الغذاء والتغذية:
يظن العديد من الناس أن كلمتي "الغذاء" و"التغذية" هما كلمتان مترادفتان. إلا أنهما بالواقع تدلان على أشياء مختلفة. فالتغذية مثلاً تعتمد جزئياً على الغذاء، بحيث يزود الغذاء الجسم بالطعام كي يتم استهلاكه في تغذية الخلايا الحية في جسم الإنسان. وبصورة أوضح، فالإنسان لا يعيش على ما يتناوله خلال النهار من الأكل والشرب المختلف، ولكن يعيش على ما يهضمه هذا الجسم وما يستسيغه. فالجسم لا ينمو على ما يبلعه الفم، ولكن على ما يمر في زغابات القنوات المعوية إلى الدم.
ومن جهة أخرى، فإن الغذاء غير الكافي وغير الكامل يؤدي بالشخص إلى سوء ونقص بالتغذية. ولهذا فإن الأطباء ينصحون دائماً بالغذاء الجيد والكامل.
وفي بعض الأوقات يعجز جسم الإنسان عن تحليل هذا الغذاء. فتحليل الغذاء واستخدامه يعتمد اعتماداً كلياً على وظيفة الغدد الداخلية والخارجية، والإفرازات التي تنتجها هذه الغدد.
فإذا كانت الغدد تعمل بشكل غير صحيح تكون النتيجة سوء التغذية. ولكن في الغالب، فإن الغذاء الصحي والطبيعي والصحيح يساهم في شفاء الجهاز الغددي في الجسم. وبالعكس تماماً، فإن الغذاء غير الصحي وغير الكامل والهزيل يكون مضراً دائماً لصحة جسم الإنسان.
ومع مرور الأيام، وتطور العصور. صار الإنسان الحديث يعتبر الطعام مهماً له يساعده على سد جوعه وإشباع جشعه. ونسي هذا الإنسان أنه جزء متكامل من الطبيعة، لم يحدث في جسمه أي تغيرات أو تطورات فجهازه الهضمي هو ذاته الذي كان لإنسان أهل العصور الماضية وهكذا. فعلى الإنسان أن يلاحظ أنه ليس من حقه أن يخالف قوانين الحياة بشكل تعسفي، لأنه إذا قام بذلك ستكون النتيجة إصابته بالأمراض المختلفة، وسيورث ذلك كله لأولاده وأحفاده.