أَعْلَنَ الموتُ نَفْسَهُ فكرةً ولهى
المعاني بالمدْمَعِ الدَّفَّاقِ
وصديقاً يُصْفي تُرابيَّةَ الأَنْفسِ
وُدّاً مُخْضَوْضِلَ الأخلاقِ
وجليساً حُلْوَ الحديثِ إلى
الوجدانِ يَلقى سهولةَ الاخْتِراقِ
يجذبُ الحقَّ والصوابَ إلى نورِ
الأعالي مِنْ ظلمةِ الأعماقِ
كيفَ يأتي وأينَ يمضي وأنَّى
يقنِعُ النَّفْسَ بالنّوى والفراقِ
لستُ أدري حقيقةً غيرَ أنّي
مَرَّةً مَرَّ طَعْمُهُ في مَذاقي
واختفى ثُمَّ لاحَ دمعةَ وجدٍ
تتمشَّى على دروبِ المآقي
آهِ ما أوْجَعَ اغترابي وآذاهُ
لِقلبٍ مُحَمديِّ البُراقِ
أَظْلَمَ الدَّهرُ بي وكمْ بَدْرِ ليلٍ
قَدْ تَمرَّى كمالُهُ باتِّساقي
أنا جُرْحٌ يَنْشَدُّ عَنْ ضَفَّتَيْهِ
نَحْوَ جَنْبَيْهما مِنَ الآفاقِ
كُلُّ أُفْقٍ مُسافِرٌ باتّجاهٍ
ليتَ شعري متى يكونُ التّلاقي
وَجَعٌ في الحياةِ يَلْتَهِمُ النّارَ
فَيَكْوِيْ تَأَجُّجَ الاحْتراقِ
وأسىً يَشْرَبُ اسْوِدادَ ليالي
شَهْرِ كانونَ رَشْفَةً في اغْتِباقِ
حَدِّثِيْ ياكُنوزَ غَيْبكِ فَقْري
بحنانٍ عَنْ رَحْمةِ الخلاَّقِ
وصِلِي حُسْنَ ظنِّ قلبي بما
يرجوهُ مِنْ فضلِ رَبِّيَ الرَّزّاقِ
أنا فَقْرٌ يمضي إليكَ إلهي
فاحْبُ رِجْلَيْهِ سُرعَةَ السَّبَّاقِ
سام يوسف صالح 23/1/2012م