أَبْحَرَ القَوْلُ مِنْ خيالي ثقيلاً
بالمعاني وَبَحْرُ شعري خَفِيْفُ
بَعْثَرَتْني الأقدارُ ما مِنْ مكانٍ
مالِقلبي جُرْحٌ بهِ وَنَزِيفُ
ليتني أستطيعُ أنْ أَنْظُمَ النَّفْسَ
وليتَ الأجزاءَ مِنها حُروفُ
أنا في مُقلةِ الزَّمانِ دموعٌ
تَتَوَضَّا بِمَوْجِهِنَّ الطّيوفُ
أنا في فِطنةِ الوجودِ الْتِفاتٌ
عَبْقَرِيٌّ بالماوراءِ شَغُوْفُ
نَهْرُ (يحيى) فُيوضُ نِيَّةِ جودي
وبنو الطينِ والحنينِ ضُيوفُ
يفرحُ الحُبُّ بالحياةِ على الأَرضِ
وَقَدْ سَنَّها يراعٌ عطوفُ
فإذا فَارَتِ الضّغائنُ فالأقلامُ
في أَوْجُهِ البُغاةِ سُيوفُ
أَيُّها الغِلُّ كم فَقَأْتَ عيوناً
أنتَ شيخٌ بها وثوبُكَ صُوْفُ
يا بني الجوعِ ما عليكم ْ ملامٌ
إنْ حَسِبْتُمْ أنَّ الحياةَ رَغيفُ
الشَّياطينُ في خلافٍ مَعَ اللهِ
وهذا مِنَ الخلافِ الطَّريفُ
ولهمْ قُوَّةُ التِّقانةِ والمالُ
ظهيرٌ على العدوِّ عَنِيفُ
كيفَ صَنَّفْتُمُ الأنامَ وأنَّى
يستوي عندَكُمْ لهمْ تَصْنِيْفُ
ليسَ فيما أَلَّفْتُمُ بينَ مَرْءٍ
وسواهُ مِنَ الورى تَأْلِيْفُ
فعلى الخَلْقِ منكُمُ كُلُّ جَوْرٍ
وعلى الرَّبِّ منكُمُ التَّجْدِيْفُ
ذا زمانٌ مُطهَّمٌ أَمْتَطِيْهِ
وحياتي وقدْ جرى بي رَدِيْفُ
كمْ رَمَتْ بي على الثرى كَبَواتٌ
هُنَّ منهُ على مَرامي صُروفُ
ثَمَّ لُغزٌ لازالَ يرفُلُ في الكونِ
وما فَكَّ لُغْزَهُ فَيْلسوفُ
كمْ أراني في حَيرةٍ مِنْ أمورٍ
حول عقلي مِنْ أَلْفِ عامٍ تطوفُ
الكُشُوْفُ التي وَصَلْتُ إليها
أنَّ أَمْراً لا تَجْتَلِيْهِ الكُشُوفُ
آيةُ التِّيْهِ أنَّ أنفسَنا يَقْطُنُ
أعماقَهُنَّ حُزْنٌ وَخَوْفُ
وسبيلاً إلى السعادةِ فينا
صَدَّنا عنهُ عُرْفُنا المألوفُ
كم هدىً يقتضي حُضوراً مِنَ الكَدْحِ
إليهِ وَدَأْبُنا التَّسْويْفُ
فَهَلِ الرُّشْدُ ذَرَّةٌ خارِجَ الكونِ
وَمَنْ يطلبُ اهتداءً كَفيفُ
إنني مُوقِنٌ على كلِّ حالٍ
أنَّ ربِّي لِما يشاءُ لَطِيفُ
واعتقادي - وبَعْدَ كلِّ حِسَابٍ -
أنَّ ربِّي بالقَهْرِ نِعْمَ الرؤوفُ
لا تُحاوِلْ إقناعَ عَينٍ بأنَّ
البَدْرَ نُوْرٌ وفي مُناها الخُسُوفُ
قَدْ مضى أربعونَ قَرْناً وَلّما
يَدْرِ قَوْمٌ أنَّ الخليلَ حَنيْفُ
سام يوسف صالح 31/1/2012م