كيف نتعامل مع الأبناء في سن المراهقة؟
التنشئة الأسرية السليمة تستمد مقوماتها من توازن الشريعة وقيمها وحكمتها
المراهقة مصطلح وصفي يقصد به مرحلة نمو معينة تبدأ بنهاية الطفولة وتنتهي بابتداء مرحلة النضج أو الرشد، أي أن المراهقة هي المرحلة النمائية أو الطور الذي يمر فيه الناشئ، وهو الفرد غير الناضج جسمياً وانفعالياً وعقلياً واجتماعياً نحو بدء النضج الجسمي والعقلي والاجتماعي
ومن الخصائص التي تتسم بها الحياة الذهنية للمراهقين الانبهار بالجديد واحتقار القديم ونبذه وتجنبه، فالجديد عندهم هو الجدير بالتقدير، لذا فإنك تراهم يسعون وراء كل مستجد سواء كان فكراً أو سلوكاً أو ملبوساً، فيحدث صراع بينهم وبين جيل الآباء، ينبغي أن يفسر على أنه ظاهرة صحية وليست مرضية، فهم يميلون أحيانا للجديد لا لشيء إلا لأنه جديد، ويمتنعون عن القديم لا لشيء إلا لأنه قديم، فيقعون في الشطط والخروج عن الحدود والضوابط الاجتماعية، والانحرافات العقدية والفكرية
دور الأسرة
قد يحدث أن يكون في الأسرة شاب مراهق يتعرض لتيارات فكرية متشددة والانضمام لجماعات متطرفة، فإن دور الأسرة هنا معالجة الموضوع بحكمة وبعد نظر، ومعالجة هذه الظاهرة تتم بشيء من الموضوعية والاعتدال من دون التقليل من حجمها وآثارها ومن دون التهويل في ذلك أيضاً، فالغلو في التعامل مع الأبناء ينشئ تطرفا مضاداً كرد فعل، وهذا يعني عدم حرمانه من إقامة علاقات مع أقرانه أو منعه من أداء شعائره الدينية كحل لهذه الظاهرة، بل واجب الإحاطة بهم يقتضي متابعتهم ومعرفة طبيعة علاقاتهم مع الآخرين ومتابعة أنشطتهم الدينية والثقافية والاجتماعية وتعميق القيم الأخلاقية فيهم، وتنمية البعد الاجتماعي فيهم من تعاون وتسامح، لضان حسن استقامتهم وتجنب انحرافهم
فمسؤولية الأسرة كبيرة جداً في توجيه المراهق الوجهة الصالحة التي تساعده على الابتعاد عن التيارات المنحرفة والتغلب على أزماته النفسية، وذلك بالقدوة الحسنة
فالأب كي يكون مثالاً صالحاً لابنه المراهق ينحو به منحى الاعتدال والاتزان، ينبغي المراوحة بين الشفقة والشدة في التعامل معه، الشفقة في حنوه وتفهم مرحلته العمرية ويساير ركب الحضارة المتغير، وتقدير آرائه ومجهوداته وإرضاء غروره فيشعر بالارتياح النفسي فيستقيم ويسير في الطرق السوي