمه بذنب لم يقترفه، ولا يجد له طريقاً أمامه إلا الانعزال والهروب ثم الإحباط والانزواء وبعدهما اليأس والهلاك.
إنه يرى نفسه وحيداً، والحياة مرة لا طعم لها، ويشك في الجميع حتى أبويه وأخوته وأهله وأصدقائه، إلى أن يصل إلى نفسه فيكون كئيباً أو يائساً أو .. يأخذ إلى الانتحار طريقاً.
4- غافل مظلوم:
وهذا هو الابن المسكين الذي لا يفهم الحدث ولا يعي المصيبة إلا أنه يقع ضحية الطرف الآخر يصب عليه جميع أنواع العذاب والطرد والتشريد والشك والشتم والسباب فيسعد لحظة ويتعس لحظات، ويتحمل أثر الجريمة.. الجريمة التي لم يرتكبها هو، بل أبواه وكل ذنبه أنه ابنه أو ابنها.
5- تائه واهم:
أما هذا الموعود يرى ولا يعي، يسمع ولا يفهم، يُخبر ويكذب، فيهيم بين الحقيقة والخيال، فيفقد الثقة بأبويه وكل من هم على شاكلتهما أو في مقامهما، فيرى في الرجال أباه وفي النساء أمه، فيعتزل الزواج ويفضل العنوسة والعزوبية خيفة الوقوع في شكل من أشكال الخيانة.
فهل ما زلت تفكر بالخيانة ؟؟
أحذر وتب وعد إلى الله عز وجل فباب التوبة ما زال مفتوحاً والستر باب، فلا تكسره ومن ستره الله فقد حاز خيراً كثيراً، والتفت إلى أهلك وأبنائك وعوّضهم لحظات الضياع والغفلة وأكثر من لحظات السعادة والاهتمام، فاليوم منقض وغداً ذاهب.